العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التأشيرة الموحدة والتكامل الاقتصادي الخليجي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

تعد‭ ‬التأشيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬لتتوج‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لجهة‭ ‬النهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬وجعله‭ ‬خيارًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬حيث‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬ولكن‭ ‬تمتد‭ ‬آثارها‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التكامل،‭ ‬ومن‭ ‬شأنها‭ ‬الدفع‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تسريع‭ ‬الخطوات‭ ‬بشأن‭ ‬استكمال‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي،‭ ‬والسوق‭ ‬المشتركة،‭ ‬والوحدة‭ ‬النقدية‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬التأشيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬تجعل‭ ‬السوق‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬كيانًا‭ ‬واحدًا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتيح‭ ‬لحاملها‭ ‬زيارة‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ويخدم‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬السياحة‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكنه‭ ‬يعزز‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬السياحة‭ ‬البينية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬كما‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬الخليجية،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الداعمة‭ ‬للسوق‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭.‬

وكان‭ ‬وزراء‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬قد‭ ‬اعتمدوا‭ ‬هذه‭ ‬التأشيرة‭ ‬في‭ ‬اجتماعهم‭ ‬السابع‭ ‬بمسقط‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وناقش‭ ‬تطبيقها‭ ‬وزراء‭ ‬الداخلية،‭ ‬وتم‭ ‬رفعها‭ ‬إلى‭ ‬القادة،‭ ‬وأقرها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭. ‬وفي‭ ‬القمة‭ ‬الـ‭(‬44‭) ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬دخولها‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2024‭ ‬و2025‭ ‬بحسب‭ ‬جاهزية‭ ‬الأنظمة‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء‭. ‬ويتماشى‭ ‬اعتماد‭ ‬هذه‭ ‬التأشيرة‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬والنهضة‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وفيما‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬انتقال‭ ‬السياح‭ ‬والزوار‭ ‬الوافدين‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬فإنها‭ ‬تعزز‭ ‬دور‭ ‬السياحة‭ ‬كمحرك‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتفتح‭ ‬فرصا‭ ‬جديدة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭. ‬ويتزامن‭ ‬دخول‭ ‬التأشيرة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭ ‬مرحلة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬مع‭ ‬استكمال‭ ‬خطوات‭ ‬قيام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬وفق‭ ‬مقررات‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الـ‭(‬43‭) ‬بالرياض،‭ ‬التي‭ ‬كلفت‭ ‬لجنة‭ ‬التعاون‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬بمتابعة‭ ‬استكمال‭ ‬خطوات‭ ‬قيامه‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مراحل‭ ‬‮«‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‮»‬،‭ ‬المزمع‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬ويقوم‭ ‬على‭ ‬تعريفة‭ ‬جمركية‭ ‬موحدة‭ ‬إزاء‭ ‬العالم‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقانون‭ ‬جمركي‭ ‬موحد،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الأنظمة‭ ‬والإجراءات‭ ‬الجمركية‭ ‬والمالية‭ ‬والإدارية‭ ‬الداخلية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاستيراد‭ ‬والتصدير،‭ ‬وإعادة‭ ‬التصدير‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وانتقال‭ ‬السلع‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬جمركية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬جمركية،‭ ‬ومعاملة‭ ‬السلع‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬معاملة‭ ‬المنتجات‭ ‬الوطنية‭.‬

وجاء‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الدوحة‮»‬،‭ ‬للتأشيرة‭ ‬الموحدة،‭ ‬ضمن‭ ‬متابعة‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الخليجية‭ ‬السياحية‭ ‬المشتركة‭ ‬2023‭ ‬‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬أقرتها‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الـ‭(‬43‭)‬،‭ ‬وتستهدف‭ ‬زيادة‭ ‬مساهمة‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الرحلات‭ ‬البينية،‭ ‬وعدد‭ ‬نزلاء‭ ‬الفنادق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وجعلها‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬للسياح‭ ‬الإقليميين‭ ‬والعالميين،‭ ‬مع‭ ‬امتلاكها‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متطورة‭ ‬ومؤهلة،‭ ‬إذ‭ ‬لديها‭ ‬10649‭ ‬منشأة‭ ‬فندقية‭ ‬بنهاية‭ ‬2022‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬1‭.‬2%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬2016‭ ‬تضم‭ ‬674832‭ ‬غرفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬837‭ ‬موقعا‭ ‬سياحيا‭ ‬ونحو‭ ‬224‭ ‬فعالية‭ ‬ونشاطا‭.‬

وتستهدف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬زيادة‭ ‬الرحلات‭ ‬الوافدة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬7%،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬128‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬من‭ ‬39‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬بنمو‭ ‬136‭.‬2%‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬2021،‭ ‬كما‭ ‬تستهدف‭ ‬زيادة‭ ‬إنفاق‭ ‬السياح‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬8%‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬96‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بنهاية‭ ‬2023‭ ‬بنمو‭ ‬12‭.‬8%‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬2022،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬188‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭. ‬وتستهدف‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬زيادة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬المباشر‭ ‬لقطاع‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬7%،‭ ‬وأن‭ ‬تصل‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬185‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬بنمو‭ ‬8‭.‬5%‭ ‬عن‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬حققت‭ ‬فيه‭ ‬171‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬ويعزز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬الخليجي‭ ‬ما‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬أمن،‭ ‬وأمان،‭ ‬واستقرار‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي؛‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬جاذبًا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬ويعزز‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬خطى‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تخدم‭ ‬التأشيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتطوير‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬السياحية،‭ ‬وتنويع‭ ‬نظام‭ ‬التأشيرات‭ ‬السياحية،‭ ‬وتقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬السفر‭ ‬للسياح،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬دعم‭ ‬قطاع‭ ‬الطيران،‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬والسفر‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬مساهمة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬9‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬مساهمة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬إجمالي‭ ‬حركة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬نحو‭ ‬3%‭. ‬

وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬هذا،‭ ‬تمتلك‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬شبكة‭ ‬طيران‭ ‬واسعة‭ ‬تربطها‭ ‬بالعالم‭ ‬تضم‭ ‬13‭ ‬شركة،‭ ‬فيما‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬لتحالفات‭ ‬طيران‭ ‬دولية،‭ ‬وتوقيع‭ ‬اتفاقات‭ ‬شراكة‭ ‬بالرمز‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬العالمية؛‭ ‬لتطوير‭ ‬نموها،‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬أكبر‭ ‬للمسافرين،‭ ‬وتسيير‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الرحلات‭. ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية،‭ ‬‮«‬معرض‭ ‬إكسبو‭ ‬دبي‭ ‬2020‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المسافرين‭ ‬حينها‭ ‬عبر‭ ‬مطار‭ ‬دبي‭ ‬نحو‭ ‬11‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬وحققت‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬إشغال‭ ‬فندقي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بنسبة‭ ‬بلغت‭ ‬85%‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الأخير‭ ‬للمعرض‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأمثلة‭ ‬أيضًا‭ ‬تنظيم‭ ‬قطر‭ ‬‮«‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2022‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬استضافت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬زائر،‭ ‬وحققت‭ ‬عائدات‭ ‬مالية‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬منها‭ ‬أيضًا‭ ‬استضافة‭ ‬السعودية‭ ‬‮«‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬السنوية‭ ‬للمجلس‭ ‬العالمي‭ ‬للسياحة‭ ‬والسفر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬وتنظيم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سنويًا‭ ‬‮«‬سباق‭ ‬الفورمولا‭ (‬1‭)‬‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬روافد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭.‬

وشمل‭ ‬توسيع‭ ‬البنية‭ ‬السياحية،‭ ‬زيادة‭ ‬المنشآت‭ ‬الفندقية،‭ ‬وزيادة‭ ‬طاقتها‭ ‬الاستيعابية،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬تنويع‭ ‬نظام‭ ‬التأشيرة‭ ‬السياحية،‭ ‬ما‭ ‬أتاحته‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬للأجانب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرة‭ ‬سياحية‭ ‬متعددة‭ ‬الدخول‭ ‬صالحة‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الإصدار،‭ ‬شريطة‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬90‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الواحدة،‭ ‬كما‭ ‬أطلقت‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬تأشيرة‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬للزوار‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬لمدة‭ ‬إقامة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬يوما‭. ‬وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬عممت‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬على‭ ‬مطاراتها‭ ‬السماح‭ ‬لجميع‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬دخول‭ ‬البلاد‭ ‬دون‭ ‬تأشيرة‭ ‬مسبقة‭.‬

كما‭ ‬شمل‭ ‬‮«‬التطوير‭ ‬المؤسسي‮»‬،‭ ‬إنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬معنية‭ ‬للسياحة‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ورقمنة‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬برامج‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬السعودية،‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬سلكت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬سياسات‭ ‬داعمة‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬تضمنت‭ ‬تقديم‭ ‬برامج‭ ‬سياحية‭ ‬مشتركة،‭ ‬وتنويع‭ ‬الأسواق‭ ‬السياحية،‭ ‬وتطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬والبينية،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬البرامج‭ ‬السياحية‭ ‬المشتركة‭ ‬استضافة‭ ‬الإمارات،‭ ‬والسعودية،‭ ‬وعُمان‭ ‬زوار‭ ‬قطر‭ ‬أثناء‭ ‬تنظيم‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬تنويع‭ ‬الأسواق‭ ‬السياحية‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬كروسيا،‭ ‬والهند،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وطرح‭ ‬حملات‭ ‬تسويقية‭ ‬تستهدف‭ ‬سياح‭ ‬هذه‭ ‬البلاد،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬والبينية‭ ‬تقديم‭ ‬حوافر‭ ‬للمواطن‭ ‬الخليجي‭ ‬لجعل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬اهتمامه‭ ‬الأول‭ ‬عند‭ ‬قراره‭ ‬في‭ ‬السفر‭ ‬الخارجي‭.‬

وتستهدف‭ ‬التأشيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬تعظيم‭ ‬العوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للسياحة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬السياحية،‭ ‬واعتماد‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬كأداة‭ ‬فاعلة‭ ‬لتحسين‭ ‬دخل‭ ‬المواطن‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬البطالة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسياحة،‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬البناء‭ ‬المؤسسي‭ ‬للقطاع‭ ‬السياحي،‭ ‬ووضع‭ ‬وقيادة‭ ‬سياسات‭ ‬التسويق‭ ‬والترويج‭ ‬السياحي‭. ‬فيما‭ ‬يقتضي‭ ‬زيادة‭ ‬الأثر‭ ‬المتوقع‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭ ‬تنظيم‭ ‬مسار‭ ‬سياحي‭ ‬خليجي‭ ‬موحد،‭ ‬يربط‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬ينهجه‭ ‬الزوار‭ ‬الأجانب،‭ ‬ويتكامل‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬مع‭ ‬المسارات‭ ‬الوطنية،‭ ‬لتوزيع‭ ‬الاستفادة‭ ‬بين‭ ‬بلدان‭ ‬المجلس‭ ‬وبين‭ ‬المناطق‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي‭ ‬يعد‭ ‬القطاع‭ ‬الأكثر‭ ‬دخلاً‭ ‬وهيمنة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي،‭ ‬وبلغ‭ ‬إسهامه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الناتج‭ ‬7‭.‬6%؛‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬8‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ويلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬نمو‭ ‬الدخل‭ ‬الوطني‭ ‬والصادرات،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬كما‭ ‬يبرز‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ (‬وفق‭ ‬إحصاءات‭ ‬2022‭ ‬وفر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬330‭ ‬مليون‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭)‬؛‭ ‬فقد‭ ‬أعطته‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أولوية‭ ‬بصفته‭ ‬أحد‭ ‬الروافد‭ ‬الأساسية‭ ‬لاقتصادها،‭ ‬وكرست‭ ‬جهودها‭ ‬لإنشاء‭ ‬بنية‭ ‬سياحية‭ ‬قوية‭ ‬تضم‭ ‬فنادق،‭ ‬وقرى‭ ‬سياحية،‭ ‬ومطارات،‭ ‬ومواقع‭ ‬وتدريب‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية‭ ‬وإكسابها‭ ‬المهارات‭ ‬اللازمة،‭ ‬ودشنت‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لتنمية‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬حقق‭ ‬بعضها‭ ‬مستهدفاته‭ ‬قبل‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد،‭ ‬فالسعودية‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2030،‭ ‬حققته‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬رفعت‭ ‬2030‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭. ‬ومع‭ ‬تنوع‭ ‬المواهب‭ ‬والمقاصد‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬التأشيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬المستهدفات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وسيكون‭ ‬لهذا‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخليجية‭ ‬البينية،‭ ‬والاستثمارات‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

ويُقدر‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬السعودي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬ستستثمر‭ ‬نحو‭ ‬800‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والواجهات‭ ‬والمشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬العشر‭ ‬القادمة،‭ ‬كون‭ ‬السياحة‭ ‬أحد‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬مستهدفات‭ ‬رؤيتها‭ ‬2030،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬لن‭ ‬تخدمها‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬سيعم‭ ‬أثرها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬السياحي‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬وتفعيل‭ ‬المبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬استقطاب‭ ‬السياحة‭ ‬الوافدة‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تمكنت‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬جذب‭ ‬نحو‭ ‬13‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬استثمارات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السياحة،‭ ‬وأضافت‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬150‭ ‬‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬غرفة‭ ‬فندقية،‭ ‬وتستهدف‭ ‬المملكة‭ ‬رفع‭ ‬إيرادات‭ ‬السياحة‭ ‬إلى‭ ‬85‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬66‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬تستهدف‭ ‬جذب‭ ‬نحو‭ ‬80‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬استثمارات‭ ‬سياحية‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭. ‬على‭ ‬العموم،‭ ‬تضيف‭ ‬التأشيرة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة،‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬متعددة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬أو‭ ‬الدخل،‭ ‬أو‭ ‬التشغيل،‭ ‬أو‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬أو‭ ‬الاستثمار،‭ ‬أو‭ ‬حركة‭ ‬الأعمال،‭ ‬أو‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬أو‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬أو‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬خطوات‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا