يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
نكتب بالعربية
هذه مبادرة تستحق الإشادة، وكل الجهات التي نظمتها ورعتها تستحق التقدير.
نعني مبادرة «نكتب بالعربية» التي أطلقها بنك البحرين الإسلامي بالتعاون مع وزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم وشركة فيزا العالمية وأسرة الأدباء والكتاب.
المبادرة توجهت إلى الشباب وهدفت إلى تشجيع الإبداع القصصي حول موضوع مستقبل البحرين عام 2050، وشارك فيه 2000 شاب، تم تكريم 20 منهم في النهاية.
بداية، عنوان المبادرة «نكتب بالعربية» جميل ومعبر، إذ يكرس الاعتزاز بلغتنا العربية والفخر بالتحدث والكتابة بها.
كما أن اختيار مستقبل البحرين 2050 موضوعا للمسابقة ولإبداع الشباب موفق جدا، إذ يشجع الشباب على التفكير في المستقبل والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم بهذا الخصوص وطموحاتهم، كما يكرس لديهم الإحساس بأن لهم دورا لا بد أن يلعبوه في صناعة المستقبل الأفضل للبحرين.
ومن الجميل أن يقبل الشباب بكل هذا العدد الكبير على المشاركة في المسابقة. هذا يؤكد أن شبابنا بخير وأنهم على استعداد للتفاعل الكبير مع أي مبادرة وطنية من هذا النوع. ولا بد أن نسجل هنا الشكر لوزارة التربية والمسؤولين في المدارس التي شارك طلابها وطالباتها في المسابقة.
غير أن أهم ما في هذه المبادرة هي أنها تمثل إسهامات في غاية الأهمية لتعزيز الهوية الوطنية البحرينية.
اللغة العربية من أكبر أعمدة وأركان الهوية الوطنية البحرينية. وأي جهد او بادرة للاهتمام باللغة العربية وتتوجه خصوصا إلى الأجيال الشابة تعتبر إسهاما كبيرا في تعزيز الهوية.
بعبارة أخرى، هذه المبادرة ترجمة لما طالبنا به مرارا من الأهمية القصوى لطرح مبادرات عملية محددة لتعزيز الهوية الوطنية وعدم الاكتفاء بالبيانات الإنشائية فقط.
هذه المبادرة، كما قالت عن حق سارة العمادي، مديرة إدارة التسويق والعلاقات المؤسسية في بنك البحرين الإسلامي «تربط الشباب باللغة العربية وفنون الكتابة الأدبية وتعزيز الروح الوطنية. وتلعب دورًا مهمًّا في تعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية بين الأجيال الجديدة».
جانب آخر مهم لهذه المبادرة عبر عنه الأستاذ يوسف البنخليل وكيل وزارة الإعلام عندما قال إن المبادرة نموذج للتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص وكيف يمكن أن يؤدي إلى نتائج وطنية ملموسة.
عموما يجب أن نسجل ملاحظات ثلاث بعد نجاح مبادرة «نكتب بالعربية»:
1 – إن نجاح المبادرة حافز لكل الجهات الرسمية والمدنية للتفكير في تنفيذ مبادرات عملية مثل هذه في مختلف المجالات الأخرى لتعزيز الهوية الوطنية البحرينية.
2 - نجاح المبادرة ينبه إلى الدور الوطني الذي يمكن ويجب أن يلعبه القطاع الخاص والمؤسسات المدنية لتعزيز الهوية الوطنية ومن دون الانتظار بالضرورة لتوجيهات رسمية.
3 – نجاح المبادرة والإقبال الكبير للشباب على المشاركة فيها يؤكد أن شباب البحرين لديه طاقة حية وحماس واستعداد للعب دوره الوطني عندما يجد التشجيع والإطار المناسب لإطلاق طاقاته والتعبير عن نفسه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك