العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور الصراعات السياسية والثقافية في تشكيل الهوية

بقلم: د. رمزي بارود

الثلاثاء ٠٤ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

إن‭ ‬الهوية‭ ‬متغيرة‭ ‬وتطرأ‭ ‬عليها‭ ‬تحولات‭ ‬لأن‭ ‬مفاهيم‭ ‬مثل‭ ‬الثقافة‭ ‬والتاريخ‭ ‬والتصورات‭ ‬الذاتية‭ ‬الجماعية‭ ‬ليست‭ ‬ثابتة‭ ‬أبدًا،‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬زخم‭ ‬التدفقات‭ ‬وعمليات‭ ‬المراجعة‭.‬

لمئات‭ ‬السنين،‭ ‬بدت‭ ‬خريطة‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬أصبحت‭ ‬خريطة‭ ‬شرق‭ ‬أوسطية‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬خريطة‭ ‬أوروبية‭ ‬‭ ‬وفقاً‭ ‬للترسيم‭ ‬الجغرافي،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬لأوروبا‭ ‬اليوم‭.‬

وأعادت‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬والغزوات‭ ‬تعريف‭ ‬الهوية‭ ‬الرومانية،‭ ‬وقسمتها‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق‭.‬

ولكن‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كانت‭ ‬الخطوط‭ ‬السياسية‭ ‬تتغير‭ ‬باستمرار،‭ ‬وأعيد‭ ‬رسم‭ ‬الخرائط‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬كما‭ ‬أعيد‭ ‬تعريف‭ ‬الهويات‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الملائم‭.‬

وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬والصراع‭ ‬كانا‭ ‬بمثابة‭ ‬محركين‭ ‬لتغيير‭ ‬الخرائط‭ ‬ــ‭ ‬وعلاقتنا‭ ‬الجماعية‭ ‬بهذه‭ ‬الخرائط‭ ‬‭ ‬ولكن‭ ‬الثقافة‭ ‬تتشكل‭ ‬وتعاد‭ ‬تشكيلها‭ ‬أيضا‭ ‬بفِعل‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭.‬

أدى‭ ‬تغلغل‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬كأداة‭ ‬رئيسية‭ ‬للتواصل‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬إلى‭ ‬الغزو‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبدرجة‭ ‬أقل،‭ ‬وسائل‭ ‬الترفيه‭ ‬البريطانية‭ ‬‭ ‬الأفلام‭ ‬والموسيقى‭ ‬والرياضة‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لأجزاء‭ ‬ومناطق‭ ‬كثيرة‭ ‬وواسعة‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬التوغل‭ ‬والتغلغل‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬التطور‭ ‬الثقافي‭ ‬الطبيعي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الأجيال،‭ ‬وإعادة‭ ‬تعريف‭ ‬المفاهيم‭ ‬والقيم‭ ‬والأولويات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬المفاجئ‭ ‬في‭ ‬التدفق‭ ‬الثقافي‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬صحة‭ ‬ومتانة‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬إحساسها‭ ‬بذاتها‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬لمئات،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والنزاعات،‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭.‬

وبالتالي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬بالهوية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬دالة‭ ‬سياسية‭ ‬دائمة،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬الغامض‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حركة‭ ‬دائمة‭ ‬وتغير‭ ‬مستمر،‭ ‬وبسبب‭ ‬الاتصال‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الارتباط‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إبادة‭ ‬عرقية‭ ‬بطيئة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يصعب‭ ‬اكتشافه،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تجنبه،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬أيضًا‭ ‬الدول‭ ‬المحاصرة‭ ‬والمضطهدة‭ ‬على‭ ‬القتال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭.‬

كانت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النظريات‭ ‬التي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬صلف‭ ‬وأنانية‭ ‬تخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬الذاتية،‭ ‬مثل‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬صدام‭ ‬الحضارات‮»‬‭ ‬لصاحبها‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والمنظر‭ ‬الأمريكي‭ ‬صموئيل‭ ‬هنتنغتون،‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والاستياء‭ ‬والجدل‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الغربيين‭.‬

كان‭ ‬التقسيم‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬صموئيل‭ ‬هنتنغتون‭ ‬للعالم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حضارات‭ ‬كبرى‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬تحديد‭ ‬علاقاتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصراعات،‭ ‬بمثابة‭ ‬إضافة‭ ‬مريحة‭ ‬لتاريخ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستعارات‭ ‬العنصرية،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭.‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬دفع‭ ‬هذا‭ ‬التفكير‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النفعية‭ ‬السياسية،‭ ‬وليس‭ ‬الفكر‭ ‬العقلاني،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تسويقه‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬السوفييتي،‭ ‬وحرب‭ ‬العراق‭ ‬الأولى،‭ ‬والنزعة‭ ‬العسكرية‭ ‬الغربية‭ ‬الجريئة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭.‬

إن‭ ‬ربط‭ ‬المساعي‭ ‬والتوجهات‭ ‬العنيفة‭ ‬بكلمات‭ ‬سامية‭ ‬مثل‭ ‬الحضارات‭ ‬‭ ‬بعضها‭ ‬مدفوع‭ ‬بقيم‭ ‬عالمية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬الآخر،‭ ‬بدافع‭ ‬التطرف‭ ‬المفترض‭ ‬‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬إعادة‭ ‬تقديم‭ ‬لشعارات‭ ‬قديمة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬أوروبا‭ ‬الحضارية‮»‬‭ ‬و«القدر‭ ‬الأمريكي‭ ‬الواضح‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬فشلت‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬دقة،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إبقاء‭ ‬العالم‭ ‬رهينة‭ ‬لتعريف‭ ‬الغرب‭ ‬للحضارة‭ ‬والهويات‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬الصدام‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬هناك‭ ‬علامات‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭. ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬دولة‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساعي‭ ‬أو‭ ‬الدوافع‭ ‬الحضارية،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬النموذج‭ ‬التاريخي‭ ‬القديم‭: ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬توسيع‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحهم‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقاتلون‭ ‬سعياً‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭. ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭.‬

ويمكن‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬أن‭ ‬يتحدوا،‭ ‬وهم‭ ‬بالفعل‭ ‬يتحدون‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬ميولهم‭ ‬الحضارية‭ ‬المفترضة،‭ ‬وقيمهم‭ ‬الدينية،‭ ‬وتوجهاتهم‭ ‬العرقية‭ ‬والجغرافية‭.‬

وحتى‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬كانت‭ ‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬جديدة‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬تنشأ‭ ‬وتتشكل‭ ‬بالفعل،‭ ‬بين‭ ‬إمبراطورية‭ ‬متدهورة‭ ‬وآخذة‭ ‬في‭ ‬التراجع‭ ‬والتقهقر،‭ ‬أي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وإمبراطورية‭ ‬أخرى‭ ‬صاعدة‭ ‬بقوة،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬الصين‭.‬

ووفقًا‭ ‬لصموئيل‭ ‬لهنتنغتون،‭ ‬فإن‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والصين‭ ‬‭ ‬سيكونان‭ ‬بمثابة‭ ‬أمثلة‭ ‬كتابية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحضارة‭ ‬الغربية‮»‬‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬الحضارة‭ ‬الصينية‮»‬‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬دمجها‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬تحت‭ ‬‮«‬العالم‭ ‬الشرقي‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬النهج‭ ‬المعدل‭ ‬لباراك‭ ‬أوباما‭ ‬ولا‭ ‬الأسلوب‭ ‬الشعبوي‭ ‬لدونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬هذا‭ ‬الصدام‭ ‬الحضاري‭ ‬المفترض‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬بقية‭ ‬علاقات‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬تحكمها‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭.‬

وحتى‭ ‬حلفاء‭ ‬واشنطن‭ ‬الأوروبيون،‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬الصينية‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬ليسوا‭ ‬مقتنعين‭ ‬تمامًا‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬على‭ ‬بكين‭ ‬باسم‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭ ‬المشتركة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬المشابهة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقاتلون،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بمثابة‭ ‬صرخة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوحد‭. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬جديد‭ ‬كلياً‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجوداً‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

إن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬باسم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لا‭ ‬تحكمهم‭ ‬حدود‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬عنصرية‭ ‬أو‭ ‬جغرافية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ثقافية‭. ‬فمن‭ ‬ناميبيا‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ومن‭ ‬البرازيل‭ ‬وكولومبيا‭ ‬إلى‭ ‬نيكاراغوا،‭ ‬ومن‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬فالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يصعب‭ ‬تعريف‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬‮«‬حضاري‮»‬‭ ‬ضيق‭.‬

ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الجماهيرية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية،‭ ‬حيث‭ ‬يتحد‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬لون‭ ‬وعرق‭ ‬وفئة‭ ‬عمرية‭ ‬وجنس‭ ‬ودين‭ ‬وغيرهم‭ ‬في‭ ‬ترنيمة‭ ‬واحدة‭: ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الآن‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬دائماً‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يستثمرون‭ ‬في‭ ‬تقسيمنا‭ ‬وزعزعة‭ ‬صفوفنا،‭ ‬حول‭ ‬أي‭ ‬خطوط‭ ‬قد‭ ‬تخدم‭ ‬أجنداتهم‭ ‬السياسية،‭ ‬والتي‭ ‬ترتبط‭ ‬دائماً‭ ‬تقريباً‭ ‬بالمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المقاومة‭ ‬العالمية‭ ‬لمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأكاديميين‭ ‬الوهميين‭ ‬والساسة‭ ‬الشوفينيين‭ ‬أصبحت‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭. ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬غزة‭ ‬أنها‭ ‬العامل‭ ‬الموحد،‭ ‬حيث‭ ‬رسمت‭ ‬خطاً‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬المجموعات‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬هنتنغتون،‭ ‬ليس‭ ‬حول‭ ‬صراع‭ ‬حضاري‭ ‬وشيك،‭ ‬بل‭ ‬حول‭ ‬العدالة‭ ‬العالمية‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا