العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

أي مخرج لإسرائيل من عدوانها على قطاع غزة؟

بقلم: د. جيمس زغبي {

الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬ظهر‭ ‬أحد‭ ‬أيام‭ ‬الأحد،‭ ‬كان‭ ‬والد‭ ‬زوجتي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬لونغ‭ ‬آيلاند‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يقود‭ ‬العائلة‭ ‬لحضور‭ ‬إحدى‭ ‬المناسبات‭. ‬كانت‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬يومها‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬سريعة‭ ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬مزدحمة‭ ‬جدا‭. ‬كان‭ ‬والد‭ ‬زوجتي‭ ‬يقود‭ ‬بسرعة‭ ‬جيدة‭.‬

ذات‭ ‬مرة،‭ ‬سألت‭ ‬حماتي‭: ‬‮«‬عزيزتي،‭ ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬أنت‭ ‬ذاهبة؟‮»‬‭ ‬ضحكت‭ ‬وأجابت‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬لا،‭ ‬لكننا‭ ‬نقضي‭ ‬وقتًا‭ ‬ممتعًا‮»‬‭.‬

ضحك‭ ‬الجميع‭. ‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬ذاهبون،‭ ‬لكننا‭ ‬نقضي‭ ‬وقتًا‭ ‬ممتعًا‮»‬‭ ‬تعبير‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬عائلتنا‭ ‬لوصف‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬الناس‭ ‬يبحرون‭ ‬بشكل‭ ‬أعمى‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬اتجاه‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬خطورة‭ ‬أو‭ ‬ضرر،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬النتائج‭ ‬كارثية‭.‬

لقد‭ ‬استخدمت‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬لوصف‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬أشعل‭ ‬فتيلها‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬القصف‭ ‬والغارات‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬بتنفيذها‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬واليوم،‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬العدوان‭ ‬المدمر‭ ‬الذي‭ ‬تشنه‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ومواجهتها‭ ‬المتهورة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف،‭ ‬وفي‭ ‬غيرها‭ ‬نتذكر‭ ‬‮«‬مبدأ‭ ‬باول‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬الاستدلال‭ ‬به‭ ‬كثيرًا‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتباعه‭ ‬مطلقًا،‭ ‬والذي‭ ‬يحذر‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬تكلفتها‭ ‬ولا‭ ‬عواقبها‭ ‬أو‭ ‬شروطها،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديك‭ ‬استراتيجية‭ ‬للنهاية‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بحقيقة‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬كولن‭ ‬باول‭ ‬قد‭ ‬انتهك‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الحرب‭ ‬الكارثية‭ ‬التي‭ ‬أشعلت‭ ‬فتيلها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتقديم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬اللازمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬حذر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬الخطأ‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر،‭ ‬حيث‭ ‬نصحه‭ ‬بألا‭ ‬يدع‭ ‬غضبه‭ ‬يعميه‭ ‬عن‭ ‬إدراك‭ ‬العواقب‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬الذي‭ ‬سيزيد‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬تأجيج‭ ‬الكراهية‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬طريقة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬وجوهر‭ ‬مبدأ‭ ‬باول‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تحذيره،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لم‭ ‬يستمع‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬النصيحة‭ ‬أو‭ ‬يقيم‭ ‬لها‭ ‬وزنا‭ ‬وأن‭ ‬بايدن‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬الإجابة‭ ‬التي‭ ‬ترضيه‭.‬

لقد‭ ‬أزهقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أرواح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬وأصابت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬هذا‭ ‬العدد،‭ ‬كما‭ ‬دمرت‭ ‬معظم‭ ‬المباني‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وحولت‭ ‬مدناً‭ ‬بأكملها‭ ‬إلى‭ ‬أنقاض‭.‬

ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الفظائع‭ ‬فقد‭ ‬اتُهمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬والتسبب‭ ‬في‭ ‬مجاعة‭ ‬وشيكة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الضعيفة‭ ‬المنتقدة‭ ‬التي‭ ‬تبديها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإنها‭ ‬تواصل‭ ‬بالمقابل‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

يقول‭ ‬بعض‭ ‬المعلقين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أهوال‭ ‬وفظائع‭ ‬الموت‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فقد‭ ‬خسرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ولم‭ ‬تهزم‭ ‬حماس‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬نتيجة‭ ‬حققتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬فإنها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬نشأة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثانية‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬ازداد‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعدها‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكابوس‭ ‬الذي‭ ‬خلقته‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الكارثة،‭ ‬وما‭ ‬الفائدة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬من‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭.‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬إسرائيل‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬عدوانها‭. ‬

منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬ظل‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يطرح‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬طرحته‭ ‬حماتي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬المزاح‭: ‬‮«‬هل‭ ‬لديك‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬أنت‭ ‬ذاهب؟‮»‬‭ ‬لقد‭ ‬صاغ‭ ‬الأمر‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬وسأل‭ ‬نتنياهو‭ ‬عن‭ ‬‮«‬لعبته‭ ‬النهائية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬لحربه‭ ‬المدمرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

لم‭ ‬يصل‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬مطالبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بتقديم‭ ‬إجابة‭ ‬شافية‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬بوقف‭ ‬الدعم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬مرضٍ‭ ‬‭ ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬مض‭ ‬في‭ ‬عدوانه‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يقوده‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬طريق‭. ‬

وبعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستخدم‭ ‬استعارات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬توصيف‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬الحفرة‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬عمقا‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يثن‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬الحفر‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تلوي‭ ‬على‭ ‬شيء‭. ‬

وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تهاجم‭ ‬إيران‭ ‬دون‭ ‬هوادة‭ - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاغتيالات‭ ‬والتفجيرات‭ ‬السرية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬والهجمات‭ ‬الاستفزازية‭ ‬ضد‭ ‬الإيرانيين‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ - ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬طهران‭ ‬الخطير‭ ‬ورد‭ ‬إسرائيل‭ ‬المضاد‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬وطرح‭ ‬السؤال‭ ‬الآتي‭: ‬‮«‬هل‭ ‬لديك‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬أنت‭ ‬ذاهب؟‮»‬‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللاً‭ ‬في‭ ‬تفكير‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬بشأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬يفترض‭ ‬بعض‭ ‬المعلقين‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭ ‬يعرفان‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يفعلانه‭ ‬ولديهما‭ ‬مخطط‭ ‬كبير‭ ‬وراء‭ ‬تصرفاتهما‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬عقلانية‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬العقلانية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬سلوكًا‭ ‬غير‭ ‬عقلاني‭ ‬موضوعيًا‭ ‬يتولد‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬النقص‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يفكرون‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭. ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬أذكى‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬ويحسب‭ ‬دائما‭. ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬التفكير‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬نظريات‭ ‬المؤامرة‭ ‬الجامحة‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان،‭ ‬تتصرف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬أنهما‭ ‬يريدان‭ ‬العمل‭ ‬ولديهما‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬أو‭ ‬تفكير‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعواقب‭ ‬النهائية‭.‬

إن‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬هذا‭ ‬السلوك،‭ ‬إذا‭ ‬ترك‭ ‬دون‭ ‬رادع،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الاستنتاج‭ ‬التالي‭: ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬كشخص‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬وكبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬نفسها،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭.‬

فبدلاً‭ ‬من‭ ‬السماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالانجراف‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والسماح‭ ‬لحكومتها،‭ ‬وحكومة‭ ‬إيران،‭ ‬بإحداث‭ ‬الفوضى‭ ‬وخطر‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقاً‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فإن‭ ‬التدخل‭ ‬مطلوب‭.‬

تحتاج‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬ذات‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬حماتي‭ ‬قد‭ ‬طرحته‭: ‬‮«‬هل‭ ‬لديك‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬أنت‭ ‬ذاهب؟‮»‬‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬مناسبة،‭ ‬فيجب‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يطالبوا‭ ‬بإيقاف‭ ‬السيارة‭ ‬وتسليم‭ ‬المفاتيح‭ - ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬بنا‭ ‬الأمر‭ ‬جميعًا‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية‭.‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا