زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن الملايين الافتراضية
كتبت قبل أسابيع قليلة عن السعودي الذي حاول سحب مبلغ مالي من رصيده البنكي من جهاز الصرف الآلي واكتشف ان رصيده 200 مليون ريال، فكاد أن يصاب بلوثة لأنه كان يعلم ان رصيده دون الـ20 ألفا، ولم يكف قلب صاحبنا عن الخفقان الشديد إلا بعد أن راجع ذلك الجهاز فراجع الجهاز نفسه وسحب الملايين.
على ذمة صحيفة قطرية فإن مواطنا قطريا يملك هاتفا جوالا يعمل بالبطاقة مسبقة الدفع، استفسر عن رصيد بطاقته واكتشف أنه يبلغ 429 مليوناً وخمسمائة ألف ريال (429,500,000 ريال).. ولأنه ابن ناس فقد كرر الاستفسار عن الرصيد حتى زهج كمبيوتر شركة الاتصالات القطرية، وصاح: يا عمي ذبحتنا. قلنا لك رصيدك 429 مليونا ونص. (إليكم حكاية الرجل الذي اشترى سيارة فاخرة يقوم الكمبيوتر المركب في داخلها بإصلاح كل عطل يطرأ عليها بإصدار تعليمات صوتية. وأراد الرجل تجريب قدرات الكمبيوتر والسيارة فجاء بمطرقة وهشم زجاجها الأمامي، فقال الكمبيوتر: الزجاج الأمامي مهشم.. مطلوب إصلاح سريع والحصول على لوح زجاجي كامل وجديد.. وخلال دقائق كانت السيارة قد نفثت خيوطا دقيقة تشكلت بسرعة إلى زجاج سد واجهة السيارة، وانبسط صاحبنا وخلع المرآة الجانبية للسيارة فما كان من الكمبيوتر إلا أن قال: المرآة الاحتياطية تحركي لتأخذي مكان المرآة المخلوعة. ومن فرط سعادة الرجل بسيارته الذكية، قرر إخضاعها لاختبار كبير، فسار بها بسرعة جنونية فوق جسر واصطدم عامدا بحاجز الجسر فطارت السيارة والكمبيوتر يقول: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية...» إلى آخر الآية الكريمة).
المهم أن صاحبنا استفسر عشرات المرات عن رصيده وجاءه التأكيد بأنه مليونير. وبدلا من الاتصال بالخبير المالي المشهور أبو الجعافير ملك سوق الأسهم والدنانير (يقال إنه كثير المال لأنه أصلا من جمهورية مالي في غرب إفريقيا)، قام بالاتصال برقم الاستعلام عن الرصيد في شبكة الهاتف الجوال فجاءه الرد مجددا: رصيدك 429 مليوناً ونصف المليون. وكان الرد بصوت نسائي يقطر عذوبة ورقة، ولكنه لم يرد عليها بكلام من شاكلة: تسلمي يا بعد كبدي. يا عسل أنتِ. تعالي خذي بقشيش ثلاثة ملايين. عفوا مو بقشيش بل عمولة على الخبر الطيب هذا! أتعرفون ماذا حدث بعد ذلك؟ حاول راشد إجراء مكالمة دولية، فإذا بهاتفه قليل الذوق يرفض تمرير المكالمة! ليش؟ قال: ما عندك رصيد!! والذي قال ذلك الكلام السخيف كان نفس الصوت النسائي الرقيق الذي أكد له أنه مليونير! طيب يا بنت الناس. إنتي من شوي قلتي لي رصيدي 429 مليونا وكذا ريال! ولكن صاحبة الصوت الرقيق «سكَّرت» الخط في وجهه!! وهكذا، ومن صاحب ملايين تحول صاحبنا إلى حامل بطاقة هاتفية عديمة القيمة، وهاتف يعاني من البكم والصمم! وهذا ما جناه على نفسه وما جناه عليه أحد! ويقال إن امرأة تطلقت من زوجها العجوز ذات صيف، وتزوجت بشاب حليوة، ولكنه مبهدل ماديا، وذات مرة أرسلت إلى طليقها (العجوز) تطلب منه بعض اللبن، فقال لها ما صار مثلا: الصيف ضيعت اللبن! ولو استشارني راشد لاشتريت له ولنفسي تذاكر طائرة بالدرجة الأولى...لا... كنت سأستأجر طائرة إيرباص خاصة، ونسافر بها سويا إلى هولندا، حيث محكمة العدل الدولية، ونقف أمام تسعة قضاة ليسمعوا شركة الاتصالات القطرية وهي تعترف بأن لديها أمانة ووديعة من طرف «موكلي» بقيمة كذا وكذا مليون، ثم نسافر إلى سويسرا لنضع هاتفه الجوال في بنك... ثم نصل إلى اتفاق مع شركة الاتصالات بأن تعطينا أنا وشريكي/موكلي أسهما بثلاثمائة مليون ريال.. طيب والباقي؟ بعد إذن شريكي،.. نقيم حفلا ضخما وندعو إليه أشهر المطربات ومذيعات القنوات الفضائية العربية التجارية من الصنف الذي يبطل الوضوء ويوجب الغسل.. وندعوهن إلى الجلوس في صفوف على المسرح ثم نأتي بمجموعة من المارينز الأمريكان، ونقول لهم إن الفتيات الجالسات في المسرح من القاعدة.. فينقلوهن إلى سجن غوانتنامو، ليفتك بهن جماعة القاعدة الأصليون.. ويبقى فضاؤنا نظيفا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك