العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الأهمية الاستراتيجية لمؤسسات التعليم العسكري في الخليج

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬أشارت‭ ‬مصادر‭ ‬إعلامية‭ ‬إلى‭ ‬افتتاح‭ ‬الأمير‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬جامعة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬كلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لتصريحات‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬بالمملكة‭ ‬تهدف‭ ‬تلك‭ ‬الجامعة‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬جامعة‭ ‬رائدة‭ ‬ومتميزة‭ ‬إقليمياً‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬والمدنيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬ويجيء‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬ضمن‭ ‬اهتمام‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عموماً‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الست‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬مسمياتها‭ ‬وسنوات‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬أسس‭ ‬إنشاء‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تنطلق‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬وتطوير‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬أفراد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والعناصر‭ ‬المدنية‭ ‬التدريبية‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬مماثلة،‭ ‬ومنها‭ ‬التحاق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬بدورات‭ ‬تدريبية‭ ‬في‭ ‬الكليات‭ ‬العسكرية‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬كلية‭ ‬الدفاع‭ ‬بحلف‭ ‬الناتو‭ ‬بروما،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬نموذجاً‭ ‬لترسيخ‭ ‬التعاون‭ ‬المدني‭- ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلسلة‭ ‬متميزة‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التي‭ ‬وإن‭ ‬تنوعت‭ ‬موضوعاتها‭ ‬ومددها‭ ‬الزمنية‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬تستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬والتي‭ ‬تخصص‭ ‬لها‭ ‬الكلية‭ ‬تمريناً‭ ‬سنوياً‭ ‬يضم‭ ‬مشاركين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬والدول‭ ‬الشريكة‭. ‬ولدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأهمية‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬عديدة‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬أسس‭ ‬تنفيذ‭ ‬الرؤى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الطموحة‭ ‬ومنها‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهدافها‭ ‬توطين‭ ‬نسبة‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بحلول‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجهد‭ ‬التقني‭ ‬للمؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬فكري‭ ‬مواز‭ ‬يكون‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬أحد‭ ‬ملامحه،‭ ‬والذي‭ ‬يتضمن‭ ‬خيارات‭ ‬وبدائل‭ ‬مهمة‭ ‬بشأن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬أكاديمية‭ ‬ودورات‭ ‬ودبلومات‭ ‬متخصصة،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬منبراً‭ ‬مهماً‭ ‬لمناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وتطبيقاته‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬المنتدى‭ ‬السنوي‭ ‬الأول‭ ‬لكلية‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬ولاشك‭ ‬أنه‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المنتديات‭ ‬تكون‭ ‬فرصة‭ ‬لاستضافة‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬البحثية‭ ‬والعملية،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬العسكرية‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬يولي‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للحلفاء‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬استانبول‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬وأطلقها‭ ‬الحلف‭ ‬عام‭ ‬2004‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬محيط‭ ‬إقليمي‭ ‬مضطرب‭ ‬بتأسيس‭ ‬وتطوير‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬يقدم‭ ‬لها‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجالات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المستجدات‭ ‬الأمنية‭ ‬محل‭ ‬البحث‭ ‬والدراسة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬اهتمام‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الملكية‭ ‬للشرطة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالعلوم‭ ‬البحرية‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المقررات‭ ‬الدراسية‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬الدراسين‭ ‬بإعداد‭ ‬رسائل‭ ‬لنيل‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬ولاشك‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬أساساً‭ ‬مهماً‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التحديات،‭ ‬وثانيها‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬الخبرات‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجالات‭ ‬مثل‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬لتمرينات‭ ‬المحاكاة‭ ‬أهميتها‭ ‬البالغة‭ ‬وهي‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكليات‭ ‬العسكرية‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬سيناريو‭ ‬دراسي‭ ‬لأزمة‭ ‬افتراضية‭ ‬تجتمع‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬عناصر‭ ‬الأزمة‭ ‬وتكون‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدارسين‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬وفقما‭ ‬تتطلبه‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬ولاشك‭ ‬أنه‭ ‬أحد‭ ‬التمارين‭ ‬المفيدة‭ ‬للغاية،‭ ‬فمن‭ ‬خلاله‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬القدرات‭ ‬والموارد‭ ‬والفجوات‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬ويتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تلافيها‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬مماثلة،‭ ‬وثالثها‭: ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬العناصر‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬فلكل‭ ‬منهما‭ ‬مجاله‭ ‬المحدد‭ ‬ولكن‭ ‬الجمع‭ ‬بينهما‭ ‬أصبح‭ ‬سمة‭ ‬لكافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬تغير‭ ‬طبيعة‭ ‬الأمن‭ ‬ذاته‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬عسكرياً‭ ‬بحتاً،‭ ‬فالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي‭ ‬وتلوث‭ ‬البيئة‭ ‬بل‭ ‬الدعاية‭ ‬المضللة‭ ‬ذاتها‭ ‬أضحت‭ ‬مجالات‭ ‬للأمن‭ ‬ولعل‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬للانتباه‭ ‬أن‭ ‬منظمات‭ ‬دفاعية‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬بدأت‭ ‬تولي‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬اهتماماً‭ ‬بالغاً،‭ ‬ففي‭ ‬وثيقته‭ ‬للجنوب‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬تضمنت‭ ‬سعي‭ ‬الحلف‭ ‬لافتتاح‭ ‬مركزين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬حول‭ ‬التلاعب‭ ‬بالمعلومات‭ ‬والمناخ‭ ‬والأمن‭.  ‬

‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬تنامي‭ ‬الاهتمام‭ ‬الخليجي‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬إنما‭ ‬يعكس‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬البحوث‭ ‬عموماً‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬صانع‭ ‬القرار‭ ‬بل‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الكوادر‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية،‭ ‬ففي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬مقترحات‭ ‬لتفعيل‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬وضع‭ ‬أولويات‭ ‬دراسية‭ ‬ترتبط‭ ‬بالاحتياجات‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فالآن‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬وخاصة‭ ‬البحرية‭ ‬منها،‭ ‬مجال‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تكامل‭ ‬بين‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحدي‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬هائلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬المتميزة‭ ‬فإنها‭ ‬تظل‭ ‬مهددة‭ ‬بتهديدات‭ ‬سيبرانية‭ ‬ترتب‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬المعلومات‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للدول‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬كوادر‭ ‬وطنية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أهمية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬كفاءات‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬إقليمية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬مماثلة،‭ ‬ولكن‭ ‬تأسيس‭ ‬كادر‭ ‬وطني‭ ‬يظل‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬لقدرته‭ ‬على‭ ‬بلورة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأمنية‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهتها‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة،‭ ‬فإن‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يظل‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬يتوازى‭ ‬مع‭ ‬مشروعات‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭.‬

إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬تأثيرا‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤى‭ ‬تنموية‭ ‬مستدامة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬احتدام‭ ‬التنافس‭ ‬العالمي‭ ‬تجاهها‭ ‬ضمن‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬المهمة‭ ‬لتضطلع‭ ‬بدورها‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والخليجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأهيل‭ ‬كوادر‭ ‬بشرية‭ ‬مدربة‭ ‬ومؤهلة‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬بل‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العسكري‭ ‬البعيد‭ ‬المدى‭ ‬وقراءة‭ ‬البيئة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬بمستجداتها‭ ‬المتسارعة‭ ‬والمتشابكة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭. ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا