العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تداعيات عودة حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا بعد 14 عامًا على الشرق الأوسط

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٠٨ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

تحقيقًا‭ ‬لأشهر‭ ‬توقعات‭ ‬منظمي‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬والمعلقين‭ ‬السياسيين،‭ ‬حقق‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بقيادة‭ ‬السير‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬فوزًا‭ ‬ساحقًا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬حكومة‭ ‬المحافظين‭ ‬برئاسة‭ ‬ريشي‭ ‬سوناك،‭ ‬مُنهيًا‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬المحافظين‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭.‬

قرب‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أشارت‭ ‬بيانات‭ ‬الاستطلاع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬البريطانية‭ ‬المقبلة،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يدعو‭ ‬إليها‭ ‬سوناك‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬بسبب‭ ‬التقديم‭ ‬المبكر‭ ‬لإجراء‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬انتصار‭ ‬ساحق‭ ‬لحزب‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فعليًا‭. ‬ومع‭ ‬احتساب‭ ‬نتائج‭ ‬جميع‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية‭ ‬تقريبًا،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬650‭ ‬مقعدًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬سيحتفظ‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬412‭ ‬مقعدًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬الـ‭ ‬326‭ ‬مقعدًا‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأغلبية؛‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬لمشهد‭ ‬الانتصارات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬رئيسا‭ ‬الوزراء‭ ‬كليمنت‭ ‬أتلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945،‭ ‬وتوني‭ ‬بلير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997‭.‬

وعلى‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬المعادلة،‭ ‬مُني‭ ‬المحافظون‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬هزائمهم‭ ‬الانتخابية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬حيث‭ ‬خسروا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬250‭ ‬مقعدًا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬دوائر‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬كبار‭ ‬الوزراء‭ ‬والأصوات‭ ‬المؤثرة‭ ‬داخل‭ ‬يمين‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭. ‬تفاقمت‭ ‬صراعات‭ ‬سوناك‭ ‬وحزبه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬فضائح‭ ‬متعددة‭ ‬وسياسات‭ ‬متعثرة،‭ ‬بسبب‭ ‬صعود‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬الإصلاح‮»‬‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬نايجل‭ ‬فاراج‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬تفتيت‭ ‬أصوات‭ ‬اليمين‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية‭ ‬البريطانية؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬فوز‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاحه‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬المحلية‭ ‬المشتركة‭ ‬على‭ ‬الحملة‭ ‬مثل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للحكومة‭ ‬المرتقبة‭ ‬لحكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كانت‭ ‬مصدر‭ ‬انقسام‭ ‬داخل‭ ‬الجناح‭ ‬اليساري‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭. ‬وخلال‭ ‬الانتخابات،‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المرشحين‭ ‬المستقلين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬النسب‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬منافسة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬المرشحين‭ ‬لحزب‭ ‬العمال،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتخاب‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬لعضوية‭ ‬البرلمان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أزعج‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬ستارمر‭ ‬والوزراء‭ ‬الجدد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتولوا‭ ‬مسؤولية‭ ‬تعامل‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬الحرب،‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬المراقبون‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬حري‭ ‬بحكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬القوية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين،‭ ‬بشأن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬إنهاء‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وإنشاء‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬زيادة‭ ‬إجمالي‭ ‬حصة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الشعبية‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬البريطانيين‭ ‬فإنه‭ ‬وببضع‭ ‬المقارنة‭ ‬بالهزيمة‭ ‬الثقيلة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬أمام‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬فقد‭ ‬حصل‭ ‬ستارمر‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬أغلبية‭ ‬برلمانية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬عاما‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النصر‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬بها‭ ‬منافسوه،‭ ‬فقد‭ ‬قيم‭ ‬مالكولم‭ ‬تشالمرز،‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‭ (‬RUSI‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬لمهارات‭ ‬ستارمر‭ ‬القيادية‭ ‬بصلة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬قيام‭ ‬قدرة‭ ‬المعارضة‭ ‬‮«‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المزاج‭ ‬العام‭ ‬السائد،‭ ‬بأنه‭ ‬بعد‭ ‬14‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬المحافظين‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭. ‬ويدعم‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬مدى‭ ‬تغير‭ ‬بيانات‭ ‬الاستطلاع‭ ‬بشأن‭ ‬مواقف‭ ‬الناخبين‭ ‬تجاه‭ ‬الأحزاب‭ ‬وسياساتها‭ ‬بشكل‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬وأثناءها‭.‬

ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬أغلبية‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬ادعى‭ ‬‮«‬روب‭ ‬بيتشيتا‮»‬‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬قويًا‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التشريع‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬سنه‭ ‬الآن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيده‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬الانتخابي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬نصر‭ ‬هش‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬توضيح‭ ‬تفاصيل‭ ‬البيانات‭ ‬الانتخابية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬نتيجة‭ ‬‮«‬غضب‭ ‬الناخبين‭ ‬تجاه‭ ‬المحافظين»؛‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬لجاذبية‭ ‬عرض‭ ‬حزب‭ ‬العمال‮»‬‭.‬

أرجعت‭ ‬هيلين‭ ‬لويس،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬أتلانتيك‮»‬،‭ ‬انهيار‭ ‬المحافظين‭ ‬الذين‭ ‬نالوا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24%‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الشعبية‭ - ‬بانخفاض‭ ‬قدره‭ ‬20%‭ ‬عن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ - ‬إلى‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬كارثية‮»‬،‭ ‬شابتها‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزلات،‭ ‬مثل‭ ‬مغادرة‭ ‬سوناك‭ ‬احتفالات‭ ‬الذكرى‭ ‬الثمانين‭ ‬لعمليات‭ ‬إنزال‭ ‬نورماندي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬لإجراء‭ ‬مقابلة‭ ‬تلفزيونية،‭ ‬وتبين‭ ‬مراهنة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬سيتم‭ ‬فيه‭ ‬الدعوة‭ ‬للانتخابات،‭ ‬وقد‭ ‬استهدف‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الليبراليين‭ ‬الوسطيين‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬مقاعد‭ ‬المحافظين‭ ‬الضعيفة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إنجلترا‭ ‬وحزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬المذكور‭ ‬آنفًا،‭ ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬14‭.‬3%‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬مُتسببًا‭ ‬في‭ ‬تشتيت‭ ‬أصوات‭ ‬اليمين؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سبَّب‭ ‬ليلة‭ ‬محرجة‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايتها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استقالة‭ ‬سوناك‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب،‭ ‬وفقًا‭ ‬لـ«بيشيتا‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬انهيار‭ ‬المحافظين‭ ‬يضعهم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المعارضة‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أعتاب‭ ‬فقدان‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬تشالمرز‮»‬‭ ‬للمسائل‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاعية‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬بالكاد‭ ‬خلال‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬إعلان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬والمحافظين‭ ‬عن‭ ‬شعارات‭ ‬دولية‭ ‬مماثلة؛‭ ‬فإن‭ ‬الاستثناء‭ ‬الكبير‭ ‬تمثّل‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬خلق‭ ‬السياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬لحزب‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسي‭ ‬انقسامات‭ ‬شديدة‭ ‬أنتجت‭ ‬منافسات‭ ‬شرسة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬كتلة‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬المسلمين‭.‬

وقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬آنا‭ ‬جروس‮»‬‭ ‬بصحيفة‭ ‬‮«‬فايننشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬العمال،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انتصاراته‭ ‬العديدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬خسر‭ ‬أو‭ ‬ناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شغل‭ ‬مقاعد‭ ‬متعددة‭. ‬كان‭ ‬الحدث‭ ‬الأكثر‭ ‬شهرة‭ ‬وتأثيرًا‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الانتخابية‭ ‬‮«‬ليستر‭ ‬ساوث‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬خسر‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬أشوورث‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينضم‭ ‬لحكومة‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال،‭ ‬مقعده‭ ‬أمام‭ ‬المستقل‭ ‬‮«‬شوكت‭ ‬آدم‮»‬،‭ ‬بفارق‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬صوت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬آدم‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭. ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الانتصار‭ ‬جراء‭ ‬قيادته‭ ‬لحملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬يشكل‭ ‬المسلمون‭ ‬فيها‭ ‬35%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭.‬

وبالمثل‭ ‬في‭ ‬برمنغهام،‭ ‬خسر‭ ‬النائب‭ ‬‮«‬خالد‭ ‬محمود‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثة‭ ‬والعشرين‭ ‬الماضية،‭ ‬بفارق‭ ‬500‭ ‬صوتًا‭ ‬أمام‭ ‬المرشح‭ ‬المستقل‭ ‬المؤيد‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬‮«‬أيوب‭ ‬خان‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جوش‭ ‬هاليداي‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬محمود‭ ‬بفارق‭ ‬مذهل‭ ‬بلغت‭ ‬15317‭ ‬صوتا‭. ‬وأفاد‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي‮»‬‭ ‬البريطاني‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تقويض‭ ‬حملة‭ ‬محمود‭ ‬لإعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬بشدة،‭ ‬لأنه‭ ‬واجه‭ ‬طوفانًا‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المسلم‭ ‬بسبب‭ ‬جداله‭ ‬مع‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المساجد‭ ‬حول‭ ‬موقف‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬نبرة‭ ‬من‭ ‬التحدي‭ ‬‮«‬اصمتوا‭ ‬واستمعوا‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬الانتصارات‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬مرشحون‭ ‬مستقلون‭ ‬مناصرون‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬بلاكبيرن،‭ ‬وديوسبوري،‭ ‬وباتل،‭ ‬وإيسلينجتون‭ ‬نورث‭ ‬‭ ‬والدائرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فاز‭ ‬بها‭ ‬أبرز‭ ‬المستقلين‭ ‬البرلمانيين،‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬كوربين‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرشحون‭ ‬قريبين‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الفوز‭. ‬وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬خسارة‭ ‬السياسي‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬غالاوي‮»‬‭ ‬مقعده‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬روتشديل‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إنكلترا،‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬فوزه‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬أمام‭ ‬مرشح‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بفارق‭ ‬ضئيل‭. ‬وتلك‭ ‬الخسارة‭ ‬هيمنت‭ ‬عليها‭ ‬أيضًا‭ ‬سياسة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬دائرة‭ ‬مقعد‭ ‬‮«‬تشينجفورد‭ ‬وودفورد‭ ‬جرين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬به‭ ‬زعيم‭ ‬المحافظين‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬السير‭ ‬إيان‭ ‬دنكان‭ ‬سميث‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انقسام‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬أثارته‭ ‬العضوة‭ ‬المسلمة‭ ‬‮«‬فايزة‭ ‬شاهين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬فضلت‭ ‬الترشح‭ ‬كمستقلة‭ ‬بعدما‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬عن‭ ‬الدائرة‭ ‬المقعد‭ ‬ذاته،‭ ‬بسبب‭ ‬موقفها‭ ‬المناهض‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حرم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬آخر‭. ‬

ولتفسير‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬يمكن‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬هاليداي‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الشغل‭ ‬الانتخابي‭ ‬الوحيد‭ ‬الناخبين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اللامبالاة‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياتها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬بدا‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬الدافعة‭ ‬لمشاركة‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬جروس‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬النادر‭ ‬للغاية‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬مرشحون‭ ‬مستقلون‭ ‬بمقاعد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تجعلهم‭ ‬مواقفهم‭ ‬القوية‭ ‬حيال‭ ‬قضايا‭ ‬محلية‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬والصدارة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للناخبين،‭ ‬فإن‭ ‬البرلمانية‭ ‬العمالية‭ ‬البارزة‭ ‬‮«‬جيس‭ ‬فيليبس‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬منافسها،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬مرشحًا‭ ‬مستقلًا‭ ‬مؤيدًا‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬بفارق‭ ‬ضئيل‭ ‬أقرت‭ ‬بأن‭ ‬موقف‭ ‬قيادة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬حيال‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬كان‭ ‬مسالة‭ ‬جوهرية‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬نواب‭ ‬حزبها‭ ‬مواجهة‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬ناخبيها‭.‬

ومع‭ ‬تنصيب‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬داونينج‭ ‬ستريت،‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬أصبحت‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بصياغة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬الآن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ملامح‭ ‬موقف‭ ‬بريطانيا‭ ‬المحتمل‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تشالمرز‮»‬‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬القصوى‭ ‬للحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬والصمود‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأخر‭ ‬فقد‭ ‬تتأثر‭ ‬تلك‭ ‬الأولوية؛‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬تتصاعد‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬قريبًا‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬إقليمي‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقاً،‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تستعد‭ ‬لشن‭ ‬هجوم‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬ضد‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وعلق‭ ‬‮«‬تشالمرز‮»‬‭ ‬قائلاً‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬الاختبارات‭ ‬المبكرة‭ ‬لتقييم‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬أزمة‭ ‬سريعة‭ ‬التطور‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬تشالمرز‮»‬‭ ‬أنه،‭ ‬باعتبار‭ ‬المملكة‭ ‬عضوًا‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وبما‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬‮«‬شراكات‭ ‬إقليمية‭ ‬قوية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬للتوسط‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية،‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا‭.‬

ومع‭ ‬شغل‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬البريطاني‭ ‬المعارض‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الظل‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬لامي‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬نظيره‭ ‬المحافظ‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬اللورد‭ ‬كاميرون،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬لامي‭ ‬دعم‭ ‬علنًا‭ ‬استقلال‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإصدار‭ ‬المحتمل‭ ‬لأوامر‭ ‬الاعتقال‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬يواف‭ ‬جالانت‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ستارمر‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتعهد‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وكبار‭ ‬مستشاريه‭ ‬سيتعرضون‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬لضغوط‭ ‬داخلية‭ ‬مكثفة‭ ‬داخل‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬تجاه‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬العديدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭. ‬

‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬حذر‭ ‬المستشار‭ ‬السياسي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬لتوني‭ ‬بلير‮»‬‭ ‬‮«‬جون‭ ‬ماكترنان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ستارمر‭ ‬وبقية‭ ‬قيادة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬الأصوات‭ ‬المفقودة‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬بعد‭ ‬خسارة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ميدلاندز‭ ‬وشمال‭ ‬بريطانيا،‭ ‬والمسماة‭ ‬بـ«الجدار‭ ‬الأحمر‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬صوتت‭ ‬تقليديًا‭ ‬لحزب‭ ‬العمال،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬اللون‭ ‬التقليدي‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬الأحمر‭. ‬وتحولت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬الجدار‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الأزرق،‭ ‬وهو‭ ‬اللون‭ ‬التقليدي‭ ‬لحزب‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬إذ‭ ‬دعم‭ ‬الناخبون‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاز‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬البلدات‭ ‬والمدن‭ ‬المهملة‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬كوربين‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬الخروج‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬قد‭ ‬منحت‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬انتصار‭ ‬ساحق‭ ‬وأغلبية‭ ‬برلمانية‭ ‬هائلة‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الواعد‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬فإن‭ ‬قوة‭ ‬المعارضة‭ ‬لموقفه‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭. ‬وبالنهاية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والقانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬مثيرة‭ ‬للانقسام،‭ ‬ومضرة‭ ‬للغاية‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا