العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أزمة مخلفات حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ٠٤ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

الحروب‭ ‬مهما‭ ‬طالت‭ ‬فستنتهي‭ ‬عاجلاً‭ ‬أم‭ ‬آجلاً،‭ ‬ولكن‭ ‬تداعياتها‭ ‬ستبقى‭ ‬خالدة‭ ‬مخلدة‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬بيئتنا‭ ‬وتهدد‭ ‬أمننا‭ ‬وسلامتنا،‭ ‬وبخاصة‭ ‬مخلفات‭ ‬القنابل‭ ‬والذخائر‭ ‬والصواريخ‭ ‬التي‭ ‬أُلقيت‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬قبل‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬فبعضها‭ ‬مازال‭ ‬نشطاً‭ ‬ولم‭ ‬ينفجر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الألغام‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬سجلات‭ ‬عنها،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الموقع‭ ‬والعدد،‭ ‬فتعرض‭ ‬حياة‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬للموت‭ ‬أو‭ ‬الإعاقة‭ ‬الجسدية‭ ‬الدائمة‭.‬

فهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬الحربية‭ ‬بعضها‭ ‬جاثمة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬التربة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أعماقها،‭ ‬وبعضها‭ ‬اختفت‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬السحيقة،‭ ‬وستؤثر‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وقد‭ ‬تسبب‭ ‬تدميراً‭ ‬كبيراً‭ ‬للإنسان‭ ‬وبيئته‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬نحتسب‭.‬

فآخر‭ ‬حادثة‭ ‬نقلتها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬وحتماً‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬القنبلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنفجر‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬وبقايا‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬عاماً،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ملعب‭ ‬‮«‬ماينز‮»‬‭ (‬Mainz‭) ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ماينز‭ ‬الألمانية‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬معارك‭ ‬جوية‭ ‬وبرية‭ ‬ضارية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والروسية‭. ‬وكان‭ ‬اكتشاف‭ ‬هذه‭ ‬القنبلة‭ ‬المدفونة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التربة‭ ‬عند‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الترميم‭ ‬والتحديث‭ ‬للاستاد‭ ‬الرياضي‭ ‬المعروف‭ ‬وتقليب‭ ‬وتحريك‭ ‬التربة‭ ‬السطحية‭. ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬نشرت‭ ‬المدينة‭ ‬إعلاناً‭ ‬تحذيرياً‭ ‬لتنبيه‭ ‬من‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭ ‬بالابتعاد‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬القنبلة‭ ‬وإخلاء‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬الساكنين‭ ‬بالقرب‭ ‬منها،‭ ‬والذين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3500‭ ‬ألماني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توقيف‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬وكل‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬حتى‭ ‬إتمام‭ ‬عملية‭ ‬إبطال‭ ‬مفعول‭ ‬القنبلة،‭ ‬كما‭ ‬أُلغيت‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬إقامتها‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭. ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬المسؤولون‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬القنبلة‭ ‬تزن‭ ‬قرابة‭ ‬500‭ ‬كيلوجرام،‭ ‬وهي‭ ‬قنبلة‭ ‬أمريكية‭ ‬ألقيت‭ ‬من‭ ‬الجو‭.‬

فوجود‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القنابل‭ ‬والذخائر‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إيجادها‭ ‬بالصدفة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الحربين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬أصبحت‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬في‭ ‬حجمها‭ ‬وقدرتها‭ ‬التدميرية،‭ ‬وتشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬الناس‭ ‬والمرافق‭ ‬التنموية‭ ‬وتهدد‭ ‬بانفجارها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬زمان،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يتكهن‭ ‬بمواقع‭ ‬جثومها‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البرية‭ ‬وفي‭ ‬أعماق‭ ‬البحار‭ ‬والأنهار،‭ ‬فأعدادها‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬النشطة‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تنفجر‭ ‬بعد،‭ ‬وهي‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭.‬

واليوم‭ ‬نشهد‭ ‬جميعاً‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة،‭ ‬وبالنقل‭ ‬المباشر‭ ‬الفوري‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عامة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬وهذه‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬غطت‭ ‬البشر،‭ ‬والشجر،‭ ‬والحجر،‭ ‬ودمرت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬التقديرات‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬صور‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬75%‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬السكنية‭ ‬والإدارية‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬هدمها‭ ‬كلياً‭ ‬أو‭ ‬جزئياً،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬98‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية،‭ ‬بين‭ ‬عمارة،‭ ‬وشقة،‭ ‬وفيلا‭.‬

فقد‭ ‬ألقى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ولأكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القنابل،‭ ‬والذخائر،‭ ‬والصواريخ‭ ‬بمختلف‭ ‬أحجامها‭ ‬وقوتها‭ ‬وشدتها،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬مجموعها‭ ‬تساوي‭ ‬قوتها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬قنابل‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬نووية‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الذي‭ ‬ألقته‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬مدينتي‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬1945،‭ ‬والتي‭ ‬تُقدر‭ ‬بنحو‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭.‬

وحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬مسؤول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإزالة‭ ‬الألغام‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التفجيرات‭ ‬العشوائية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬مساحتها‭ ‬صغيرة‭ ‬جداً،‭ ‬قد‭ ‬خلَّفت‭ ‬عدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬الغازية،‭ ‬والصلبة‭ ‬الخطرة‭ ‬والمتفجرة،‭ ‬وغير‭ ‬الخطرة‭. ‬فأما‭ ‬المخلفات‭ ‬الغازية‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬احتراق‭ ‬المتفجرات‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها‭ ‬المخلفات‭ ‬العضوية‭ ‬وغير‭ ‬العضوية‭ ‬السامة‭ ‬والخطرة‭ ‬والتي‭ ‬بعضها‭ ‬يسبب‭ ‬السرطان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدخان‭ ‬الأسود،‭ ‬والأتربة،‭ ‬والغبار،‭ ‬والجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭ ‬وعن‭ ‬المرافق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬هدمها‭ ‬وتسويتها‭ ‬بالأرض‭. ‬وهذه‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة،‭ ‬كلما‭ ‬قل‭ ‬حجمها‭ ‬وقطرها،‭ ‬زادت‭ ‬تأثيراتها‭ ‬السامة‭ ‬والخطرة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬العلوي‭ ‬وغزو‭ ‬أعماق‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الحويصلات‭ ‬الهوائية‭ ‬في‭ ‬الرئتين‭.‬

وأما‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة‭ ‬غير‭ ‬الخطرة‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬مخلفات‭ ‬الهدم‭ ‬للمرافق‭ ‬السكنية‭ ‬وغير‭ ‬السكنية،‭ ‬حيث‭ ‬قدَّرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كمياتها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬37‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬للتخلص‭ ‬منها‭ ‬كلياً‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬كباقي‭ ‬الحروب،‭ ‬ولدت‭ ‬مخلفات‭ ‬صلبة‭ ‬خطرة‭ ‬وقابلة‭ ‬للانفجار‭ ‬والاشتعال‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭. ‬وهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬هي‭ ‬القنابل‭ ‬والذخائر‭ ‬والصواريخ‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنفجر،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬فمنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عالق‭ ‬في‭ ‬ركام‭ ‬المنازل‭ ‬والمباني‭ ‬والعمارات،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مختبئ‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭ ‬والركام‭. ‬وهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة‭ ‬الخطرة‭ ‬ستنفجر‭ ‬عاجلاً‭ ‬أم‭ ‬آجلاً‭ ‬فتُسقط‭ ‬ضحايا‭ ‬بشرية‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار،‭ ‬وتحتاج‭ ‬للتعامل‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬خبراء‭ ‬ومتخصصين‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إزالة‭ ‬الألغام‭ ‬والتعامل‭ ‬الآمن‭ ‬والسليم‭ ‬معها‭. ‬وهناك‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤول‭ ‬الأممي‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬الهدم‭ ‬والتدمير‭ ‬لكل‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬مباشر‭ ‬لسلامة‭ ‬سكان‭ ‬غزة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بداخلها،‭ ‬ومدفون‭ ‬تحتها‭ ‬المخلفات‭ ‬العسكرية‭ ‬والقنابل‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنفجر‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬المخلفات‭ ‬الزراعية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وعمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬فهذا‭ ‬العدو‭ ‬الهمجي‭ ‬البربري‭ ‬لم‭ ‬يدع‭ ‬شيئاً‭ ‬إلا‭ ‬وقضى‭ ‬عليه‭ ‬ودمره‭ ‬كلياً،‭ ‬بشراً،‭ ‬وشجراً،‭ ‬وحجراً‭. ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحقول‭ ‬والبساتين‭ ‬الخضراء،‭ ‬والأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬والبيوت‭ ‬الزجاجية،‭ ‬والأشجار‭ ‬المعمرة‭ ‬القديمة‭ ‬المثمرة،‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬جرفها‭ ‬وإزالتها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المتفجرات‭ ‬الحارقة‭ ‬والصواريخ‭ ‬المدمرة،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجرافات‭ ‬والآليات‭ ‬الثقيلة‭ ‬التي‭ ‬دهستها‭ ‬فدمرت‭ ‬التربة‭ ‬الزراعية،‭ ‬فولدت‭ ‬مخلفات‭ ‬كبيرة‭ ‬يصعب‭ ‬تقديرها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭.‬

وكل‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬تحدثتُ‭ ‬عنها‭ ‬حالياً‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬تقديرات‭ ‬أولية،‭ ‬وإحصائيات‭ ‬مبدئية،‭ ‬فالحرب‭ ‬مازالت‭ ‬مشتعلة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬وحتماً‭ ‬ستكون‭ ‬المخلفات‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬الغازية،‭ ‬والصلبة‭ ‬الخطرة‭ ‬والمتفجرة،‭ ‬وغير‭ ‬الخطرة‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التقديرات‭ ‬الآن،‭ ‬والتأثيرات‭ ‬ستكون‭ ‬أشد‭ ‬وطأة‭ ‬وتنكيلاً‭ ‬بالسكان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تهدأ‭ ‬الأحوال‭ ‬وينكشف‭ ‬المستور‭ ‬والمخفي‭.‬

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا