يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
أوان إنهاء الهيمنة الإيرانية
تحدثت في المقال السابق عن هروب إيران من ساحة المواجهة وتخليها عن حلفائها في لبنان وتركها الشعب اللبناني يدفع ثمنا فادحا. وإيران اليوم تتخلى في هدوء وبساطة عن حليفها النظام السوري.
الهيمنة الإيرانية على مقدرات أربع دول عربية لا بد أن تنتهي في أسرع وقت.
هذا هو الدرس الأكبر لما جرى في لبنان والكارثة التي حلت بالشعب اللبناني، وأيضا مما يجري في سوريا اليوم.
الذي حدث في لبنان أنه على امتداد السنوات الطويلة الماضية أحكمت إيران قبضتها على مقدرات البلاد عبر حزب الله الذي فرض سطوته بقوة السلاح الإيراني. الدولة اللبنانية أصبحت بلا حول ولا قوة ولا تملك أن تقرر شيئا بعيدا عن الهيمنة الإيرانية، ولدرجة أنه لأشهر طويلة جدا ظلت البلاد بلا رئيس ولا حكومة.
كل قرارات الحرب أو السلم لم تعد بيد الدولة وإنما بيد حزب الله، ويتم اتخاذها ليس لمصلحة لبنان وإنما لمصلحة إيران.
وحين وقعت كارثة العدوان الإسرائيلي على لبنان أفاق اللبنانيون على فاجعة غياب الدولة، وعلى حقيقة أن إيران التي احتجزت لبنان رهينة لعقود من الزمن لا يعنيها أمر الشعب اللبناني في شيء ولا مصير لبنان برمته ولم تفعل أي شيء للوقوف بجانبهم.
أكثر من مليون لبناني نزحوا عن بيوتهم وعشرات القرى تم إبادتها بالكامل والآلاف فقدوا أرواحهم.
اللبنانيون أدركوا أنه لا خلاص لهم إلا بعودة الدولة وأنه لم يعد لهم سوى الدولة وسوى الجيش اللبناني أملا في إنقاذهم.
اللبنانيون اكتشفوا أن الدولة بعجزها وضعفها غير قادرة على حمايتهم وإنقاذهم، وأن الجيش أملهم الوحيد ضعيف ومحدود الإمكانيات سواء من ناحية الإمكانيات البشرية أو المعدات والتجهيز العسكري.
وحين أصبح على الجيش اللبناني مسؤولية تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار، واجه مشكلة نقص العدد والأسلحة والمعدات.
هذا ما جنته إيران على لبنان والشعب اللبناني.
وما يصح بالنسبة إلى لبنان يصح أيضا بالنسبة إلى سوريا والعراق واليمن.
إيران والمليشيات العميلة لها دمروا مؤسسات الدولة وأخضعوها للقرار الإيراني بالعنف والإرهاب.
وسوريا تدفع اليوم ثمن الهيمنة الإيرانية وثمن اعتقاد النظام السوري أن إيران ومليشيات حزب الله يمكن أن تحميه وتدافع عنه.
ولا يهم إيران في شيء إلا مصلحتها الخاصة ولا يعنيها في شيء ما يحل بهذه الدول التي تستبيح سيادتها. هذه الدول هي بالنسبة إلى إيران مجرد ساحات للمساومة من أجل مصالحها الخاصة.
ولنتأمل مثلا ما قاله محمد جواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية قبل أيام في ذروة ما حل بلبنان وما يجري في سوريا. قال إن إيران تريد التفاوض مع أمريكا، وذكر: «نحن مستعدون للتعامل مع التوترات مع الولايات المتحدة، التي شهدت أيضا انتخاب رئيس جديد. نأمل في مفاوضات متكافئة بشأن الاتفاق النووي وربما أكثر من ذلك».
وقال إن إيران «مستعدة للانخراط في الحوار مع واشنطن، لكن تحت شروط محددة تضمن حماية مصالحها الوطنية».
الشرط الوحيد الذي حدده ظريف هو مصلحة إيران، ولم يشر إلى مصلحة لبنان أو أي دولة أخرى تخضع للهيمنة الإيرانية في المنطقة.
وليس هذا بالأمر الجديد. هذا هو جوهر استراتيجية إيران الطائفية التوسعية في المنطقة.
اليوم وبعد ما حل بلبنان من كارثة وما يحل بسوريا، فإن الدرس الأكبر كما ذكرنا أن الهيمنة الإيرانية على مقدرات هذه الدول العربية يجب أن تنتهي، ويجب أن نستعيد الدولة ومؤسساتها القوية في الدول العربية الأربع وينتهي عصر المليشيات الإيرانية المسلحة في هذه الدول.
هذه معركة طويلة وليست سهلة، وعلى عكس ما يتوقع البعض فإن إيران لن تسلم بسهولة.
المهم أن يكون على رأس الأولويات العربية استعادة قوة الدول العربية وإنهاء الهيمنة الإيرانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك