العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحديات توطين التكنولوجيا العسكرية في الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

إذا‭ ‬كانت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬قد‭ ‬أضحت‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬قوة‭ ‬وتقدم‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬فإن‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬يعد‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لارتباط‭ ‬الأمر‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول،‭ ‬وتسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬نوعية‭ ‬ومضافة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العسكرية،‭ ‬منها‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬قواعد‭ ‬الحرب‭ ‬وتغير‭ ‬مضامين‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وسرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬القتال،‭ ‬ورقمنة‭ ‬الاتصال‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المزايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬أضحت‭ ‬هدفاً‭ ‬للدول‭ ‬كافة،‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬قدرات‭ ‬مالية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نماذج‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قدرات‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬الأجيال‭ ‬الأولية‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬تطور‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬التهديدات‭ ‬التقليدية‭ ‬هي‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأكبر،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مفهوم‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬أضحى‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية،‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تواجه‭ ‬تحدياً‭ ‬أكبر‭ ‬ربما‭ ‬مقارنة‭ ‬بغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لأسباب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أولها‭: ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سيئ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وثانيها‭: ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬معقدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بعيدة‭ ‬عنها،‭ ‬وثالثها‭: ‬وقوع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬إقليمي‭ ‬يشهد‭ ‬سباقاً‭ ‬نحو‭ ‬امتلاك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتوطين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬ترتبط‭ ‬بمسألة‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬عموماً،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬ذلك‭ ‬التصنيع‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬يتاح‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬سبل‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وإمكانية‭ ‬توطينها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬

ومع‭ ‬حرص‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬خطط‭ ‬للتصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شركات‭ ‬وهيئات‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الست‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬جعلت‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬محدد‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬تحديات‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أولها‭: ‬التغير‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬أجيال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ذاتها‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتيح‭ ‬تخطيطاً‭ ‬بعيد‭ ‬المدى،‭ ‬وثانيها‭: ‬احتكار‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬شركات‭ ‬السلاح‭ ‬الكبرى‭ ‬ومعظمها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬وثالثها‭: ‬مدى‭ ‬توافر‭ ‬الكوادر‭ ‬البشرية‭  ‬المتخصصة‭ ‬التي‭ ‬بإمكانها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬عموماً‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬يرتبط‭ ‬بثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬للتفكير،‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭: ‬الجدوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لتلك‭ ‬الصناعات،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الأخرى‭ ‬تستهدف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬لأمن‭ ‬الدول،‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬بنصيب‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬القومي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ربما‭ ‬ترى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬كلفة‭ ‬شراء‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬توطينها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬رؤى‭ ‬محددة‭ ‬بشأن‭ ‬تلك‭ ‬القناعة،‭ ‬وربما‭ ‬ترى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخذ‭ ‬بالخيارين،‭ ‬الشراء‭ ‬والتوطين‭ ‬بشكل‭ ‬مرحلي،‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭: ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قررت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭  ‬العمل‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬توطين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية،‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬التصنيع‭ ‬يمكنها‭ ‬القيام‭ ‬به؟‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬مستويات‭ ‬ثلاثة‭ ‬كما‭ ‬تضمنتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الغربية‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البحث‭ ‬والإنتاج‭ ‬جميعه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مستلزمات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬سوى‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬والثاني‭: ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬أبحاث‭ ‬دفاعية‭ ‬مبتكرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬ابتكار‭ ‬أسلحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الموجودة‭ ‬بالفعل،‭ ‬وهذا‭ ‬النمط‭ ‬غير‭ ‬متاح‭ ‬أيضاً‭ ‬سوى‭ ‬لدول‭ ‬محدودة‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬وتركيا‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والثالث‭: ‬وهو‭ ‬إمكانية‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬باستيراد‭ ‬مكونات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتجميعها‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬تصديرها‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬أيدي‭ ‬عاملة‭ ‬رخيصة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭.‬

أما‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬التفكير‭: ‬فهي‭ ‬بافتراض‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬حسمت‭ ‬الأمر‭ ‬وقررت‭ ‬الأخذ‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬السابقة‭ ‬للتصنيع‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجهها؟‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬أساس‭ ‬توطين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أسس‭ ‬ثلاثة‭ ‬مترابطة‭ ‬وهي‭ ‬التعليم‭ ‬والتشريع‭ ‬والتمويل،‭ ‬فبدون‭ ‬كوادر‭ ‬محلية‭ ‬متخصصة‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬توطين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬ولا‭ ‬أعني‭ ‬بذلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬المعنية‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬المنح‭ ‬التعليمية‭ ‬للخارج‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الهندسة‭ ‬والرياضيات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الأطر‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬ضوابط‭ ‬بشأن‭ ‬أطراف‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬ومتطلباته‭ ‬وأهدافه‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭  ‬مسألة‭ ‬التمويل،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تخصص‭ ‬ميزانيات‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬ولكن‭ ‬يظل‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التمويل‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بقناعة‭ ‬الدول‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬متطلبات‭ ‬توطين‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محل‭ ‬اهتمام،‭ ‬الأولى‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬المنتجات‭ ‬العسكرية‭ ‬ذات‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى؟‭ ‬والثانية‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬للإنتاج‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انقطاع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬التوطين‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد؟‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيود‭ ‬منها‭ ‬لوائح‭ ‬التصدير‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وارتباط‭ ‬تصدير‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بمسار‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬والثالثة‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬إيجاد‭ ‬إطار‭ ‬تكاملي‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬الجغرافية‭ ‬أو‭ ‬المؤسسية،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬وفي‭ ‬بؤرتها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬بها‭ ‬مزايا‭ ‬نسبية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمها‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬التكامل‭ ‬وليس‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬يصبح‭ ‬متطلباً‭ ‬أساسياً‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬حاصل‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬المتجاورة‭ ‬التي‭ ‬تربطها‭ ‬مصالح‭ ‬متنوعة‭ ‬ومصير‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬ملحاً‭ ‬وضرورياً‭.‬

إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتوظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬الدول‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬توازى‭ ‬معه‭ ‬اهتمام‭ ‬أكاديمي‭ ‬ملحوظ،‭ ‬ففي‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2021‭  ‬صدر‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬بلا‭ ‬آمر‭: ‬الأسلحة‭ ‬المسيرة‭ ‬ذاتياً‭ ‬ومستقبل‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬لمؤلفه‭ ‬بول‭ ‬شار،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬الجدل‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬بل‭ ‬أطراف‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وقدراتهم‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬رقماً‭ ‬صعباً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬مضامين‭ ‬بعض‭ ‬نظريات‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬مؤشرات‭ ‬قوة‭ ‬الدول،‭ ‬ومضامين‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬حمايتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سطوة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا