العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أمريكا تصْنَعُ دكتاتورا

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ١٠ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

الحكومات‭ ‬والشعوب‭ ‬أينما‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تَصْنَع‭ ‬الرجل‭ ‬الدكتاتور‭ ‬الخارج‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬الدستور‭ ‬والقانون،‭ ‬والمُترفع‭ ‬عن‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمراقبة،‭ ‬فمثل‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬لا‭ ‬يُولَد‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وإنما‭ ‬يخرج‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬قرارات‭ ‬الحكومات‭ ‬التنفيذية،‭ ‬أو‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬والمحاكم‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صمت‭ ‬ومباركة‭ ‬الشعوب‭ ‬وتصفيقها‭ ‬وتمجيدها‭ ‬وتقديسها‭ ‬لهذا‭ ‬الرجل‭ ‬الفذ‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المجالس‭ ‬النيابية‭ ‬التشريعية‭.‬

فمن‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬عريقة‭ ‬راسخة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬248‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬تغرس‭ ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البذرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬للولادة‭ ‬الرسمية‭ ‬القانونية‭ ‬للدكتاتور‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأول‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل‭.‬

وهذه‭ ‬البذرة‭ ‬زرعتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬العليا‭ ‬Supreme‭) ‬Court‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭ ‬اتحادية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬اتخذت‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬قراراً‭ ‬فريداً‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬القضاء‭ ‬الأمريكي‭ ‬عند‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬حصانة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬والتي‭ ‬عُرفت‭ ‬بقضية‭: ‬‮«‬ترامب‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬ويتلخص‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬حصانة‭ ‬مطلقة‮»‬‭ (‬absoluteimmunity‭) ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الأعمال‭ ‬التنفيذية‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬عمله،‭ ‬وأثناء‭ ‬حكمه‭ ‬ورئاسته‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تحت‭ ‬باب‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬الرسمية‮»‬‭ (‬official‭ ‬acts‭). ‬أي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عملٍ‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬البند،‭ ‬وتحت‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف‭ ‬للأعمال‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يُسأل‭ ‬عنه،‭ ‬ولا‭ ‬يحاسب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬لا‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية،‭ ‬ولا‭ ‬سلطة‭ ‬الكونجرس،‭ ‬ولا‭ ‬السلطة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬سيكون‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬الملاحقة‭ ‬القضائية‭ ‬والمحاسبة‭ ‬القانونية،‭ ‬والمساءلة‭ ‬الشعبية،‭ ‬والعقاب‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬حكومية‭ ‬رسمية‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجمها‭ ‬ونوعها‭ ‬وشدتها‭. ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬نص‭ ‬القرار‭ ‬كما‭ ‬يلي‭: ‬‮«‬بموجب‭ ‬هيكلنا‭ ‬الدستوري‭ ‬للسلطات‭ ‬المنفصلة،‭ ‬فإن‭ ‬طبيعة‭ ‬السلطة‭ ‬الرئاسية‭ ‬تُخول‭ ‬للرئيس‭ ‬السابق‭ ‬حصانة‭ ‬مطلقة‭ ‬من‭ ‬الملاحقة‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬أفعال‭ ‬ضمن‭ ‬سلطته‭ ‬الدستورية‭ ‬القاطعة‭ ‬والوقائية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬ويحق‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬الحصانة‭ ‬المفترضة‭ ‬من‭ ‬الملاحقة‭ ‬القضائية‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬أفعاله‭ ‬الرسمية،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬حصانة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‮»‬‭.‬

فمثل‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬وجهاز‭ ‬قضائي‭ ‬فيدرالي‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬الطوب‭ ‬الأول،‭ ‬واللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الدكتاتورية،‭ ‬وتكوين‭ ‬وصناعة‭ ‬الحاكم‭ ‬المستبد‭ ‬الطاغية‭. ‬كما‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬للمضي‭ ‬قُدما‭ ‬نحو‭ ‬النظام‭ ‬الدكتاتوري،‭ ‬ويمهد‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬الفرد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يخطئ،‭ ‬ولا‭ ‬يحاسب،‭ ‬ولا‭ ‬تُراقب‭ ‬أفعاله‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬الحكومية‭ ‬الرسمية‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الواجبات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬كرئيس‭ ‬للدولة‭.‬

فقرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬أعضاء،‭ ‬6‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬المحافظين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تعيينهم‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬المنتمين‭ ‬الى‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬3‭ ‬تم‭ ‬تعيينهم‭ ‬من‭ ‬ترامب‭ ‬نفسه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬رئيساً،‭ ‬و3‭ ‬الباقي‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬والليبراليين‭. ‬ولذلك‭ ‬جاء‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬حزبياً‮»‬‭ ‬بموافقة‭ ‬جميع‭ ‬القضاة‭ ‬التابعين‭ ‬والموالين‭ ‬للحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬الذي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬إدانات‭ ‬قضائية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬إجرامية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬ومدنية‭.‬

فهذا‭ ‬الدكتاتور‭ ‬الذي‭ ‬زرعه‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬باستخدام‭ ‬أداة‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬سيتمكن‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬أُدين‭ ‬بها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأحكام‭ ‬الأخرى‭ ‬القادمة،‭ ‬وسينجح‭ ‬في‭ ‬اسقاطها‭ ‬جميعاً‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬الحصانة‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وسيُبرر‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬‮«‬الإجرامية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬مهماته‭ ‬وأعماله‭ ‬‮«‬الرسمية‮»‬‭ ‬كرئيس‭ ‬دولة‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سيُبرر‭ ‬محاولته‭ ‬إسقاط‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التي‭ ‬أُجريت‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تشجيع‭ ‬وحث‭ ‬المتظاهرين‭ ‬للزحف‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬الكونجرس‭ ‬واحتلاله،‭ ‬معقل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬العريق،‭ ‬بأنه‭ ‬عمل‭ ‬حكومي‭ ‬‮«‬رسمي‮»‬‭ ‬وضمن‭ ‬واجباته‭ ‬كرئيس‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ضغطه‭ ‬على‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس،‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬للإطاحة‭ ‬بالحكومة‭ ‬ومنع‭ ‬تصديق‭ ‬الكونجرس‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬سيكون‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬الرسمية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الواجبات‭ ‬الرسمية‭. ‬كذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى‭ ‬كقضية‭ ‬سرقت‭ ‬الملفات‭ ‬الحكومية‭ ‬السرية‭ ‬الرسمية‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬الخاص،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬الجنائية‭ ‬التي‭ ‬أُدين‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬بالإجماع‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مذنب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التهم‭ ‬وعددها‭ ‬34‭. ‬

ولذلك‭ ‬في‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬الأمريكية‭ ‬يعد‭ ‬سابقة‭ ‬خطيرة‭ ‬يهدد‭ ‬استدامة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬ينعكس‭ ‬صداه‭ ‬وينكشف‭ ‬تأثيره‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قدوة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬أنظمتها،‭ ‬وقوانينها،‭ ‬وسياساتها‭. ‬

فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحصانة‭ ‬المطلقة‭ ‬للأعمال‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬هو‭ ‬تحفيز‭ ‬وتشجيع‭ ‬لتكوين‭ ‬الرئيس‭ ‬الدكتاتور‭ ‬ذات‭ ‬الصلاحيات‭ ‬الشاملة،‭ ‬وخاصة‭ ‬للرؤساء‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬نزعة‭ ‬فطرية‭ ‬داخلية‭ ‬للحكم‭ ‬الفردي‭ ‬والنظام‭ ‬الاستبدادي،‭ ‬والحب‭ ‬نحو‭ ‬السلطة‭ ‬الشمولية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينازعه‭ ‬فيها‭ ‬أحد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬الرغبة‭ ‬الشخصية‭ ‬المستميتة‭ ‬للسلطة‭ ‬والحكم‭ ‬الأبدي‭ ‬وتطويع‭ ‬وترهيب‭ ‬كافة‭ ‬السلطات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬تحت‭ ‬هيمنته‭ ‬وسلطته‭ ‬الخالصة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحصانة‭ ‬تجنبه‭ ‬الملاحقات‭ ‬القضائية‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ممارسات‭ ‬وأعمال‭ ‬خاطئة‭ ‬يقوم‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬يُصنِّفها‭ ‬بأنها‭ ‬أعمال‭ ‬رسمية،‭ ‬مهما‭ ‬قُدِّمت‭ ‬ضده‭ ‬من‭ ‬أدلة‭ ‬وبراهين‭ ‬واثباتات‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬يهدد‭ ‬حرية‭ ‬الشعوب‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والمساءلة‭ ‬لكل‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬فالحاكم‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬نزعة‭ ‬شخصية‭ ‬للاستبداد‭ ‬بالرأي‭ ‬سيستغل‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬أسوأ‭ ‬استغلال،‭ ‬فيستطيع‭ ‬بحجة‭ ‬الحصانة‭ ‬والقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الحكم‭ ‬والدولة‭ ‬الرسمية‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬لا‭ ‬يعجبه‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬الأسباب،‭ ‬فيُلفق‭ ‬له‭ ‬التهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭ ‬مثل‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬إرهابي‭ ‬ويهز‭ ‬عرش‭ ‬الحكومة،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬والدولي‭. ‬

وكلي‭ ‬أمل‭ ‬ألا‭ ‬يمتد‭ ‬تطبيق‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬غير‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والمشجع‭ ‬للحكم‭ ‬الاستبدادي‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا