العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

«شبكة الأمل» .. مبادرة بحرينية رائدة

هذا‭ ‬خبر‭ ‬سعدت‭ ‬به‭ ‬حقا‭.‬

يقول‭ ‬الخبر‭: ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭- ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬الشباب،‭ ‬وتوجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭- ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬الشبابي،‭ ‬وبمبادرة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬تعلن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إطلاق‭ ‬الشبكة‭ ‬العالمية‭ ‬الداعمة‭ ‬لتنافسية‭ ‬الشباب‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الأمل‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬منصة‭ ‬جامعة‭ ‬للدول‭ ‬المؤمنة‭ ‬بأهمية‭ ‬وقوة‭ ‬زراعة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الشباب،‭ ‬مما‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬ويدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬والتقدم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬روح‭ ‬التضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الأمل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‮»‬‭.‬

سعدت‭ ‬بهذا‭ ‬الخبر‭ ‬لأنه‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬اهتممت‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬ولطالما‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬بخصوصها‭.. ‬قضية‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬كتبت‭ ‬عدة‭ ‬مقالات‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

لمن‭ ‬لا‭ ‬يعلم،‭ ‬قضية‭ ‬الأمل‭ ‬أصبحت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬أحد‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الكبرى‭ ‬لدى‭ ‬علماء‭ ‬السياسة‭. ‬لدي‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬كتبها‭ ‬خبراء‭ ‬وعلماء‭ ‬سياسة‭ ‬عالميون‭ ‬تحمل‭ ‬عناوين‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬الأمل‭ ‬في‭ ‬السياسة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬الأمل‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬دور‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬السياسة‮»‬‭.. ‬وهكذا‭.‬

جوهر‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأمل‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬السياسات‭ ‬وفي‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وفي‭ ‬تحديد‭ ‬معالم‭ ‬المستقبل‭.‬

الذي‭ ‬جعل‭ ‬علماء‭ ‬السياسة‭ ‬يهتمون‭ ‬بقضية‭ ‬الأمل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬فإن‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬والأوضاع‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تدعو‭ ‬عموما‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل،‭ ‬وإنما‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمل‭.‬

إذن،‭ ‬انشاء‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الأمل‮»‬‭ ‬تعتبر‭ ‬مبادرة‭ ‬بحرينية‭ ‬مهمة‭ ‬ورائدة‭ ‬بأهدافها‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬وبرامجها‭.‬

بالطبع،‭ ‬من‭ ‬الجيد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمبادرة‭ ‬بُعد‭ ‬دولي‭ ‬يخاطب‭ ‬شباب‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬يهمني‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتوجه‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬شباب‭ ‬البحرين،‭ ‬وإلى‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬

أعني‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬نكون‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬للأمل‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬تكرس‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ولدى‭ ‬الشباب‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭.‬

قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وقبل‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬هذه‭ ‬القضة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬ان‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬والشباب‭ ‬بالذات‭ ‬تحتم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬البُعد‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وإعطاءه‭ ‬أولوية‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬الجوانب‭ ‬التالية‭:‬

1‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الإحباط‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭.‬

في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬تحكمه‭ ‬الفوضى‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬فيه‭ ‬لقانون‭ ‬دولي‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬احترام‭ ‬لأي‭ ‬قيم‭ ‬إنسانية‭. ‬ويبدو‭ ‬مجرمو‭ ‬الحرب‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يحكمون‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يردعهم‭ ‬أحد‭.‬

هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يقود‭ ‬بداهة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬عامة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬وإلى‭ ‬توقع‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭.‬

2‭ ‬‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬بالذات‭ ‬يصبح‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬أشد‭ ‬وطأة‭. ‬حين‭ ‬يتلفت‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬حوله‭ ‬ويرى‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬لدولنا‭ ‬العربية‭ ‬وما‭ ‬تتعرض‭ ‬له،‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدعوه‭ ‬إلى‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬بالعكس‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬عجزا‭ ‬ويأسا‭ ‬وإحباطا‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭.‬

3‭ - ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬يتعرض‭ ‬لسيل‭ ‬جارف‭ ‬من‭ ‬الحملات‭ ‬الموجهة‭ ‬المعادية‭ ‬والمخطط‭ ‬لها‭ ‬بعناية‭ ‬وتستهدف‭ ‬تحطيم‭ ‬قيمه‭ ‬وثقته‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬وفي‭ ‬دوله‭ ‬وتزرع‭ ‬فيه‭ ‬بذور‭ ‬اليأس‭ ‬والقيم‭ ‬السلبية‭ ‬المدمرة‭.‬

4‭ - ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬وغيرها‭ ‬تكرس‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وإحساسا‭ ‬بالعجز‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمل‭.‬

هذه‭ ‬الحالة‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬الوطني‭ ‬عوما‭.‬

هذه‭ ‬العوامل‭ ‬تبرز‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت،‭ ‬لتكريس‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا