العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«إعلان البحرين» تعبير عن رؤية عربية موحدة لتحقيق السلام

بقلم: د. بدر محمد عادل

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

استضافت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أعمال‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬العادية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬بدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وبمساندة‭ ‬وتأييد‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الملكي‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وهو‭ ‬الحدث‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬جلالته‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬ورعاية‭ ‬لمسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬تميزت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬بأمور‭ ‬عدة‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬بالغة‭ ‬التعقيد‭ ‬وتطورات‭ ‬ضاغطة‭ ‬تشكل‭ ‬منعطفات‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬شعوبها‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬والسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتبين‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الموضوعات‭ ‬الملحة‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬ملوك‭ ‬ورؤساء‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمني‭ ‬والإنساني‭ ‬والسياسي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والتنموي‭ ‬والتي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭  ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاة‭ ‬القلب‭ ‬النابض‭  ‬ومنبعا‭ ‬لصنع‭ ‬القرار‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬والتي‭ ‬تضمنها‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لإعلان‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭  ‬أوضحه‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬عربية‭ ‬موحدة‭ ‬لكيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والتعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭.‬

‭ ‬إذ‭ ‬أكد‭ ‬إعلان‭ ‬البحرين‭ ‬رفض‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬وتماسك‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وقواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬وجميع‭ ‬قواها‭ ‬الوطنية‭ ‬الداخلية،‭ ‬وضرورة‭ ‬الارتكان‭ ‬إلى‭ ‬مسارات‭ ‬الحلول‭ ‬السلمية‭ ‬والحوار‭ ‬والقنوات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬والأزمات‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تقويض‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬وتهديد‭ ‬استقرار‭ ‬وأمن‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وامتدادها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الإقليم،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع،‭ ‬وعرقلة‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء،‭ ‬وتكريس‭ ‬الفرقة‭ ‬والانقسام‭ ‬وتأجيج‭ ‬الصراعات‭ ‬وفتح‭ ‬مجال‭ ‬للاستقطاب‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭.‬

كذلك‭  ‬أكدت‭ ‬قرارات‭ ‬قمة‭ ‬المنامة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭  ‬إعلان‭ ‬البحرين‭  ‬تأييدها‭  ‬مبادرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يكرس‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتوجيه‭  ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬والعمل‭ ‬معا‭  ‬لتعزيز‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بسرعة‭ ‬وقف‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وكل‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين‭  ‬ورفض‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬وسياسة‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬تجاه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭  ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬وتحسين‭ ‬الصحة‭ ‬للمتضررين‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تطبيقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭.‬

‭ ‬وأكدت‭ ‬قرارات‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية‭ ‬المبتكرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬المهمة‭ ‬هي‭ ‬تتويج‭ ‬للجهود‭ ‬المحمودة‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬الرشيدة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الهادئة‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬تمتع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬كبيرين‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

 

{‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬العام‭ ‬المشارك‭ ‬

–‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا