العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مغزى اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين

بقلم: د. رمزي بارود

الجمعة ٢١ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬يونيو2024،‭ ‬انضمت‭ ‬إسبانيا‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬جمهورية‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬متهمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

لقد‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬قرار‭ ‬مدريد‭ ‬وعاصمتين‭ ‬أخريين‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ - ‬دبلن‭ ‬وأوسلو‭- ‬بالاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كسر‭ ‬الاصطفاف‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬الغربية‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

ووفقاً‭ ‬للتفكير‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وإقامتها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتبع‭ ‬تسوية‭ ‬تفاوضية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬واشنطن‭ ‬نفسها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭.‬

لم‭ ‬تُعقد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المفاوضات‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وقد‭ ‬غيرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬سياساتها‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬للرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭.‬

لقد‭ ‬اعترفت‭ ‬تلك‭ ‬الإدارة‭ ‬بالمستوطنات‭ ‬اليهودية‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وغير‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬واعتبرتها‭ ‬‮«‬شرعية‮»‬‭ ‬و«قانونية‮»‬،‭ ‬مثلما‭ ‬اعترفت‭ ‬بسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة،‭ ‬ضمن‭ ‬عدة‭ ‬تنازلات‭ ‬أخرى‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬فعل‭ ‬الكثير‭ ‬لعكس‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬الجديد‭ ‬أو‭ ‬تغييره‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭.‬

وفي‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بذلت‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لدعم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تزويد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالأسلحة‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬جرائمها‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ذهبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تهديد‭ ‬الهيئات‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إنهاء‭ ‬‮«‬إبادة‮»‬‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ - ‬وهو‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬كريم‭ ‬خان‭.‬

وتواصل‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬التصرف‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترفض‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬طلب‭ ‬أو‭ ‬تلبية‭ ‬أي‭ ‬توقع‭ ‬أمريكي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلام‭ ‬والمفاوضات‭.‬

وفي‭ ‬الواقع‭ ‬فإن‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬غارق‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬نفسها‭ ‬تترجم‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وتنفذها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

وتشهد‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يتشكل‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬اضطرابات‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭. ‬فالعنف‭ ‬هناك‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعقود‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفي‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬يقوم‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬بإضرام‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬المنازل،‭ ‬والسيارات،‭ ‬ومهاجمة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مع‭ ‬الإفلات‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يقومون‭ ‬بكل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التوبيخ‭ ‬اللطيف‭ ‬العرضي‭ ‬والعقوبات‭ ‬غير‭ ‬الفعالة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المستوطنين،‭ ‬تواصل‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬التمسك‭ ‬بثبات‭ ‬بسياستها‭ ‬المعلنة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وبقية‭ ‬المسائل‭ ‬الأخرى‭. ‬

ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬سياسي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬من‭ ‬التيار‭ ‬الرئيسي‭ - ‬وبالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬المتطرفين‭ - ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬مبدأ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬المستغرب،‭ ‬لأن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬المنطق‭ ‬السليم‭. ‬فسلطات‭ ‬واشنطن،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تخوض‭ ‬حروباً‭ ‬خاسرة‭ ‬ببساطة‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬إدارة‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشخص‭ ‬المرتبط‭ ‬بالفشل‭ ‬أو‭ ‬التراجع‭ ‬أو‭ ‬الهزيمة،‭ ‬ولعل‭ ‬أطول‭ ‬حرب‭ ‬خاضتها‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬تشكل‭ ‬مثالاً‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬النفوذ‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬في‭ ‬الكابيتول‭ ‬هيل‭ ‬حيث‭ ‬مقر‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قوة‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬والمانحين‭ ‬الأثرياء،‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬بكثير‭ ‬بالسياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭. ‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬لدولة‭ ‬متهمة‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬خلق‭ ‬معضلة‭ ‬سياسية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬التي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬اتبعت‭ ‬بشكل‭ ‬أعمى‭ ‬خطوات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ــأو‭ ‬عثراتهاــ‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

تاريخيا،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬استثناءات‭ ‬قليلة‭ ‬لقاعدة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬لقد‭ ‬تحدى‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬جاك‭ ‬شيراك‭ ‬الإجماع‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬بشدة‭ ‬سياسات‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬2003‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬تم‭ ‬إصلاح‭ ‬هذه‭ ‬الشقوق‭ ‬المهمة،‭ ‬ولكن‭ ‬المعزولة‭ ‬نسبياً،‭ ‬حيث‭ ‬عادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬دورها‭ ‬كزعيم‭ ‬للغرب‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أصبحت‭ ‬غزة‭ ‬نقطة‭ ‬الانهيار‭ ‬الرئيسية‭. ‬لقد‭ ‬انقسمت‭ ‬الوحدة‭ ‬الغربية‭ ‬الأولية‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬بدعم‭ ‬وتأييد‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

إن‭ ‬المواقف‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬مؤخرا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬والتي‭ ‬تتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬بهدف‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تمثل‭ ‬تحولًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬تجاوز‭ ‬العتبة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحملها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬المزيد‭.‬

يكمن‭ ‬الجواب‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الشرعية‭. ‬ولا‭ ‬يخجل‭ ‬الزعماء‭ ‬الغربيون‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬لغتهم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭. ‬وفي‭ ‬مقال‭ ‬حديث،‭ ‬حذرت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الحكماء‮»‬‭ ‬رئيسة‭ ‬إيرلندا‭ ‬السابقة‭ ‬ماري‭ ‬روبنسون‭ ‬من‭ ‬‮«‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

قالت‭ ‬ماري‭ ‬روبنسون‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نعارض‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬لنزع‭ ‬الشرعية‮»‬‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬ومحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عقابية‭ ‬وفرض‭ ‬عقوبات‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬معارضة‭ ‬الحكماء‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬أي‭ ‬فرق‭. ‬ففي‭ ‬5‭ ‬يونيو2024،‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬H‭.‬R‭.‬8282‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬كثيرون‭ ‬آخرون‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬شرعية‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬الغرب،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭.‬

وفي‭ ‬بيانه‭ ‬بشأن‭ ‬طلب‭ ‬إصدار‭ ‬أوامر‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬مجرمي‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المتهمين،‭ ‬أشار‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬أيضاً‭ ‬بمستقبل‭ ‬الغرب‭ ‬نفسه‭.‬

لقد‭ ‬نجحت‭ ‬واشنطن‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬حلفائها،‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬الجماعية‭ ‬للغرب‭ ‬والاحترام‭ ‬الاسمي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الدولية‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التوازن،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اضطر‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬مواقف‭ ‬سياسية‭ ‬مستقلة،‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬نتائجها‭ ‬المستقبلية‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا