العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التفاعل بين الأمن الإقليمي والعالمي في حوار المنامة

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

‮«‬علاقة‭ ‬التأثير‭ ‬والتأثر‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الخلاصة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لحوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬العشرين‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬6‭-‬8‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬وشهد‭ ‬مشاركة‭ ‬كبيرة‭ ‬سواء‭ ‬الوفود‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬63‭ ‬أو‭ ‬الحضور‭ ‬المباشر،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬جلسات‭ ‬الحوار‭ ‬التي‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬عناوينها‭ ‬ومنها‭ ‬الاستجابات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬للصراعات،‭ ‬المقاربات‭ ‬الدولية‭ ‬لأمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬وأمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التحديات‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬معقد،‭ ‬مبادرات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فإنها‭ ‬جميعها‭ ‬قد‭ ‬استهدفت‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬تساؤلات‭ ‬أولها‭: ‬ما‭ ‬طبيعة‭ ‬المستجدات‭ ‬الأمنية؟‭ ‬وثانيها‭: ‬هل‭ ‬تكفي‭ ‬الآليات‭ ‬الحالية‭ ‬لحل‭ ‬الصراعات‭ ‬ومواجهة‭ ‬التهديدات؟‭ ‬وثالثها‭: ‬ما‭ ‬سبل‭ ‬العمل‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬العالمي؟‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬المقال‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي،‭ ‬فبداية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬كافة‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬ألقيت‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خمسة‭ ‬تهديدات‭ ‬أمنية‭ ‬أولها‭: ‬أجمع‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بتطبيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬سبب‭ ‬أساسي‭ ‬للتوتر‭ ‬الإقليمي‭ ‬وأن‭ ‬المعضلة‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬أبرزها‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬2002‭ ‬وإعلان‭ ‬السعودية‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬العالمي‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬2024‭ ‬أو‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬وكانت‭ ‬موضوعاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع،‭ ‬وثانيها‭: ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬دور‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وتهديدها‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بمفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لتهديد‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬وكذلك‭ ‬طرق‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬أيضاً‭ ‬الكابلات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬18%‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وهذا‭ ‬تحد‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬وثالثها‭: ‬التهديدات‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تكرس‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتضع‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭ ‬ضمن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬الدائم‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مواجهات‭ ‬محتملة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬لديها‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬ورابعها‭: ‬مصداقية‭ ‬عمل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والأطر‭ ‬التي‭ ‬ارتضتها‭ ‬الدول‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬وقد‭ ‬أثير‭ ‬توصيف‭ ‬دقيق‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬‮«‬في‭ ‬طريقها‭ ‬للتآكل‮»‬‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يثار‭ ‬بشأن‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬نمط‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وكذلك‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي،‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬حدة‭ ‬الصراع‭ ‬العالمي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬جديدة‭ ‬كما‭ ‬توافق‭ ‬المشاركون‭ ‬ولكن‭ ‬النتيجة‭ ‬ظهور‭ ‬اصطفافات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الدولية،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬التهديدات‭ ‬‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭- ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬تكفي‭ ‬الآليات‭ ‬القائمة‭ ‬لحلها؟‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬قائمة‭ ‬التهديدات‭ ‬تطول‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تزداد‭ ‬بسبب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وضعف‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬التقليدية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬غير‭ ‬كافية،‭ ‬وثانيها‭: ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المقاربات‭ ‬العسكرية‭ ‬للصراعات‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الحلول‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬استمرار‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬يصل‭ ‬صداها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭.‬

وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬المنطقي‭ ‬هو‭: ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬إلى‭ ‬أين؟‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إجابات‭ ‬قاطعة‭ ‬ولكن‭ ‬لوحظ‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الصراعات‭ ‬عند‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬وأن‭ ‬طريق‭ ‬العودة‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬حالة‭ ‬الاحتدام‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬لاحتدام‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬أدوار‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوار‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬الصراع‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكناً‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬كلمات‭ ‬المشاركين‭ ‬وبوضوح‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬المظاهرات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تفاعلاً‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بتأثير‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬المعيشة‭ ‬اليومية‭ ‬للمواطنين‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬كلفة‭ ‬النقل‭ ‬والشحن‭ ‬والتأمين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬مبادرات‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬والقيم‭ ‬المشتركة‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬تلك‭ ‬النقاشات‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬سواء‭ ‬كفرادى‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬ونزع‭ ‬فتيل‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬أو‭ ‬تسهيل‭ ‬الحوار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرات‭ ‬المختلفة‭ ‬لحل‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬المتحدثون‭ ‬أنها‭ ‬لاتزال‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬انتهاز‭ ‬الفرص‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬البناء‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لبناء‭ ‬واستمرارية‭ ‬الشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬عديدة‭ ‬سواء‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬التعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬أصبح‭ ‬التعاون‭ ‬بشأنها‭ ‬أمراً‭ ‬حتمياً‭ ‬منها‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬كخيار‭ ‬استراتيجي‭ ‬لمواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬بيئياً‭ ‬وجيواستراتيجيا‭.   ‬

وأخيراً‭ ‬وليس‭ ‬آخراً،‭ ‬ساد‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬أصبح‭ ‬أولوية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬الشراكات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬رسالة‭ ‬ردع‭ ‬والتي‭ ‬يتوازى‭ ‬معها‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭.‬

‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬جذري‭ ‬بسبب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتعدد‭ ‬مسارح‭ ‬وأطراف‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وبحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬ودور‭ ‬الفاعلين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬فإن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬جديدة‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬هدف‭ ‬استحوذ‭ ‬على‭ ‬كلمات‭ ‬المشاركين‭ ‬كافة‭ ‬سواء‭ ‬ممن‭ ‬يمثلون‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والشباب‭ ‬المشاركين‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬ورؤى‭ ‬الدول‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬واستقراراً‭ ‬ومتطلبات‭ ‬ذلك‭ ‬وكيفية‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مؤسساته‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬الدول‭ ‬وارتضتها‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬تعارض‭ ‬المصالح‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬تفاهمات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ولكن‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي‭ ‬يبعث‭ ‬برسالة‭ ‬محددة‭ ‬لكافة‭ ‬الدول‭ ‬هي‭ ‬أمن‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬أمن‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سطوة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ردع‭ ‬دولي‭ ‬لمستخدميها‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الدول‭.  ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا