العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

انقسام في بريطانيا حول إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬أعقاب‭ ‬الحملة‭ ‬القمعية‭ ‬لإيران‭ ‬على‭ ‬المعارضة‭ ‬الداخلية‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقدم‭ ‬برنامجها‭ ‬لتخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تسليح‭ ‬الروس‭ ‬بطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬وصواريخ‭ ‬مسلحة‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬بأوكرانيا؛‭ ‬ازدادت‭ ‬رغبة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬وقيود‭ ‬دولية‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬على‭ ‬طهران‭.‬

في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬انصب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تحجيم‭ ‬نفوذ‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬،‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الوصي‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬لثورة‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬1979‮»‬،‭ ‬والهيئة‭ ‬التي‭ ‬‮«‬اكتسبت‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونه‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬تمارس‭ ‬فيه‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‮»‬‭. ‬

وخارج‭ ‬إيران‭ ‬نفسها،‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬،‭ ‬وقائده‭ ‬‮«‬فيلق‭ ‬القدس‮»‬،‭ ‬داعمين‭ ‬أساسيين‭ ‬ومتعاونين‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬وكلاء‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كما‭ ‬تورطوا‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الاختطاف‭ ‬والاغتيال‭ ‬والهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬يمتلك‭ ‬‮«‬اليد‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬السياسة‮»‬،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬واستعداد‭ ‬لقمع‭ ‬المعارضة‭ ‬بعنف‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬أقوى‭ ‬متحكم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بالقطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إيران‮»‬‭.‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬المحورية‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬جعلته‭ ‬‮«‬هدفًا‭ ‬واضحًا‮»‬،‭ ‬للقيود‭ ‬الغربية‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بتصنيفه‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬بدأت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وأوائل‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬استكشاف‭ ‬خيارات‭ ‬حظر‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬محليا‭ ‬ودوليا،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬هناك‭ ‬جرائم‭ ‬قانونية‭ ‬بحق‭ ‬أي‭ ‬مؤيد‭ ‬لأنشطته،‭ ‬وكذلك‭ ‬جراء‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭.‬

وفي‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قيامها‭ ‬بسن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الجديدة‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬وأبريل‭ ‬ويوليو‭ ‬2023،‭ ‬فقد‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬بحظر‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬تصنيفه‭ ‬كـ‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬أجنبية‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬والتأييد‭ ‬الواسع‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬وخبراء‭ ‬الأمن‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮«‬لندن‮»‬،‭ ‬إجراءات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة،‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬الانقسامات‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬داخل‭ ‬الحكومة‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أوضحت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬قرار‭ ‬بحظر‭ ‬هيئة‭ ‬ما‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية»؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التصنيف‭ ‬الإرهابي‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬سيكون‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تصنيف‭ ‬طهران‭ ‬بأكملها‮»‬،‭ ‬كدولة‭ ‬إرهابية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مركزي‭ ‬جدا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬العسكري‭ ‬للبلاد‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مقاومة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‮»‬‭ ‬لما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬التصنيف‭ ‬بالنسبة‭ ‬للانخراط‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البريطاني‭ ‬المستقبلي‭ ‬مع‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬رأت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬تأجيل‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬الوزارتين‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬سلطت‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬وخبراء‭ ‬الأمن‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يطول‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬البريطاني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«جهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬الداخلية‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬طهران‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬عشر‭ ‬مؤامرات‭ ‬لقتل‭ ‬المعارضين‭ ‬وخطفهم‭. ‬وأشار‭ ‬وزير‭ ‬الأمن،‭ ‬‮«‬توم‭ ‬توجندهات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬‮«‬تهديدًا‭ ‬موثوقًا‭ ‬به‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عملاء‭ ‬إيرانيين‭ ‬ضد‭ ‬بريطانيين‭. ‬ووفقًا‭ ‬لمساعد‭ ‬مفوض‭ ‬شرطة‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬‮«‬مات‭ ‬جوكس‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬إحباط‭ ‬خمسة‭ ‬مخططات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عملائها‭ ‬ضد‭ ‬أشخاص‭ ‬موجودين‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬أشارت‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬سويلا‭ ‬برافرمان‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الإيراني‮»‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الاعتبارات‭ ‬إلحاحًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬عدوانية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬استعدادها‭ ‬للهجمات‭ ‬آخذ‭ ‬في‭ ‬الازدياد‭.‬

ويعتبر‭ ‬تصنيف‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬،‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬دولية‭ ‬بالفعل‭ ‬سياسة‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لكنها‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬اكتسبت‭ ‬تأييدا‭ ‬عبر‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الغربي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬صنفتها‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬‮«‬الضغوط‭ ‬القصوى‮»‬‭ ‬الممارسة‭ ‬ضد‭ ‬طهران،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬وُضعت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬داعش‮»‬،‭ ‬و«القاعدة‮»‬،‭ ‬و«حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬كيانات‭ ‬محظورة‭ ‬داخل‭ ‬البلاد،‭ ‬وأن‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬اتصالات‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬تعد‭ ‬جريمة‭ ‬قانونية‭ ‬كبرى‭. ‬

وخلال‭ ‬محاولات‭ ‬استعادة‭ ‬‮«‬الاتفاق‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬أثارت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬فكرة‭ ‬احتمال‭ ‬تخفيف‭ ‬القيود‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬المنظمة،‭ ‬مقابل‭ ‬امتثال‭ ‬إيران‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬لشروط‭ ‬استخدامها‭ ‬للمواد‭ ‬النووية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬قرروا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬مناهضة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬وسط‭ ‬معارضة‭ ‬داخلية‭ ‬كبرى،‭ ‬وتحذيرات‭ ‬إسرائيلية‭.‬

وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬منعت‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬جاستن‭ ‬ترودو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬كندا،‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬البلاد،‭ ‬وأشارت‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬كريستيا‭ ‬فريلاند‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الجماعة‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الكندي،‭ ‬قرارًا‭ ‬غير‭ ‬ملزم‭ ‬بتصنيفها‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬بحث‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬خياراته‭ ‬لحظر‭ ‬الجماعة،‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬دولية‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬قيادة‭ ‬‮«‬باريس‮»‬،‭ ‬و«برلين‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬لهذه‭ ‬الجهود‭. ‬ووفقًا‭ ‬للممثل‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والسياسة‭ ‬الأمنية،‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للاتحاد‭ ‬أن‭ ‬يدرج‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬ككيان‭ ‬إرهابي‭ ‬حتى‭ ‬تقرر‭ ‬إحدى‭ ‬المحاكم‭ ‬الأوروبية‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بوضوح‭. ‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬شجعت‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬برسالة‭ ‬أرسلها‭ ‬أعضاؤها‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬أصروا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬تصنيف‭ ‬واشنطن،‭ ‬و«بروكسل‮»‬،‭ ‬للإرهاب‭ ‬سيشل‭ ‬قدرة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬على‭ ‬الترويج‭ ‬للإرهاب‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬جعل‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬للأمريكيين‭ ‬والأوروبيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‮»‬‭.‬

وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬تتردد‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬حيث‭ ‬تفضل‭ ‬وزارة‭ ‬خارجيتها،‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كليفرلي‮»‬،‭ ‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬عقوبات‭ ‬أوسع‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للجماعة‭ ‬محليا‭ ‬وخارجيا‭. ‬ولعل‭ ‬الحزمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬القيود‭ -‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬كليفرلي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭- ‬ستسمح‭ ‬لها‭ ‬باستهداف‭ ‬تصرفات‭ ‬الأفراد‭ ‬داخل‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفي‭ ‬إيران‭ ‬أيضا،‭ ‬لكن‭ ‬بينما‭ ‬أصر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مكان‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬الأذى‭ ‬بنا»؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التأكيدات‭ ‬لن‭ ‬تجدي‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لاحتواء‭ ‬المخاطر‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬المنظمة،‭ ‬وفقًا‭ ‬للمحللين‭ ‬والخبراء‭.‬

وعند‭ ‬تفسير‭ ‬سبب‭ ‬تحفظ‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬حيال‭ ‬ذلك‭ ‬التصنيف،‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬باركر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تقاوم‭ ‬حظر‭ ‬الجماعة،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬نتائج‭ ‬عكسية‮»‬،‭ ‬تضر‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بقدرة‭ ‬بريطانيا‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬محاسبة‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬أنشطتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬الضارة،‭ ‬ومنع‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬التخصيب‭ ‬النووي‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحظر‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬طرد‭ ‬سفير‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬طهران‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيلحق‭ ‬ضررًا‭ ‬دائمًا‭ ‬بالعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وفي‭ ‬يناير2023،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬هول‮»‬،‭ ‬المراجع‭ ‬المستقل‭ ‬لقانون‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬ملامح‭ ‬سياسة‭ ‬بريطانيا‭ ‬المتسقة،‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬عقودا‭ ‬طويلة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تشكك‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬تعريف‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬استخدمت‭ ‬أيضًا‭ ‬المنظمات‭ ‬العسكرية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬البريطانية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف،‭ ‬أشار‭ ‬المراقبون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬ضغوطا،‭ ‬على‭ ‬لندن،‭ ‬لتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬وتصنيف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‮»‬‭. ‬وبالفعل،‭ ‬هناك‭ ‬قبول‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطياف‭ ‬السياسية،‭ ‬بجانب‭ ‬دعم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬المعارض‭ ‬لهذا‭ ‬التصنيف‭. ‬وفي‭ ‬يناير2023،‭ ‬صوت‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العموم‮»‬،‭ ‬بالإجماع‭ ‬لتمرير‭ ‬اقتراح‭ ‬غير‭ ‬ملزم‭ ‬يدعو‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬حظر‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭. ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬عاجل‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬‮«‬أليسيا‭ ‬كيرنز‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حملات‭ ‬الاضطهاد‭ ‬العابر‭ ‬للحدود‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الحظر‭ ‬سيسمح‭ ‬بمحاكمة‭ ‬‮«‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬طهران‮»‬،‭ ‬‮«‬لزرع‭ ‬الفتنة‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‮»‬،‭ ‬و«دعم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والاغتيالات‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬البريطانية‮»‬‭.‬

وعبر‭ ‬استشهاده‭ ‬بكيفية‭ ‬تمكن‭ ‬عملاء‭ ‬روس‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬التوغل‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وتهديد‭ ‬أمنها‭ ‬القومي؛‭ ‬أصر‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬إيفانز‮»‬،‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬لجهاز‭ ‬الأمن‭ ‬البريطاني،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬توفير‭ ‬‮«‬احتياجات‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأنسب‮»‬،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬إعطاء‭ ‬‮«‬المصالح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المتصورة،‭ ‬الأسبقية‭ ‬والأولوية،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمن‭ ‬البلاد،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نكرر‭ ‬هذا‭ ‬الخطأ‭ ‬مع‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭.‬

ووفقا‭ ‬لـ«عظيم‭ ‬إبراهيم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬نيو‭ ‬لاينز‭ ‬للاستراتيجيات‭ ‬والسياسات‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تردد‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حظر‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬يعد‭ ‬أمرا‭ ‬‮«‬محيرا‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬تهديده‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬إليزابيث‭ ‬سامسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬هنري‭ ‬جاكسون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬العقوبات‭ ‬القديمة‭ ‬مع‭ ‬الدفع‭ ‬بعقوبات‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬الأما‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬تكتيك‭ ‬سياسي‭ ‬لإظهار‭ ‬القوة»؛‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬‮«‬قليل‭ ‬الجدوى‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬يتجاهل‭ ‬السياسة‭ ‬‮«‬الحقيقية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إعلانه‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬بموجب‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الإرهاب‭ ‬لعام‭ ‬2000،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬سن‭ ‬عقوبات‭ ‬جديدة‭ ‬دون‭ ‬حظره،‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تهديد‭ ‬فارغ‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الدعوات‭ ‬إلى‭ ‬معاقبة‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها؛‭ ‬محليًّا‭ ‬وإقليميًّا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬أعرب‭ ‬المراقبون‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬تساءل‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬جون‭ ‬والني‮»‬،‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬لجنتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الحكومة‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬عندما‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬واضحًا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬حظر‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬وصف‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬كولينز‭ ‬هايبري‮»‬،‭ ‬تقاعسها‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬جيدًا‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬النائب‭ ‬المحافظ‭ ‬‮«‬جريج‭ ‬سميث‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬‮«‬وحشية‮»‬‭ ‬إيران،‭ ‬و«تأثيرها‭ ‬الضار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كان‭ ‬واضحًا‮»‬،‭ ‬مشككا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأدلة‭ ‬الإضافية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬طلبتها‭ ‬وزارتا‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬قبل‭ ‬فرض‭ ‬الحظر‭. ‬وهي‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬رددها‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬إريك‭ ‬بيكلز‮»‬،‭ ‬متسائلا‭ ‬‮«‬عن‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬حتى‭ ‬تحظره‭ ‬الحكومة؟‮»‬‭. ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬النائب‭ ‬‮«‬جون‭ ‬كراير‮»‬،‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬العمال،‭ ‬بأنه‭ ‬يضم‭ ‬‮«‬فاشيين‭ ‬ورجال‭ ‬دين‭ ‬يميلون‭ ‬إلى‭ ‬القتل‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬الاختلافات‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬‮«‬النقاش‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمن‭ ‬والمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الدبلوماسية‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تصنيف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية،‭ ‬وما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬دبلوماسيًا‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬ومحاولة‭ ‬كبح‭ ‬أفعالها‭ ‬الضارة‭.‬

ومع‭ ‬قوة‭ ‬معارضة‭ ‬خبراء‭ ‬الأمن‭ ‬والسياسيين‭ ‬لتقاعس‭ ‬بريطانيا‭ ‬عن‭ ‬حظر‭ ‬المنظمة؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تتلاشى‭ ‬هذه‭ ‬المطالب،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬داخليًا‭ ‬وخارجيًا‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬قد‭ ‬تفرض‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الاستسلام‭ ‬لها،‭ ‬وسط‭ ‬توقع‭ ‬تداعيات‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬الامتداد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الإقليمي‭ ‬لبريطانيا‭ ‬وانخراطها‭ ‬المستقبلي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا