العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الأولويات المناخية وتنمية الطاقة المتجددة في الخليج

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

أشار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ‭ ‬الغربيين‭ ‬إلى‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والفيضانات‭ ‬المفاجئة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ -‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬الإمارات،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭- ‬كأحد‭ ‬أعراض‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وأنماط‭ ‬الطقس‭ ‬المتغيرة،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬أيضا‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬والجفاف‭ ‬والعواصف‭ ‬الترابية؛‭ ‬لا‭ ‬ينحصر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬لدرجة‭ ‬تصنيف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمنطقة‭ ‬بأنها‭ ‬نقطة‭ ‬ساخنة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭.‬

وتعد‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالفعل‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬معاناة‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬الكوكب‭. ‬ووفقًا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬القليل‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب،‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭. ‬وأشار‭ ‬معهد‭ ‬الموارد‭ ‬العالمية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دولا‭ ‬خليجية؛‭ ‬كالبحرين،‭ ‬والكويت،‭ ‬وعمان،‭ ‬وقطر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضًا‭ ‬للإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬الإقليمية‭ ‬قد‭ ‬ترتفع‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬4%‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لانخفاض‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭ ‬في‭ ‬المتوسط،‭ ‬تأثير‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬30%‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭.‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تعد‭ ‬مركزًا،‭ ‬لصناعة‭ ‬وإنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬عالميا؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬سايمون‭ ‬ستيل،‭ ‬الأمين‭ ‬التنفيذي‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬مفترق‭ ‬طرق،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الآثار‭ ‬المدمرة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬بسبب‭ ‬التحدي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬لتتماشى‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭. ‬ومع‭ ‬إدراك‭ ‬دولها‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬تعهدت‭ ‬بخفض‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬الكربونية‭ ‬طوال‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭. ‬ولتقييم‭ ‬أولوياتها‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬وخفض‭ ‬الانبعاثات،‭ ‬أشار‭ ‬تايلور‭ ‬لاك،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ويلسون،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬يعد‭ ‬عاملًا‭ ‬مضاعفًا‭ ‬للمخاطر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكنه‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬دمج‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬وإقرار‭ ‬السلام‭.‬

وفي‭ ‬يناير‭ ‬2009،‭ ‬ذكرت‭ ‬إليزابيث‭ ‬روزنتال،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الغنية‭ ‬بالنفط‭ ‬كانت‭ ‬مكانًا‭ ‬غير‭ ‬محتمل‭ ‬لثورة‭ ‬خضراء،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬وبحلول‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬رسخت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬نفسها‭ ‬بقوة‭ ‬كرائدة‭ ‬دوليًا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التقنيات‭ ‬الخضراء‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭. ‬وأشار‭ ‬لاك،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬استثمرت‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مناخية‭ ‬طموحة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬رؤاها‭ ‬الخاصة‭ ‬لمستقبل‭ ‬صافي‭ ‬صفر‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬مع‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬مصادر‭ ‬طاقة‭ ‬أنظف‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬توجهات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬كانت‭ ‬مدفوعة‭ ‬بـالأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الثلاثة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في؛‭ ‬تأمين‭ ‬مصدر‭ ‬طاقة‭ ‬مستقل‭ ‬ومنخفض‭ ‬التكلفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستقبلي،‭ ‬وتحرير‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬لبيعه‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لتمويل‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وهيمنتهم‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬بدأت‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬والكويت،‭ ‬وقطر،‭ ‬وعمان،‭ ‬والبحرين‭ ‬في‭ ‬تكثيف‭ ‬استخدام‭ ‬طاقتي‭ ‬الشمس‭ ‬والرياح،‭ ‬وإنتاج‭ ‬واستخدام‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأزرق‭ ‬والأخضر،‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬تقنية‭ ‬احتجاز‭ ‬الكربون‭. ‬وكدليل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬أشارت‭ ‬عائشة‭ ‬السريحي،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬زيادة‭ ‬قدرها‭ ‬85‭ ‬ضعفًا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2012‭ ‬و2022،‭ ‬من‭ ‬67‭ ‬ميجاوات‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5600‭ ‬ميجاوات‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬روبن‭ ‬ميلز،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬سياسة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقدمها‭ ‬الملموس‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أمامها‭ ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬لتقطعه‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬الطموحة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نمو‭ ‬طلبها‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬فحسب،‭ ‬مدللاً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لاستخدام‭ ‬مكيفات‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭ ‬الحارة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬مياه‭ ‬وكهرباء‭ ‬الإمارات،‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬7‭.‬4‭ ‬جيجاوات‭ ‬في‭ ‬يناير،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬جيجاوات‭ ‬في‭ ‬يوليو2022‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬الإمارات،‭ ‬التي‭ ‬استضافت‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ‭ ‬كوب‭ ‬28،‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬رأى‭ ‬لاك،‭ ‬أن‭ ‬هدفها‭ ‬لتسريع‭ ‬تحولها‭ ‬الأخضر،‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬صافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬كربونية‭ ‬صفرية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬حيث‭ ‬تخطط‭ ‬لخفض‭ ‬مستويات‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬103‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬إلى‭ ‬7‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬فقط،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬تعهدها‭ ‬بمبلغ‭ ‬54‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وزراعة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬شجرة‭ ‬مانجروف‭ ‬قبيل‭ ‬نهاية‭ ‬العِقد‭ ‬الحالي؛‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تشكيل‭ ‬وزارة‭ ‬البيئة‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ؛‭ ‬يعد‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬وضع‭ ‬الطموحات‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬منهاج‭ ‬عمل‭ ‬حكومتها‭.‬

وكجزء‭ ‬من‭ ‬طموحاتها‭ ‬لتعزيز‭ ‬استخدام‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والنووية‭ ‬لتمثل‭ ‬32%‭ ‬من‭ ‬الاستخدام‭ ‬المحلي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬إلى‭ ‬53%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ (‬ارتفاعًا‭ ‬من‭ ‬4%‭ ‬فقط‭ ‬حاليًا‭)‬؛‭ ‬هدفت‭ ‬أبوظبي،‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬توليد‭ ‬طاقتي‭ ‬الشمس‭ ‬والرياح‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬خفض‭ ‬استهلاكها‭ ‬للطاقة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد‭ ‬بنسبة‭ ‬40%‭. ‬ويعد‭ ‬افتتاح‭ ‬أكبر‭ ‬محطة‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬واحد‭ ‬بالعالم‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ -‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬الكهرباء‭ ‬لحوالي‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬منزل‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬بمقدار‭ ‬2‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬سنويًا‭- ‬خطوة‭ ‬مهمة،‭ ‬تؤكد‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭. ‬وفي‭ ‬تقييمه،‭ ‬أوضح‭ ‬لاك،‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬يعد‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الخضراء‭ ‬للإمارات‭. ‬وأضاف‭ ‬مايك‭ ‬كامبل،‭ ‬وكريستين‭ ‬ياسا،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ألين‭ ‬آند‭ ‬أوفري،‭ ‬أنها‭ ‬دعمت‭ ‬إنشاء‭ ‬واحات‭ ‬لإنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬تطبيقات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬والاستخدام‭ ‬النهائي؛‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬اعتماد‭ ‬الصناعة‭ ‬على‭ ‬حلول‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الهيدروجين‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬التزمت‭ ‬بصافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬صفرية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬فقد‭ ‬وصفها‭ ‬لاك،‭ ‬بـاتباع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المناخية‭ ‬الأكثر‭ ‬طموحًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المبادرة‭ ‬السعودية‭ ‬الخضراء،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬مزيجها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬2%،‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬محاولة‭ ‬لوضعها‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬وصف‭ ‬هدف‭ ‬زراعة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬شجرة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التصحر؛‭ ‬بأنه‭ ‬مشروع‭ ‬مذهل‭. ‬فيما‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬قيامها‭ ‬بـتطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬بقوة،‭ ‬لتكون‭ ‬المركز‭ ‬الرائد‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬أشار‭ ‬لاك،‭ ‬إلى‭ ‬سعيها‭ ‬لتحويل‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬لإنتاج‭ ‬وتصدير‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬العالم‭. ‬ومع‭ ‬ما‭ ‬تحوزه‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬هائلة‭ ‬لتوليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وتخطيطها‭ ‬لإنتاج‭ ‬27‭.‬5‭ ‬جيجاوات‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030؛‭ ‬رأى‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬يناير‭ ‬2024،‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬2‭.‬8‭ ‬جيجاوات‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬سعيها‭ ‬لإضافة‭ ‬10‭ ‬جيجاوات‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬المقبلين‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬وبلوغ‭ ‬أهداف‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭ ‬بحلول‭ ‬عام2025،‭ ‬وزيادة‭ ‬تلك‭ ‬النسبة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬20%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬ميلز،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قدرتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بـالمحدودة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بجيرانها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مساحة‭ ‬أراضيها‭ ‬الصغيرة،‭ ‬التي‭ ‬تقيد‭ ‬توفير‭ ‬المساحات‭ ‬الرحبة‭ ‬المخصصة‭ ‬لمشروعات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭. ‬ومع‭ ‬بناء‭ ‬أكبر‭ ‬محطة‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصخير،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تولد‭ ‬72‭ ‬ميجاوات‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬بهاجيريا‭ ‬للصناعات‭ ‬الهندية،‭ ‬فقد‭ ‬تحول‭ ‬ميناء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬ميناء‭ ‬يتم‭ ‬تشغيله‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بالكامل‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬سيصل‭ ‬إلى‭ ‬0‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطاقة‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬النسبة‭ ‬المستهدفة‭ ‬للعِقد‭ ‬المقبل‭. ‬ولتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬النسبة،‭ ‬رأى‭ ‬أنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيج‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬المثبتة‭ ‬فوق‭ ‬أسطح‭ ‬المباني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مزارع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬العائمة،‭ ‬واستمرار‭ ‬بناء‭ ‬مزارع‭ ‬الرياح‭ ‬البحرية،‭ ‬واستكشاف‭ ‬طرق‭ ‬بديلة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة‭ ‬في‭ ‬السعودية؛‭ ‬لتزويد‭ ‬المنامة‭ ‬باحتياجاتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬ميلز،‭ ‬إلى‭ ‬اعتمادها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬الكهروضوئية،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬صافي‭ ‬صفر‭ ‬انبعاثات‭ ‬كربونية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مركزًا‭ ‬عالميًا‭ ‬للهيدروجين‭ ‬الأخضر‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هذين‭ ‬الهدفين،‭ ‬أوضح‭ ‬أنها‭ ‬وقعت‭ ‬بالفعل‭ ‬اتفاقية‭ ‬بشأن‭ ‬خطتين‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬ليتم‭ ‬تشغيلهما‭ ‬بحلول‭ ‬2050،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخصيصها‭ ‬1500‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬للمرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬المتجدد،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬لتخصيص‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬أخرى‭ (‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬16%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬أراضي‭ ‬البلاد‭). ‬

وفي‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬يعتبر‭ ‬الترويج‭ ‬لتقنيات‭ ‬احتجاز‭ ‬الكربون،‭ ‬أحد‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أوضح‭ ‬مقرن‭ ‬المطيري،‭ ‬وكارين‭ ‬يونغ،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬إرثهم‭ ‬النفطي،‭ ‬كقادة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭. ‬ولاحظ‭ ‬لاك،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ -‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬أخذ‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬الهواء،‭ ‬ثم‭ ‬تخزينها‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬مفيدة‭- ‬هي‭ ‬مساهم‭ ‬رئيسي‭ ‬لخطط‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬السعودية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬شركة‭ ‬أرامكو،‭ ‬ببناء‭ ‬مركز‭ ‬احتجاز‭ ‬الكربون‭ ‬وعزله‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يخزن‭ ‬44‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬كربون‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المراقبة‭ ‬العلمية‭ ‬لهذه‭ ‬التقنية‭ ‬تخضع‭ ‬لتدقيق‭ ‬بالغ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين،‭ ‬حيث‭ ‬يناقشون‭ ‬الجدوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬لهذه‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬إن‭ ‬حقيقة‭ ‬تعرض‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتغير‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬مناخها،‭ ‬حيث‭ ‬ترتفع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬بمعدل‭ ‬أسرع‭ ‬مرتين‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي؛‭ ‬تفرض‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا،‭ ‬على‭ ‬دولها‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مجدية‭.‬

وفي‭ ‬الخليج،‭ ‬تشير‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬إلى‭ ‬إدراك‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الأكثر‭ ‬مراعاة‭ ‬للبيئة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬نفسها‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭. ‬وكما‭ ‬كتب‭ ‬لاك،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬كقادة‭ ‬إقليميين‭ ‬بمجال‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬يظل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬المتجددة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬مراكز‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬خاصة‭ ‬الطاقة‭ ‬الهيدروجينية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا