العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تأمين الملاحة البحرية في مضيق هرمز

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

يعتبر‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ويطلق‭ ‬عليه‭ ‬أيضاً‭ ‬أحد‭ ‬نقاط‭ ‬الاختناق‭ ‬البحري،‭ ‬وهي‭ ‬تكون‭ ‬إما‭ ‬مضائق‭ ‬طبيعية‭ ‬وإما‭ ‬قنوات‭ ‬بحرية‭ ‬تم‭ ‬حفرها‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬تاريخية،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عددها‭ ‬ثمانية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬وتمثل‭ ‬شرايين‭ ‬مهمة‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وحال‭ ‬تعرضها‭ ‬لأي‭ ‬تهديدات‭ ‬أمنية‭ ‬أو‭ ‬حوادث‭ ‬طبيعية،‭ ‬فإن‭ ‬آثارها‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النقل‭ ‬وأسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬وكذلك‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬السفن،‭ ‬ولعل‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬جنوح‭ ‬إحدى‭ ‬السفن‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬م‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬حمولتها‭ ‬220‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬وطولها‭ ‬400‭ ‬متر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أسبوع،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬بلغت‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭ ‬يومياً‭ ‬وخسائر‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬بلغت‭ ‬حوالي‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭ ‬يومياً،‭ ‬ويكتسب‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬أهميته‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬ممرا‭ ‬مائيا‭ ‬مهما‭ ‬لنقل‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬منطقة‭ ‬منتجة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬الأرقام‭ ‬فحوالي‭ ‬خمس‭ ‬السوائل‭ ‬النفطية‭ ‬وربع‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تنقل‭ ‬عبر‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬نقل‭ ‬حوالي‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬واردات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬شهرياً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬موقعه‭ ‬بين‭ ‬نقاط‭ ‬تماس‭ ‬استراتيجي‭ ‬لقارات‭ ‬مختلفة‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق‭ ‬أمر‭ ‬يهم‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وليس‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المضيق‭ ‬مادة‭ ‬دائمة‭ ‬للمقالات‭ ‬والتحليلات‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬عموماً،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬التوترات‭ ‬بشأن‭ ‬استهداف‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬أثيرت‭ ‬فيه‭ ‬توقعات‭ ‬بأن‭ ‬تشهد‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حرب‭ ‬ناقلات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭. ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬استجابات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬والمحتملة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المناورات‭ ‬البحرية‭ ‬النوعية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقترحات‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ابتداءً‭ ‬بتأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وعضوية‭ ‬6‭ ‬دول،‭ ‬ومروراً‭ ‬بإعلان‭ ‬فرنسا‭ ‬قيادة‭ ‬بعثة‭ ‬أوروبية‭ ‬لمراقبة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ومهمتها‭ ‬التوعية‭ ‬بالأساس‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بإعلان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إرسال‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬بحار‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2023،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬سابقة‭ ‬تتضمن‭ ‬‮«‬نشر‭ ‬حراسة‭ ‬أمنية‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬مشاة‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬ناقلات‭ ‬تجارية‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وبالقرب‭ ‬منه،‭ ‬لتشكل‭ ‬طبقة‭ ‬دفاعية‭ ‬إضافية‭ ‬لهذه‭ ‬السفن‮»‬‭ ‬وفقاً‭ ‬لتصريحات‭ ‬أمريكية‭ ‬رسمية‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬تمثل‭ ‬عامل‭ ‬ردع‭ ‬لأي‭ ‬تصرفات‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬أو‭ ‬حسابات‭ ‬خاطئة‭ ‬كما‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬وصفها‭ ‬بعض‭ ‬التحليلات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬تعليقاً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬تساؤلات‭ ‬مهمة‭ ‬تثار‭ ‬من‭ ‬بينها‭: ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬بالفعل‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬إغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز؟‭ ‬وما‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق؟‭ ‬وما‭ ‬أبرز‭ ‬الاحتياجات‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فيه؟‭ ‬

بداية‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬معروفاً‭ ‬للكثيرين،‭ ‬أن‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬هو‭ ‬مضيق‭ ‬دولي‭ ‬وفقاً‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬وخاصة‭ ‬المادة‭ ‬38‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬الملاحة‭ ‬الحرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المضائق،‭ ‬وذلك‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تصديق‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬للمضيق‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬القانوني‭ ‬ولكن‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬مسألتين‭  ‬الأولى‭: ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬صراعات‭ ‬البحار‭ ‬لتوريط‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬عندما‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭ ‬لجأ‭ ‬طرفاها‭ ‬إلى‭ ‬توريط‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استهداف‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬تقصد‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬موانئ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والقصة‭ ‬معروفة،‭ ‬والثانية‭: ‬أن‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬تعكس‭ ‬مفهوم‭ ‬الحروب‭ ‬اللامتماثلة،‭ ‬فالقدرات‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بموازين‭ ‬القوى‭ ‬ولكن‭ ‬بمدى‭ ‬الخبرة‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬مائية‭ ‬شاسعة‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إغلاق‭ ‬المضيق‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬للقناعة‭ ‬التامة‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬عملاً‭ ‬عدائياً‭ ‬موجهاً‭ ‬نحو‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬وليس‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬فحسب،‭ ‬وقد‭ ‬صدرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تؤيد‭ ‬أو‭ ‬تنفي‭ ‬ذلك‭ ‬الطرح‭ ‬ولكل‭ ‬منها‭ ‬حججه،‭ ‬ولكن‭ ‬الثابت‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إغلاق‭ ‬المضيق،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬خيار‭ ‬عرقلة‭ ‬الملاحة‭ ‬فيه‭ ‬أمراً‭ ‬محتملاً‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإغلاق‭ ‬الكامل‭.‬

واتصالاً‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬وحتى‭ ‬يمكن‭ ‬للردع‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬أهدافه،‭ ‬فلاشك‭ ‬أن‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬لحماية‭ ‬السفن‭ ‬أمراً‭ ‬ضرورياً،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭. ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬تضمين‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الانتشار‭ ‬الكبير‭ ‬لاستخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إسقاطها‭ ‬أحياناً،‭ ‬بل‭ ‬والأهم‭ ‬صعوبة‭ ‬تحديد‭ ‬جهة‭ ‬الإطلاق‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إثبات‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أيضاً‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬تنظم‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬الحديثة‭ ‬برغم‭ ‬انتشارها‭ ‬الواسع،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬أضحت‭ ‬الموضوع‭ ‬الرئيسي‭ ‬لكل‭ ‬الملتقيات‭ ‬الدولية‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬المنتدى‭ ‬العسكري‭ ‬التقني‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الروسية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬14‭- ‬17‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭.‬

ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬متطلبات‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الردع‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قضية‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ابتداءً،‭ ‬ولدول‭ ‬الخليج‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فخلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬صدر‭ ‬قراران‭ ‬مهمان‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بشأن‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة،‭ ‬الأول‭ ‬رقم‭ ‬540‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬1983‭ ‬وتضمن‭ ‬تأكيد‭ ‬احترام‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬والثاني‭  ‬رقم‭ ‬552‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يونيو‭ ‬1984‭ ‬والذي‭ ‬أعاد‭ ‬تأكيد‭ ‬القضية‭ ‬ذاتها،‭ ‬ولكن‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬ديباجة‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬قد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬الرسالة‭ ‬المؤرخة‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬1984‭ ‬والواردة‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الست،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬الشكوى‭ ‬بشأن‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬مهم،‭ ‬ولكن‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬أمر‭ ‬يهم‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭. ‬وأخيراً،‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬تطوير‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يعد‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬ولا‭ ‬أبالغ‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬سوف‭ ‬تعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬برمتها‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا