العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الكويت ومرحلة جديدة من العمل الوطني

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

شهدت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬مؤخرا‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬بعد‭ ‬تولي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬خلفا‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬نواف‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬إذ‭ ‬ترشح‭ ‬لها‭ ‬200‭ ‬مرشح‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬13‭ ‬امرأة‭ ‬للتنافس‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬البرلمان‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمة‮»‬‭ ‬البالغة‭ ‬50‭ ‬مقعدا‭ ‬وهي‭ ‬الانتخابات‭ ‬رقم‭ ‬19‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحياة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬نيلها‭ ‬الاستقلال‭ ‬حيث‭ ‬أدلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬834‭ ‬ألف‭ ‬ناخب‭ ‬وناخبة‭ ‬كويتي‭ ‬بأصواتهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬الدوائر‭ ‬الخمس‭ ‬والصوت‭ ‬الواحد‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصدر‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬بحل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬وفقا‭ ‬لصلاحياته‭ ‬الدستورية‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬له‭ ‬الدستور‭ ‬الكويتي‭ ‬وحسب‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬107‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تجاوز‭ ‬الثوابت‭ ‬الدستورية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمقام‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العبارات‭ ‬غير‭ ‬المنطقية‭ ‬وهي‭ ‬المرة‭ ‬12‭ ‬التي‭ ‬يحل‭ ‬فيها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المسيرة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الكويتية‭ ‬بعد‭ ‬أول‭ ‬حل‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬التزام‭ ‬القيادة‭ ‬الكويتية‭ ‬بالنهج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال‭ ‬باعتباره‭ ‬ثابتا‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬السياسة‭ ‬الكويتية‭ ‬وبعد‭ ‬صدور‭ ‬مرسوم‭ ‬29‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬بدعوة‭ ‬الناخبين‭ ‬الكويتيين‭ ‬إلى‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭.‬

لقد‭ ‬جرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬بدء‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬المشترك‭ ‬لتجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الكويتية‭ ‬وتجلى‭ ‬هذا‭ ‬التفاؤل‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬الكبيرة‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬62‭.‬1%‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬الكويتية‭ ‬وهو‭ ‬تأكيد‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬ووضع‭ ‬مصلحة‭ ‬الكويت‭ ‬العليا‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬للمواطنين‭ ‬الكويتيين‭ ‬بمناسبة‭ ‬العشرة‭ ‬الأواخر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬والتي‭ ‬دعا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬حسن‭ ‬اختيار‭ ‬المرشحين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الفكر‭ ‬المستنير‭ ‬ليكون‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬سندا‭ ‬للحكومة‭ ‬ومعينا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬المشتركة‭ ‬للسير‭ ‬بالسفينة‭ ‬الكويتية‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬لتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتي‭ ‬الشقيق‭ ‬بحياة‭ ‬كريمة‭ ‬ومستقرة‭ ‬وهادئة‭.‬

ومن‭ ‬نتائج‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬احتفاظ‭ ‬39‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬السابق‭ ‬بمقاعدهم‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أحمد‭ ‬السعدون‭ ‬ومرزوق‭ ‬الغانم‭ ‬غالبيتهم‭ ‬يمثلون‭ ‬التيارات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمختلف‭ ‬توجهاتهم‭ ‬ودخول‭ ‬6‭ ‬مرشحين‭ ‬جدد‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬احتفاظ‭ ‬النائبة‭ ‬حنان‭ ‬بوشهري‭ ‬بمقعدها‭ ‬البرلماني‭ ‬وهي‭ ‬المرأة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تركيبته‭ ‬الجديدة‭ ‬وخسارة‭ ‬8‭ ‬نواب‭ ‬لمقاعدهم‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬تشكيلة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الجديد‭ ‬22%‭.‬

إن‭ ‬المواطن‭ ‬الكويتي‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬تركيبته‭ ‬الجديدة‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬وأولها‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للأزمات‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬والتي‭ ‬عرقلت‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬والبرلماني‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬وخصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تعدد‭ ‬حالات‭ ‬حل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬4‭ ‬حالات‭ ‬مما‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬أمام‭ ‬الوطن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬الذاتية‭ ‬الشخصية‭ ‬الضيقة‭ ‬وشخصنة‭ ‬الخلافات‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬الاستجوابات،‭ ‬فالكويت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الجميع‭ ‬لدعم‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬كمصدر‭ ‬أساسي‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬المنطقة‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬لتكون‭ ‬الكويت‭ ‬كما‭ ‬عهدناها‭ ‬بلد‭ ‬الخير‭ ‬والعزة‭ ‬والرخاء،‭ ‬متمنين‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الجديد‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬لخدمة‭ ‬الكويت‭ ‬وأهلها‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا