العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إدانات عالمية لمشاركة إسرائيل في أولمبياد باريس

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

تهدف‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬إلى‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالتميز‭ ‬الرياضي،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بأهمية‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬دورة‭ ‬2024،‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يوليو‭ ‬وتستمر‭ ‬حتى‭ ‬11‭ ‬أغسطس‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس،‭ ‬قد‭ ‬طغت‭ ‬عليها‭ ‬الصراعات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وكانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬واستقبل‭ ‬الجمهور‭ ‬والمتنافسون‭ ‬الآخرون‭ ‬تلك‭ ‬المشاركة‭ ‬بمشاعر‭ ‬غضب‭ ‬وإحباط؛‭ ‬إزاء‭ ‬عدم‭ ‬تسبب‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬إدانة‭ ‬دولية‭ ‬مؤثرة،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬لها‭. ‬وكتبت‭ ‬‮«‬إيفون‭ ‬ريدلي‮»‬‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬وقّع‭ ‬‮«‬ملايين‭ ‬الأشخاص‮»‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬على‭ ‬عرائض‭ ‬تدعو‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬حظر‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬المشاركة‮»‬‭. ‬وحث‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬باخ‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية،‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الهائلة‮»‬‭ ‬للمقاطعات‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيل‭ ‬ودعم‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬26‭ ‬برلمانيًا‭ ‬فرنسيًا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬تحت‭ ‬علمهم،‭ ‬وحث‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬بورتيس‮»‬‭ ‬نائب‭ ‬بالبرلمان‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬فرنسا‭ ‬الأبية‮»‬،‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬لتعبئة‮»‬‭ ‬المظاهرات‭ ‬ضد‭ ‬حضور‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الصرخة‭ ‬العالمية‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بمنع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬وفقًا‭ ‬للقوانين‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬ضوئها‭ ‬استُبعدت‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬لانتهاكها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحرمانها‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬باخ‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية،‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬لمنظمته‭ ‬بالتورط‭ ‬فيما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬السياسية‮»‬‭. ‬

تجاهل‭ ‬‮«‬باخ‮»‬‭ ‬برده‭ ‬هذا‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يواجهان‭ ‬حاليًا‭ ‬محاكمة‭ ‬بتهمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬وأن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬‮«‬يوآف‭ ‬جالانت‮»‬‭ ‬قد‭ ‬يخضعان‭ ‬قريبًا‭ ‬لأوامر‭ ‬اعتقال‭ ‬دولية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬لقتلهم‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬39‭ ‬ألف‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني‭ ‬وتخليف‭ ‬أضرار‭ ‬جسيمة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ستستغرق‭ ‬عقوداً‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لإصلاحها‭ ‬بتكلفة‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭. ‬

وتجاهل‭ ‬‮«‬باخ‮»‬‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬سابقًا‭ ‬قد‭ ‬تبنت‭ ‬مواقف‭ ‬بارزة‭ ‬اضُطرت‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬التصرف‭ ‬وفقًا‭ ‬للمزاج‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬لسيادة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬وتتجلى‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬الحظر‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬إبان‭ ‬فترة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬منذ‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬تخلت‭ ‬البلاد‭ ‬عن‭ ‬نظامها‭ ‬السياسي‭ ‬التمييزي،‭ ‬وكذلك‭ ‬روديسيا‭ (‬زيمبابوي‭ ‬حاليًا‭) ‬لأسباب‭ ‬عنصرية‭ ‬مماثلة‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬حظرها‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬أيضًا‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬خسرت‭ ‬في‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬وروسيا‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تمديد‭ ‬استبعادها‭ ‬بسبب‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬‭ ‬بشن‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وأثارت‭ ‬‮«‬ريدلي‭ ‬كيف‮»‬‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬التمثيل‭ ‬بالأولمبيات‭ ‬جراء‭ ‬تهم‭ ‬مماثلة‭ ‬للغاية‭ ‬لتلك‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬‮«‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬لاستبعاد‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬السماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالمشاركة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أولمبيات‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬

وقد‭ ‬أوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬روب‭ ‬سكينر‮»‬‭ ‬الأستاذ‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬بجامعة‭ ‬بريستول،‭ ‬أن‭ ‬حظر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬لا‭ ‬يفسر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬رغبة‭ ‬بعدم‭ ‬المشاركة‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكنه‭ ‬أيضًا‭ ‬يتصور‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تجاهل‭ ‬تام‭ ‬وسخرية‭ ‬وازدراء‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ... ‬وكيف‭ ‬تحاسب‭ ‬الدول‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‮»‬‭. ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬مُنعت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1964‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬طوكيو‭ ‬بعد‭ ‬رفضها‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬التمييز‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الحظر‭ ‬قائمًا‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا‭ ‬تقريبًا‭ - ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1991‭. ‬واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬ساعد‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‮»‬‭. ‬

ويذكر‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬هين‮»‬‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ووزير‭ ‬أيرلندا‭ ‬الشمالية‭ ‬السابق،‭ ‬كيف‭ ‬قاد‭ ‬حملة‭ ‬الناشطين‭ ‬‮«‬أوقفوا‭ ‬جولة‭ ‬السبعين‮»‬‭ ‬لمنع‭ ‬فريق‭ ‬الكريكيت‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬العنصري‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬وزيارة‭ ‬إنجلترا‭ ‬والتجول‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬وما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬عميق‮»‬‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭.  ‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس،‭ ‬ووتش،‭ ‬ومنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬أسست‭ ‬نظاماً‭ ‬سياسيًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬للفصل‭ ‬العنصري؛‭ ‬لإخضاع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬نفسها،‭ ‬فيجب‭ ‬التساؤل‭ ‬هنا‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬نفس‭ ‬العقوبة‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬ضد‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا؟

وقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬توبي‭ ‬رايدر‮»‬‭ ‬الأستاذ‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬فوليرتون‭ ‬والمتخصص‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الرياضة،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬إجراءات‭ ‬صعبة‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬لحظر‭ ‬مشاركة‭ ‬أي‭ ‬دولة‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬الضغوط‭ ‬الخارجية‭ ‬تكون‭ ‬كبيرة‭ ‬عادةً‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدى‭ ‬اللجنة‭ ‬خيار‭ ‬آخر‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬اللجنة‭ ‬ذلك‭ ‬الحظر‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬استجابة‭ ‬‮«‬باخ‮»‬‭ ‬للناشطين‭ ‬المؤيدين‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وجماعات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬دعمه‭ ‬للرياضيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصعبة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حظر‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬نددت‭ ‬‮«‬ريدلي‮»‬‭ ‬بكيفية‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قيادة‭ ‬تذكر‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بانتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وتجاهلها‭ ‬المتكرر‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

ومع‭ ‬رفض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ (‬الفيفا‭) ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬بمنع‭ ‬مشاركة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مسابقاتها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬الرياضية،‭ ‬فقد‭ ‬أثيرت‭ ‬أهمية‭ ‬المقاطعات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وإظهار‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستياء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬كوسيلة‭ ‬للضغط‭ ‬عليها،‭ ‬واستشهد‭ ‬‮«‬كيفن‭ ‬باكستر‮»‬‭ ‬بصحيفة‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬تايمز‭ ‬الأمريكية،‭ ‬باستقبال‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬الذين‭ ‬يواصلون‭ ‬السفر‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حشود‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬المؤيدين‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬السوفتبول‭ ‬في‭ ‬كندا،‭ ‬ومباراة‭ ‬اسكتلندا‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬في‭ ‬ذهاب‭ ‬تصفيات‭ ‬يورو‭ ‬2025‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬للسيدات،‭ ‬في‭ ‬اسكتلندا،‭ ‬وأخيرا‭ ‬أثناء‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬للدراجات‭ ‬الهوائية‭ ‬بأستراليا‭.‬

وهنا‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬المنظمات‭ ‬الرياضية‭ ‬الدولية‭ ‬عدم‭ ‬ارتباطها‭ ‬بأي‭ ‬أنشطة‭ ‬إما‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬الترحيب‭ ‬بالفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أمر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬باعتباره‭ ‬خطوة‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬لتأكيد‭ ‬الغضب‭ ‬العالمي‭ ‬إزاء‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬مارستها‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجيشها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وأن‭ ‬تاريخ‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬منعها‭ ‬أو‭ ‬حظرها‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬يؤكد‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحظر‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬لحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لن‭ ‬تغير‭ ‬سياساتها‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأوسع‭ ‬لمجرد‭ ‬قرارات‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬الاتحادات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الرياضية‭ ‬وحدها،‭ ‬فإن‭ ‬الإدانة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هذه‭ ‬الاتحادات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتقادات‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأحكام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يراكم‭ ‬ضغوطًا‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬لإرغام‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬أساليبها،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬حتى‭ ‬تخلت‭ ‬البلاد‭ ‬عن‭ ‬نظامها‭ ‬السياسي‭ ‬التمييزي‭. ‬

ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬تجاهل‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بالصعوبات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬يجابهها‭ ‬الرياضيون‭ ‬الفلسطينيون‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أصر‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬سيستمرون‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬تأمين‭ ‬جيد‭ ‬وقوي‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬طيلة‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ـ‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬الدعوات‭ ‬داخل‭ ‬الدوائر‭ ‬الرياضية‭ ‬لحظر‭ ‬إسرائيل‭ ‬ـ‭ ‬قضية‭ ‬حرمان‭ ‬ثمانية‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬المشاركين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬الآمن‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬الألعاب‭ ‬و‮«‬عانوا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جراء‭ ‬الصراع‭ ‬المستمر‮»‬‭. ‬كما‭ ‬سُجل‭ ‬مقتل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬رياضي‭ ‬فلسطيني‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تدمير‭ ‬جميع‭ ‬المرافق‭ ‬الرياضية‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭.‬

على‭ ‬العموم‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬بالدولة‭ ‬ذات‭ ‬التاريخ‭ ‬الرياضي‭ ‬العريق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قلة‭ ‬عدد‭ ‬رياضييها‭ ‬الذين‭ ‬ترسلهم‭ ‬إلى‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية،‭ ‬فإن‭ ‬الثقل‭ ‬الرمزي‭ ‬لحظر‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عقوبات‭ ‬مماثلة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هيئات‭ ‬رياضية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬الإدانة‭ ‬الدولية‭ ‬المتزايدة‭ ‬والضغوط‭ ‬ضد‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ليس‭ ‬مستعدًا‭ ‬لمجرد‭ ‬مشاهدة‭ ‬تدمير‭ ‬غزة‭ ‬وحرمان‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا