يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
لا تفككوا الجيش السوري
أخطر ما يحدث في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد ما تفعله إسرائيل.
منذ لحظة سقوط النظام أقدمت إسرائيل على الفور على امرين في منتهى الخطورة.
الأول: احتلال المنطقة العازلة في سوريا على الحدود. ولم تكتف بهذا بل تتقدم القوات الاسرائيلية حاليا في الأراضي السورية بهدف توسيع هذه المنطقة واقامة ما يسميه الإسرائيليون «منطقة أمنية».
بالطبع هذا احتلال سافر لأراض سورية وتهديد مباشر للبنان والأردن.
والثاني: الشروع في تدمير القدرة العسكرية السورية.
بحسب المصادر الإسرائيلية فقد شنت إسرائيل حتى الآن أكثر من 100 هجوم جوي لتدمير مواقع استراتيجية من بينها مقاتلات حربية، وأنظمة صواريخ متقدمة، ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر.
إسرائيل باختصار تحتل أراضي سورية وتعتزم تدمير كل القدرات العسكرية السورية.
هذا تطور في منتهى الخطورة ويشكل تهديدا لكل الدول العربية. ولهذا اول شيء اليوم هو ان تتحرك الدول العربية فورا وتطلب من مجلس الأمن الدولي اصدار قرار بإنهاء هذا الاحتلال للأراضي السورية فورا ووقف هذا العدوان على المقدرات العسكرية السورية.
هذا التطور الخطير وموقف المنظمات والجماعات المسلحة التي دخلت دمشق ومن المفروض انها ستتولى الحكم يثير تساؤلات كثيرة.
اول هذه التساؤلات يتعلق بموقف منظمات وجماعات المعارضة من إسرائيل، وحقيقة علاقاتها معها.
كان ملفتا قبل سقوط نظام بشار الأسد بيوم واحد ان نشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» حوارا أجرته مع قائد عسكري في تنظيم ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» وهو من اكبر قوى المعارضة التي ستشارك في الحكم الآن.
هذا القائد العسكري قال انه بعد سقوط نظام الأسد «سنسعى إلى السلام الكامل مع إسرائيل، وسنعيش جنبا إلى جنب كجيران».
ولفت النظر إلى أنه «ومنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، لم يدل بأي تعليقات انتقادية ضد إسرائيل». وحرص على توجيه الشكر لإسرائيل لما فعلته بحزب الله، وأعرب عن امله في «إعادة الإعمار بمساعدة أمريكا وإسرائيل». وحين سئل هل هناك علاقات واتصالات بينهم وبين إسرائيل رفض نفي او تأكيد ذلك.
كما نرى التساؤلات مشروعة عن طبيعة علاقات هؤلاء الحكام الجدد بإسرائيل وموقفهم منها.
نقول هذا وخصوصا انه لم يصدر عن «الحكام الجدد» أي تعليق على الاطلاق على احتلال اسرائيل للأراضي السورية وتدميرها للقدرات العسكرية. على الأقل كان من المفروض ادانة ما تفعله إسرائيل والمطالبة بوقفه.
صحيح انهم لم يستلموا السلطة فعليا حتى الآن، لكنهم امام العالم أصحاب السلطة اليوم.
التساؤل الثاني المهم جدا يتعلق بالجيش السوري.. أين هو؟.. وماذا سيفعل الحكام الجدد مع الجيش؟.
الجيش السوري انسحب من ساحات المواجهة الأمر الذي أتاح للمنظمات المسلحة دخول المدن والوصول الى السلطة. ليس مهما الآن مناقشة اسباب ذلك.
المهم اليوم تنبيه الحكام الجدد الى عدم ارتكاب نفس الجريمة التاريخية التي ارتكبها الأمريكان بعد احتلال العراق حين قاموا بتسريح الجيش العراقي وتفكيكه الأمر الذي كان من أكبر عوامل انهيار الدولة العراقية بالكامل.
لقد تعهد الحكام الجدد بعدم المساس بمؤسسات الدولة والحفاظ عليها. وهذا امر جيد يحسب لهم. الجيش السوري أكبر مؤسسات الدولة، وهو قوة منظمة مدربة. مسألة ولائه للنظام السابق امر انتهى ولم يكن لجنود الجيش يد فيه على أي حال.
يجب إعادة الجيش الى الخدمة وعدم تفكيكه، بل بالعكس تقويته وتدعيم صفوفه وتسليحه.
هذا ما يجب ان يفعله حكام سوريا الجدد إذا كان هدفهم هو توحيد البلاد والحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال الأراضي السورية والدفاع عنها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك