العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أكاذيب مجرم حرب في الكونجرس الأمريكي

بقلم: د. زكريا الخنجي

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

أن‭ ‬يقف‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الذي‭ (‬يدعي‭) ‬أنه‭ ‬المجلس‭ ‬الأكثر‭ ‬ديمقراطية‭ ‬والأهم‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأن‭ ‬يخطب‭ ‬بين‭ ‬رجالات‭ ‬السياسة‭ ‬بجميع‭ ‬أطيافهم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فهذا‭ ‬شأنهم،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬هذا‭ ‬الصهيوني‭ ‬بل‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأن‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬الرجل‭ ‬الأمثل،‭ ‬وأن‭ ‬دولته‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬دماء‭ ‬وأشلاء‭ ‬البشر‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬أخلاقية‭ ‬والأكثر‭ ‬نزاهة‭ ‬والأكثر‭ ‬براءة‭ ‬والأكثر‭ ‬تطورًا‭ ‬وحضارة‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فهذا‭ ‬غير‭ ‬مقبول،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الساسة‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬بقطع‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬كل‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصفيق‭ ‬والتصفير‭ ‬لهذا‭ ‬المجرم‭ ‬الذي‭ ‬أدين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مجرم‭ ‬حرب،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬أبدًا،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬بمن‭ ‬فيه‭ ‬يؤيد‭ ‬بكل‭ ‬صلافة‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الإجرام‭ ‬وكل‭ ‬أنواع‭ ‬الدمار،‭ ‬وكل‭ ‬إسالة‭ ‬دماء،‭ ‬وكل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬للبشر،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬فيه،‭ ‬فالتاريخ‭ ‬يشهد‭ ‬بصدق‭ ‬ذلك‭.‬

قد‭ ‬يدعي‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أعضاء‭ ‬لم‭ ‬يحضروا‭ ‬ولم‭ ‬يصفقوا،‭ ‬لكننا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬دعوة‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬لإلقاء‭ ‬خطاب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬ليتحدث‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مشاركة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬جرائمه،‭ ‬أيًا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬الحجة‭ ‬والنوايا،‭ ‬وأما‭ ‬الذين‭ ‬يقولون‭ ‬إنهم‭ ‬لم‭ ‬يحضروا‭ ‬ولم‭ ‬يصفقوا‭ ‬فنعتقد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬يعترضوا‭ ‬وأن‭ ‬يعلنوا‭ ‬رفضهم‭ ‬على‭ ‬حضوره،‭ ‬بل‭ ‬ورفضهم‭ ‬لإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬المتعجرف‭ ‬للوقوف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬ومخاطبة‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬الجلسة‭ ‬وأمام‭ ‬كل‭ ‬البشرية،‭ ‬حتى‭ ‬تبرأ‭ ‬ذممهم‭ ‬ويسجل‭ ‬لهم‭ ‬التاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭.‬

حسنٌ،‭ ‬ماذا‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التصفيق‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬80‭ ‬مرة؟‭ ‬ما‭ ‬الإبداعات‭ ‬التي‭ ‬قالها‭ ‬حتى‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التصفيق‭ ‬والتصفير؟‭ ‬دعونا‭ ‬نلقي‭ ‬نظرة‭.‬

أولاً‭: ‬ركز‭ ‬المتحدث‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬غريزة‭ ‬عاطفة‭ ‬الخوف؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يهدد‭ ‬أمريكا‭ ‬والعالم‭ ‬تارة‭ ‬ويصفعها‭ ‬تارة‭ ‬ويخوفها‭ ‬تارة‭ ‬بالبعبع‭ ‬التي‭ ‬صنعته‭ ‬يد‭ ‬الإمبريالية‭ ‬نفسها،‭ ‬وهي‭ ‬إيران،‭ ‬وكلنا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬صنيعة‭ ‬الإمبريالية،‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬تطرقنا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مقالات،‭ ‬ولكن‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬يعرف‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يكرر‭ ‬ويهدد،‭ ‬وقال‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭: ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬فإن‭ ‬دولة‭ ‬الشر‭ ‬لن‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حدود،‭ ‬وستكون‭ ‬أمريكا‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬المتحضرة‭ ‬هدفها‭ ‬الثاني‭.‬

والسؤال‭ ‬المهم،‭ ‬لماذا‭ ‬سلك‭ ‬هذا‭ ‬المنهج‭ ‬في‭ ‬الخطاب؟‭ ‬لأن‭ ‬الساسة‭ ‬والشعوب‭ ‬الغربية‭ ‬تعتقد‭ ‬جازمة‭ ‬أنها‭ ‬أفضل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬الكون‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وأن‭ ‬منهاج‭ ‬حياتهم‭ ‬هو‭ ‬المنهاج‭ ‬الأفضل‭ ‬والأمثل‭ ‬للبشرية‭ ‬وأنه‭ ‬المنهاج‭ ‬الصالح‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬كل‭ ‬مشاكل‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬كل‭ ‬العقود‭ ‬القادمة،‭ ‬فيثير‭ ‬خوفهم‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬المنهاج‭ ‬المثالي‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬التخلف‭ ‬والشر،‭ ‬لأنه‭ ‬إن‭ ‬انتصرت‭ ‬دولة‭ ‬التخلف‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬وهذا‭ ‬التقدم‭ ‬وهذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬مآلها‭ ‬للزوال،‭ ‬وأنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬سيعودون‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الكهوف‭ ‬والجمال‭ ‬والصحراء‭. ‬وهذا‭ ‬الحديث‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يقال‭ ‬علنًا‭ ‬فإنه‭ ‬موجود‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطور،‭ ‬وهذا‭ ‬يخوف‭ ‬الشعوب‭ ‬الغربية‭ ‬بكل‭ ‬أطيافها‭ ‬وألوانها‭. ‬فهو‭ ‬كرر‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬على‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬تاريخي،‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يغلي‭ ‬والصراع‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬حضارات‭ ‬وإنما‭ ‬بين‭ ‬البربرية‭ ‬والتحضر‮»‬،‭ ‬فهل‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬ستختار‭ ‬البربرية؟

ثانيًا‭: ‬إن‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬التخلف؛‭ ‬وهذه‭ ‬فكرة‭ ‬يحاول‭ ‬زراعتها‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬الساسة‭ ‬والشعوب‭ ‬الغربية‭. ‬فالمتحدث‭ ‬يعلن‭ ‬تارة‭ ‬ويحوم‭ ‬حول‭ ‬الفكرة‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬فدولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬كفيلة‭ ‬بالقيام‭ ‬بتدمير‭ ‬دول‭ ‬التخلف‭ ‬والشر،‭ ‬فكل‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬الأدوات‭ ‬والأسلحة‭ ‬الكفيلة‭ ‬بقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ،‭ ‬آسف‭ ‬أقصد‭ ‬الإرهابين‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬والمدارس‭ ‬والبيوت‭.‬

إن‭ ‬دول‭ ‬الاحتلال‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬طويلة‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬المتحدث‭ ‬‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬فإنها‭ ‬تستطيع‭ ‬بل‭ ‬وتعرف‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬أو‭ ‬الحيوانات‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭. ‬

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الاحتلال‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الحضارية‭ ‬الوحيدة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وربما‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬هي‭ ‬دول‭ ‬حضارية،‭ ‬أما‭ ‬بقية‭ ‬المنظمات‭ ‬والشعوب‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بحرياتها‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬فإنها‭ ‬شعوب‭ ‬ومنظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬متخلفة‭ ‬تمثل‭ ‬الشر‭ ‬المطلق،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬لإعادة‭ ‬توازن‭ ‬للعالم‭ ‬المتحضر‭.‬

ثالثًا‭: ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وأمريكا‭ ‬ودول‭ ‬الغرب؛‭ ‬ولم‭ ‬ينس‭ ‬المتحدث‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬امتد‭ ‬حوالي‭ ‬54‭ ‬دقيقة‭ ‬أن‭ ‬يركز‭ ‬ويدغدغ‭ ‬مشاعر‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهم‭ ‬وبينه،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقفا‭ ‬سويًا‭ ‬و«حين‭ ‬نقوم‭ ‬بذلك‭ ‬سننتصر‭ ‬وهم‭ ‬سيُهزمون‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬شكر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحالي‭ (‬بايدن‭) ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬وعلى‭ ‬علاقتهما‭ ‬الحميمة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬لقرابة‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬وكذلك‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ (‬ترامب‭) ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬فقد‭ ‬دفع‭ (‬اتفاقيات‭ ‬أبراهام‭) ‬قدمًا،‭ ‬وأعترف‭ ‬بالقدس‭ ‬كعاصمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ونقل‭ ‬السفارة‭ ‬إليها‭ ‬واعترافه‭ ‬بسيادة‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬على‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬السورية‭ ‬المحتلة‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬صفع‭ ‬أمريكا‭ ‬ووبخ‭ ‬الرئيس‭ (‬بايدن‭) ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ضغوط‭ ‬حكومة‭ (‬بايدن‭) ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وزعم‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬حرمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬بعض‭ ‬الأسلحة‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬نتنياهو‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬حكومة‭ (‬بايدن‭) ‬في‭ ‬معارضة‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬رفح‭.‬

رابعا‭: ‬اتهام‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬بالفساد؛‭ ‬لم‭ ‬يقلها‭ ‬صراحة،‭ ‬وإنما‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬تحاول‭ ‬تكبيل‭ ‬يد‭ ‬إسرائيل،‮ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يتم‭ ‬تكبيل‭ ‬يد‭ ‬الدولة‭ ‬وسندافع‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬أن‭ ‬يشكر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لأنهم‭ ‬وقفوا‭ ‬واعترضوا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭ ‬الزائفة‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬وهذا‭ ‬يشكر‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬توقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يد‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬الإبادات‭ ‬الجماعية‭ ‬لأنها‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬ودول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الهدف‭ ‬التالي،‭ ‬فإن‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬تحارب‭ ‬أعداء‭ ‬البشرية‭ ‬والدول‭ ‬المتحضرة‭.‬

ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تكبيله‭ ‬‭ ‬فإنه‭ ‬يستطيع‭ ‬هو‭ ‬وجيشه‭ ‬ودولته‭ ‬المحتلة‭ ‬أن‭ ‬يقودوا‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والتحضر‭ ‬والحضارة،‭ ‬فهو‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الشر‭ ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬وأطيافه،‭ ‬وأنه‭ ‬يدعو‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬أسماه‭ (‬تحالف‭ ‬أبراهام‭)‬،‭ ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬مجرم‭ ‬حرب‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬السلام؟

خامسًا‭: ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬إلا‭ ‬هو؛‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬حينما‭ ‬انتقد‭ ‬كل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬والمعارضين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬كرر‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ضدنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخجلوا‭ ‬من‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وقال‭: ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ضدنا‭ ‬اختاروا‭ ‬أن‭ ‬يقفوا‭ ‬مع‭ ‬الشر‭ ‬ومع‭ ‬حماس‭ ‬ويحب‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالعار،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬تمول‭ ‬المتظاهرين‭ ‬خارج‭ ‬الكونغرس‭ ‬الآن،‭ ‬وقال‭: ‬المتظاهرون‭ ‬يرفضون‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬دولتنا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحماس‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وقال‭: ‬المتظاهرون‭ ‬ضدنا‭ ‬يرددون‭ ‬شعار‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬النهر‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬معنى‭ ‬ذلك،‭ ‬وقال‭: ‬المتظاهرون‭ ‬أمام‭ ‬الكونغرس‭ ‬أصبحوا‭ ‬لعبة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬إيران‭. ‬

سادسا‭: ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاسطوانة‭ ‬المشروخة؛‭ ‬وأثناء‭ ‬خطابه‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬ويكرر‭ ‬المصطلحات‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬يكررها‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬حين،‭ ‬وهي‭: (‬معادة‭ ‬السامية‭)‬،‭ ‬و‭(‬الهولوكوست‭) ‬و‭(‬الحق‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭).  ‬

ما‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬دول‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ولا‭ ‬نرغب‭ ‬الاتيان‭ ‬بها،‭ ‬لأنها‭ ‬بالفعل‭ ‬كثيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬وقد‭ ‬جئنا‭ ‬ببعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأكاذيب‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬للمفتونين‭ ‬به‭ ‬وأمثاله‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬المصفق‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬والمفكرين‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬قوم‭ ‬لا‭ ‬دين‭ ‬ولا‭ ‬قيم‭ ‬لهم،‭ ‬يصفقون‭ ‬ويصفرون‭ ‬للظالم‭ ‬ولا‭ ‬يحترمون‭ ‬المظلوم،‭ ‬ولا‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬معضلة،‭ ‬وإنما‭ ‬يجدون‭ ‬عبر‭ ‬حضارتهم‭ ‬المزعومة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحضارة،‭ ‬لكننا‭ ‬نعرف‭ ‬كذبهم‭ ‬ومراوغاتهم‭ ‬وفكرهم‭ ‬الملوث‭.‬

والمضحك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬سأم‭ ‬المتحدث‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التصفيق،‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬عدم‭ ‬التصفيق‭ ‬وإنما‭ ‬الاستماع،‭ ‬وعجبي‭.   ‬

 

zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا