العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

حرب إبادة غزة وصوت المواطن العربي - 2

رسائل الرأي العام العربي إلى الحكومات والعالم


في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬عرضنا‭ ‬لنتائج‭ ‬استطلاع‭ ‬مهم‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬أجراه‭ ‬‮«‬الباروميتر‭ ‬العربي‮»‬‭. ‬واليوم‭ ‬نعرض‭ ‬لنتائج‭ ‬استطلاعين‭ ‬مهمين‭ ‬آخرين‭ ‬حول‭ ‬نفس‭ ‬القضية،‭ ‬أي‭ ‬حول‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحرب‭ ‬الابادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬لغزة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب‭. ‬

‭ ‬ثم‭ ‬سنقدم‭ ‬قراءة‭ ‬لهذه‭ ‬النتائج،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتعلمها‭ ‬عربيا‭ ‬منها‭.‬

آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬دولة‭ ‬عربية

هذا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬لرأي‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭. ‬الاستطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬واشنطن‭ ‬دي‭ ‬سي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬ودراسة‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬بقطر،‭ ‬ونشر‭ ‬نتائجه‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ريسبونسبول‭ ‬ستيت‭ ‬كرافت‮»‬‭ ‬الأمريكي‭.‬

الاستطلاع‭ ‬شمل‭ ‬8000‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬دولة‭ ‬تمثل‭ ‬مجتمعة‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬هي،‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وعمان‭ ‬والكويت‭ ‬واليمن‭ ‬وقطر‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‭ ‬والعراق‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والمغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬وتونس‭ ‬وليبيا‭ ‬ومصر‭ ‬والسودان‭.‬

أهم‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

‭.. ‬وصف‭ ‬82‭% ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سيئ‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬وصفه‭ ‬12‭% ‬آخرون‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سيئ‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬72‭% ‬من‭ ‬المستطلعين‭ ‬إن‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ستضر‭ ‬‮«‬بصورة‮»‬‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إما‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‮»‬‭ ‬‮«‬22‭%‬‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كثيرًا‮»‬‭ ‬‮«‬50‭%‬‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬نسب‭ ‬مماثلة‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬سيضر‭ ‬‮«‬بمصالح‮»‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضًا‭. ‬وقال‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬76%‭ ‬إن‭ ‬وجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬بشأن‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬‮«‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬سلبية‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المشاركين‭ ‬‮«‬51%‮»‬‭ ‬قالوا‭ ‬إنهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬تهديد‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭ - ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬39‭% ‬الذين‭ ‬وصفوا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بأنها‭ ‬التهديد‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬

‭.. ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعوامل‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬اسرائيل‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬اعتبر‭ ‬المشاركون‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬هي‭ ‬العنصر‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬نصف‭ ‬الجمهور‭ ‬العربي‭ ‬اعتبر‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية،‭ ‬بينما‭ ‬قال‭ ‬15‭% ‬إنه‭ ‬ثاني‭ ‬أهم‭ ‬عامل‭. ‬أما‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬التحرك‭ ‬الحاسم‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬الخيار‭ ‬الشعبي‭ ‬الثاني،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبره‭ ‬14‭% ‬من‭ ‬المستطلعين‭ ‬العامل‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬و23‭% ‬باعتباره‭ ‬العامل‭ ‬الثاني‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭.‬

‭.. ‬أظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬زيادة‭ ‬ملحوظة‭ ‬في‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬للاعتراف‭ ‬بإسرائيل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭. ‬وقال‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬89‭% ‬من‭ ‬المستطلعين‭ ‬إنهم‭ ‬يعارضون‭ ‬الاعتراف‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يؤيد‭ ‬ذلك‭ ‬4‭% ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬أدنى‭ ‬نسبة‭ ‬منذ‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬

‭.. ‬كما‭ ‬وجد‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬استعادت‭ ‬مكانتها‭ ‬كأولوية‭ ‬قصوى‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬العربي‭ ‬ككل‭. ‬وعندما‭ ‬سُئلوا‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬يعتبرون‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬قضية‭ ‬لكل‭ ‬العرب‭ ‬وليست‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحده‮»‬،‭ ‬اختار‭ ‬ما‭ ‬متوسطه‭ ‬92‭% ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬الخيار‭ ‬الأول،‭ ‬أي‭ ‬أعلى‭ ‬بنسبة‭ ‬16‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وفي‭ ‬السعودية،‭ ‬قفزت‭ ‬نسبة‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬69%‭ ‬إلى‭ ‬95‭%. ‬

‭.. ‬أظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬اعتقاد‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬بتراجع‭ ‬الآمال‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭. ‬قال‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬60‭% ‬من‭ ‬المستطلعين‭ ‬إنهم‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬أصبحوا‭ ‬متأكدين‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬للسلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬13‭% ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بإمكانية‭ ‬السلام‭.‬

استطلاع‭ ‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬

هذا‭ ‬استطلاع‭ ‬لآراء‭ ‬المواطنين‭ ‬السعوديين‭ ‬حول‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬وأبعادها‭ ‬المختلفة‭.‬

الاستطلاع‭ ‬أجري‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬واشنطن‮»‬‭ ‬ونفذته‭ ‬شركة‭ ‬استطلاعات‭ ‬تجارية‭ ‬إقليمية‭ ‬مستقلة‭ ‬تتمتع‭ ‬بمستوى‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والخبرة‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬المعهد‭.‬

‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

‭.. ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقييم‭ ‬المواطنين‭ ‬لهجوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الذي‭ ‬شنته‭ ‬حماس،‭ ‬قالت‭ ‬الأغلبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬السعوديين‭ ‬‮«‬95‭%‬‮»‬‭ ‬إن‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تقتل‭ ‬فعليًا‭ ‬المدنيين‭ ‬عندما‭ ‬سئلوا‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬بقتل‭ ‬المدنيين‭ ‬مخالفًا‭ ‬للإسلام‭. ‬

‭.. ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقييم‭ ‬نتائج‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬اعتبر91‭% ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬انتصار‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬والخسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‮»‬‭.‬

‭.. ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬ككل‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬فعله،‭ ‬قال‭ ‬96‭% ‬إنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تقطع‭ ‬فورًا‭ ‬جميع‭ ‬الاتصالات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وأي‭ ‬اتصالات‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬احتجاجًا‭ ‬على‭ ‬عملها‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

‭.. ‬قال‭ ‬87‭% ‬من‭ ‬المبحوثين‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬تُظهر‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضعيفة‭ ‬جدًا‭ ‬ومنقسمة‭ ‬داخليًا‭ ‬لدرجة‭ ‬قد‭ ‬تسمح‭ ‬بهزيمتها‭ ‬يومًا‭ ‬ما‮»‬‭.‬

‭.. ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬اظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬ان‭ ‬الدعم‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قائمًا‭ ‬لمبادرات‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭. ‬إذ‭ ‬أعرب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬المستطلَعين‭ ‬‮«‬75‭%‬‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تأييدهم‭ ‬للمشاركة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬فلسطين‭ ‬وإسرائيل‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬88‭% ‬أن‭ ‬‮«‬الإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‮»‬‭.‬

‭.. ‬وأظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬ان‭ ‬نحو‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬السعوديين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬سلبية‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬81‭% ‬إن‭ ‬أحداث‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬الماضية‭ ‬تُظهِر‭ ‬تردد‭ ‬إيران‭ ‬و«حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬والحوثيين‭ ‬وحلفائهم‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬المليشيات‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة‮»‬‭. ‬

دروس‭ ‬عربية

إذن،‭ ‬ما‭ ‬عرضناه‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬ومقال‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحرب‭ ‬الابادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بأبعادها‭ ‬وجوانبها‭ ‬المختلفة،‭ ‬يقدم‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬والآراء‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬المواطنون‭ ‬العرب‭.‬

الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬الثلاثة،‭ ‬وغيرها‭ ‬كثر‭ ‬من‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬لعرض‭ ‬نتائجها،‭ ‬نتائجها‭ ‬كلها‭ ‬واحدة‭ ‬تقريبا‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬تعبر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬فعلا‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬وآراء‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬إزاء‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى‭.‬

قد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬بالضرورة‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬ومواقف‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭. ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬بالطبع،‭ ‬فهذه‭ ‬نتائج‭ ‬لعينات‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭. ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬يعني‭ ‬انها‭ ‬تمثل‭ ‬بالفعل‭ ‬توجهات‭ ‬وآراء‭ ‬أغلبية‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬قطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭. ‬ولهذا‭ ‬ينبغي‭ ‬اخذها‭ ‬بمنتهى‭ ‬الجدية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعنيه‭ ‬الأمر‭.‬

السؤال‭ ‬الآن‭: ‬أي‭ ‬دروس‭ ‬عربية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستخلصها‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬هذه؟‭.. ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتباعها‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية؟

كما‭ ‬ذكرت‭ ‬المراكز‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬استطلاعا‭ ‬لرأي‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬تفعل‭ ‬هذا‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأمريكا‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬المصلحة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لكن‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الأكثر‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬استخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭.‬

هناك‭ ‬جوانب‭ ‬أساسية‭ ‬اظهرتها‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عندها‭ ‬مطولا‭ ‬ونستخلص‭ ‬منها‭ ‬الدروس،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الجوانب‭ ‬التالية‭:‬

أولا‭: ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أصبحت‭ ‬تمثل‭ ‬أولوية‭ ‬مطلقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطنين‭ ‬العرب‭.‬

هذا‭ ‬أمر‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬ساد‭ ‬الاعتقاد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوساط‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يهتم‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولا‭ ‬يعطيها‭ ‬أولوية‭. ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬تنسف‭ ‬هذا‭ ‬الاعتقاد‭ ‬تماما‭. ‬والمسألة‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬يعطيها‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬للقضية‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬نتاجا‭ ‬لحرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه،‭ ‬لكن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬الرعب‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬عميق‭ ‬بالقضية‭ ‬وتاريخها‭ ‬وبأسباب‭ ‬إعطائها‭ ‬هذه‭ ‬الأولوية‭.‬

‭ ‬الملاحظ‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬لم‭ ‬ينساقوا‭ ‬وراء‭ ‬الحملات‭ ‬المغرضة‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬أجنبية‭ ‬ولكن‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬العربية‭ ‬أيضا،‭ ‬واعتبر‭ ‬المواطنون‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬لا‭ ‬تمارس‭ ‬إرهابا‭ ‬بل‭ ‬حقا‭ ‬مشروعا‭.‬

هذه‭ ‬الأولوية‭ ‬المطلقة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تعني‭ ‬الكثير‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحكومات‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المثقفين‭ ‬والكتاب‭ ‬والصحفيين‭ ‬العرب‭.‬

بالنسبة‭ ‬للحكومات‭ ‬العربية‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬اهتماماتها‭ ‬وأولوياتها،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬هو‭ ‬مطلب‭ ‬شعبي‭ ‬عربي‭ ‬وان‭ ‬عدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬له‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمثقفين‭ ‬والكتاب‭ ‬والصحفيين‭ ‬والناشطين‭ ‬العرب‭ ‬فيعني‭ ‬هذا‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اهتماما‭ ‬أصيلا‭ ‬دائما‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭. ‬كما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬دأبوا‭ ‬على‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬تمسك‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬بالقضية‭ ‬ودأبوا‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬الانتقادات‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكفوا‭ ‬عن‭ ‬ترديد‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭.‬

ثانيا‭: ‬كشف‭ ‬المواطنون‭ ‬العرب‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أظهرته‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬كامل‭ ‬بحقيقة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وطبيعته‭ ‬وأهدافه‭ ‬التوسعية،‭ ‬والموقف‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذه‭ ‬منه‭.‬

المواطنون‭ ‬العرب‭ ‬اعتبروا‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬كيان‭ ‬إرهابي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬إلا‭ ‬لغة‭ ‬الإبادة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬للعرب‭.‬

ما‭ ‬تضمنته‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬تعني‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬يعتبرونه‭ ‬عدوا‭. ‬ومن‭ ‬الملفت‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬قطاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬اعتبروا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭. ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬استعادة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العربي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬نوايا‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬مهم‭ ‬ما‭ ‬أظهرته‭ ‬النتائج‭ ‬من‭ ‬اعتبار‭ ‬المواطنين‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬بضرورة‭ ‬عدم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬الرسمية‭ ‬العربية‭ ‬العامة‭.‬

ثالثا‭: ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬أظهرته‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموقف‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭.‬

كل‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬هي‭ ‬المسئول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬تمكين‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭. ‬ومن‭ ‬الملفت‭ ‬أن‭ ‬قطاعا‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬تهديد‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬أظهرت‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬ثقة‭ ‬اطلاقا‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬لا‭ ‬يعتبرون‭ ‬أمريكا‭ ‬حليفا‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬صديقا‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬الرهان‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يخص‭ ‬المصلحة‭ ‬العربية‭.‬

هذه‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬جدا‭ ‬للحكومات‭ ‬العربية‭ ‬مؤداها‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬جذريا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬اعتبارها‭ ‬حليف‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭.‬

يرتبط‭ ‬بهذا‭ ‬رسالة‭ ‬أخرى‭ ‬أظهرتها‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬الانفتاح‭ ‬استراتيجيا‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬عظمى‭ ‬مثل‭ ‬الصين،‭ ‬إذ‭ ‬أظهرت‭ ‬النتائج‭ ‬تقديرا‭ ‬عاليا‭ ‬للصين‭ ‬ومواقفها‭.‬

رابعا‭: ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬أظهرته‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموقف‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وعملائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

أكدت‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬يعرفون‭ ‬حقيقة‭ ‬إيران‭ ‬وأهدافها‭ ‬ونواياها‭ ‬هي‭ ‬وعملائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬ينخدعون‭ ‬أبدا‭ ‬بدعاواها‭ ‬حول‭ ‬دعم‭ ‬المقاومة‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دعاوى‭.‬

الاستطلاعات‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تحظى‭ ‬بتقدير‭ ‬متدن‭ ‬جدا‭ ‬هي‭ ‬وعملاؤها،‭ ‬وأن‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬لا‭ ‬يعتبرون‭ ‬أبدا‭ ‬أنها‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬ادعاءاتها‭.‬

أيضا‭ ‬هذا‭ ‬التقدير‭ ‬من‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬حين‭ ‬ترسم‭ ‬أي‭ ‬سياسة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

خامسا‭: ‬أظهرت‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الصهاينة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضحايا‭ ‬والدمار،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬يثقون‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬الملفت‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬قطاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يطالبون‭ ‬بإصلاحات‭ ‬داخلية‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬قوية‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬الحقوق‭ ‬العربية‭. ‬والمواطنون‭ ‬عبروا‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬المسئولة‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والعالم‭.‬

كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬هذه‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬مراكز‭ ‬أمريكية‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬النصائح‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وترشيد‭ ‬سياساتها‭. ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬خبراء‭ ‬أمريكيين‭ ‬ينصحون‭ ‬الإدارة‭ ‬بألا‭ ‬تستهين‭ ‬ابدا‭ ‬بآراء‭ ‬الشارع‭ ‬العربي‭ ‬كما‭ ‬تظهرها‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭.‬

من‭ ‬باب‭ ‬أولى‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬أكثر‭ ‬حاجة‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نستمع‭ ‬لصوت‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬وما‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬وآراء‭. ‬صوت‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسموعا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭.‬

يخطئ‭ ‬الجميع‭ ‬خطأ‭ ‬فادحا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يستمعوا‭ ‬لصوت‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا