العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

قضايا وطنية في حديث وزير الداخلية - 1

في‭ ‬حوار‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬المواطنين،‭ ‬وقضايا‭ ‬وطنية‭ ‬عامة‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬يهمنا‭ ‬التوقف‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬كبرى‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭.‬

القضية‭ ‬الأولى،‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬وما‭ ‬ترتبه‭ ‬من‭ ‬التزامات‭ ‬ودروس‭ ‬يجب‭ ‬تعلمها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭.‬

وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬أشار‭ ‬هنا‭ ‬الى‭ ‬التصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬عاصفة،‭ ‬وخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬والممتلكات‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭.‬

هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الخطيرة‭ ‬تؤثر‭ ‬بداهة‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

اول‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬بخطورتها‭ ‬أولا،‭ ‬والتحلي‭ ‬بأقصى‭ ‬درجات‭ ‬المسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬ثانيا‭.‬

وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬أشاد‭ ‬بحالة‭ ‬الانضباط‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬امن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجسد‭ ‬وعيا‭ ‬وطنيا‭ ‬متقدما‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬واحتمالات‭ ‬تطورها‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يظل‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬حاضرا،‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬يدرك‭ ‬الكل‭ ‬ان‭ ‬عليه‭ ‬مسئولية‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يؤديها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والتكاتف‭ ‬المجتمعي‭. ‬هذا‭ ‬شرط‭ ‬أساسي‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭.‬

من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬اليها‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬استخلاصها‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬الخطيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الآن‭ ‬واحتمالات‭ ‬تطورها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬

بالطبع‭ ‬الدروس‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكن‭ ‬اهم‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬حرص‭ ‬الوزير‭ ‬على‭ ‬تأكيدها‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬المفاجأة‭ ‬المنتظرة‭ ‬او‭ ‬المتوقعة‮»‬‭.‬

ما‭ ‬يقصده‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬هو‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬انتظار‭ ‬الأخطار‭ ‬حتى‭ ‬تقع‭ ‬او‭ ‬المفاجآت‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬صعيد‭ ‬حتى‭ ‬تحدث،‭ ‬ثم‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬وانما‭ ‬يجب‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والأخطار‭ ‬المحتملة‭ ‬مسبقا‭.‬

هذا‭ ‬كلام‭ ‬دقيق‭ ‬ومسئول‭ ‬وينم‭ ‬عن‭ ‬فكر‭ ‬رشيد‭. ‬

بالطبع‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتحديات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬يتطلب‭ ‬أولا‭ ‬دراسة‭ ‬توقعات‭ ‬المستقبل‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية،‭ ‬وبحث‭ ‬كل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬المحتملة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة،‭ ‬الأمنية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬تحولات‭ ‬المواقف‭ ‬الدولية‭.. ‬ويتطلب‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬التخطيط‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬لكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭ ‬والاحتمالات‭ ‬ومواجهتها‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭.‬

ينبغي‭ ‬ان‭ ‬نضيف‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬الرسمية‭ ‬والمدنية‭ ‬مطالبة‭ ‬بالتوعية‭ ‬العامة‭ ‬الدائمة‭ ‬بالأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتطوراتها،‭ ‬والتأكيد‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬على‭ ‬المسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتحملها‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

القضية‭ ‬الكبرى‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬اليها‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ونجد‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬تتعلق‭ ‬بدور‭ ‬المنبر‭ ‬الديني،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاعلام‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمنبر‭ ‬الديني‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬ورجال‭ ‬الدين،‭ ‬المسألة‭ ‬بسيطة‭ ‬وواضحة‭.‬

المسألة‭ ‬ببساطة‭ ‬كما‭ ‬اوضحها‭ ‬الوزير‭ ‬ان‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬دوره‭ ‬الوعظ‭ ‬والارشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬الديني‭ ‬القويم‭. ‬ليس‭ ‬مقبولا‭ ‬من‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬ان‭ ‬يقحم‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭. ‬وبالطبع‭ ‬مرفوض‭ ‬رفضا‭ ‬تاما‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬أي‭ ‬منبر‭ ‬ديني‭ ‬بالتحريض‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬او‭ ‬المجتمع‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬كان‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإعلام‭ ‬ودوره،‭ ‬فقد‭ ‬نبه‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أوضاع‭ ‬المنطقة‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭. ‬نبه‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬‮«‬يحاول‭ ‬توظيف‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لصالحه،‭ ‬مما‭ ‬شتت‭ ‬المعلومة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الظروف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التضارب‭ ‬الإعلامي‮»‬‭.‬

الوزير‭ ‬نبه‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬الصراع‭ ‬الحالية‭ ‬أداة‭ ‬بيد‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة،‭ ‬وأنها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬مصالحها‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬بالضرورة‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التضليل‭ ‬والترويج‭ ‬لمعلومات‭ ‬كاذبة‭ ‬مضللة‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬أجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬عليها‭ ‬مسئولية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬حملات‭ ‬التضليل‭ ‬الاعلامي‭ ‬والمعلومات‭ ‬المغلوطة،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تقديم‭ ‬المعلومات‭ ‬الحقيقية‭ ‬الصحيحة‭. ‬وبالطبع‭ ‬تتحمل‭ ‬أجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬مسئولية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬ومصالحه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭.‬

باختصار‭ ‬خلاصة‭ ‬حديث‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ان‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬وأجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬عليها‭ ‬مسئولية‭ ‬التمسك‭ ‬بالثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وعن‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭.‬

أما‭ ‬القضية‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬اليها‭ ‬الوزير‭ ‬وتحتاج‭ ‬الى‭ ‬وقفة‭ ‬خاصة‭ ‬فهي‭ ‬قضية‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا