العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الكهف.. وتجليات الأسماء والصفات!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ١٣ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

تمثل‭ ‬سورة‭ ‬الكهف‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬قصيرة،‭ ‬منها‭: ‬قصة‭ ‬أهل‭ ‬الكهف‭ ‬الذين‭ ‬ضرب‭ ‬الله‭ (‬تعالى‭) ‬على‭ ‬آذانهم‭ ‬في‭ ‬الكهف‭ ‬سنين‭ ‬عددا،‭ ‬ومنها‭ ‬قصة‭ ‬صاحب‭ ‬الجنتين،‭ ‬ومنها‭ ‬قصة‭ ‬العبد‭ ‬الصالح،‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬عجائب،‭ ‬ومنها‭ ‬قصة‭ ‬الملك‭ ‬الصالح‭ ‬الذي‭ ‬طوف‭ ‬بالمشارق‭ ‬والمغارب،‭ ‬وأظهر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬معالم‭ ‬العدل‭ ‬والرحمة،‭ ‬ثم‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬السورة‭ ‬قصة‭ ‬أهل‭ ‬الكهف‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬السورة‭ ‬باسمهم،‭ ‬وشاع‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬العالمين‭ ‬بما‭ ‬تضمنته‭ ‬من‭ ‬معجزات،‭ ‬ومن‭ ‬أجوبة‭ ‬شافية‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬تبدو‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬وقبل‭ ‬التدبر‭ ‬أنها‭ ‬مخالفة‭ ‬للمنطق،‭ ‬والعقل‭ ‬الراشد‭.‬

لقد‭ ‬تضمنت‭ ‬قصة‭ ‬العبد‭ ‬الصالح،‭ ‬ونبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬وهي‭ ‬ثلاث‭ ‬أقصوصات‭: ‬قصة‭ ‬أصحاب‭ ‬السفينة،‭ ‬وقصة‭ ‬الغلام‭ ‬المقتول‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جناية‭ ‬ظاهرة‭ ‬أو‭ ‬معلومة،‭ ‬وقصة‭ ‬الجدار‭ ‬المتداعي‭ ‬الذي‭ ‬أعاد‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬مع‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬بناءه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يكلفهم‭ ‬أحد‭ ‬بذلك‭.‬

والقصص‭ ‬أو‭ ‬الأقصوصات‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬نزل‭ ‬الوحي‭ ‬المبارك‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الكهف‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬محمد‭(‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬وجميعها‭ -‬أي‭ ‬الأقصوصات‭ ‬الثلاث‭- ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬كل،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬بعض‭ ‬معالم‭ ‬القصص‭ ‬القرآني‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬عظمة‭ ‬البيان‭ ‬القرآني،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يقص‭ ‬القصص‭ ‬الحق،‭ ‬وهو‭ ‬سبحانه‭ ‬أصدق‭ ‬القائلين،‭ ‬ومن‭ ‬أصدق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬حديثا،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نقص‭ ‬عليك‭ ‬نبأهم‭ ‬بالحق‭ ‬إنهم‭ ‬فتية‭ ‬آمنوا‭ ‬بربهم‭ ‬وزدناهم‭ ‬هدى‭(‬13‭) ‬وربطنا‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬إذ‭ ‬قاموا‭ ‬فقالوا‭ ‬ربنا‭ ‬رب‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬لن‭ ‬ندعوا‭ ‬من‭ ‬دونه‭ ‬إلهًا‭ ‬لقد‭ ‬قلنا‭ ‬إذًا‭ ‬شططا‭(‬14‭)‬‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬الكهف‭.‬

لقد‭ ‬استبان‭ ‬في‭ ‬السورة‭ ‬المباركة‭ ‬بعض‭ ‬تجليات‭ ‬الأسماء‭ ‬والصفات،‭ ‬وأوضح‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الحكيم‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تعانقت‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬السورة،‭ ‬سواء‭ ‬قصة‭ ‬أهل‭ ‬الكهف،‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬صاحب‭ ‬الجنتين،‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬العبد‭ ‬الصالح،‭ ‬وما‭ ‬تفرع‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬أقصوصات،‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬الملك‭ ‬الصالح‭ (‬ذو‭ ‬القرنين‭) ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬مهام‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬العدل،‭ ‬وإرساء‭ ‬معالم‭ ‬الرحمة،‭ ‬والضرب‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الجناة‭ ‬بأيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭.‬

لقد‭ ‬تجلى‭ ‬اسم‭ ‬الله‭ ‬الحكيم،‭ ‬واسمه‭ (‬سبحانه‭) ‬الرحمن،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الأقصوصات‭ ‬الثلاث‭ ‬اللاتي‭ ‬تفرعن‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬مع‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬الذي‭ ‬وهبه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬علمًا‭ ‬لَدُّنيا‭ ‬استأثر‭ ‬به‭ ‬دون‭ ‬نبيه‭ ‬موسى‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬من‭ ‬أولي‭ ‬العزم‭ ‬من‭ ‬الرسل،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الرسل‭ ‬هم‭: ‬نوح،‭ ‬وإبراهيم،‭ ‬وموسى،‭ ‬وعيسى،‭ ‬ومحمد‭ (‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أزكى‭ ‬سلام‭ ‬وأعطر‭ ‬تحية‭) ‬ومع‭ ‬كون‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬من‭ ‬أولي‭ ‬العزم‭ ‬من‭ ‬الرسل‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬علم‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬فاق‭ ‬علم‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى،‭ ‬لأنه‭ ‬تميز‭ ‬عن‭ ‬المعارف‭ ‬البشرية،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬علمًا‭ ‬مكتسبًا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬فوجدنا‭ ‬عبدًا‭ ‬من‭ ‬عبادنا‭ ‬آتيناه‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬عندنا‭ ‬وعلمناه‭ ‬من‭ ‬لَدُنَّا‭ ‬علما‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬الكهف‭/ ‬65‭.‬

الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬كسبه‭ ‬هو،‭ ‬وليس‭ ‬مما‭ ‬يتم‭ ‬تحصيله‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عالم‭ ‬أو‭ ‬معلم،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬سبحانه،‭ ‬وهو‭ ‬عطاء‭ ‬رباني‭ ‬لم‭ ‬يشرك‭ ‬نبيه‭ ‬موسى‭ ‬فيه،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أولي‭ ‬العزم‭ ‬من‭ ‬الرسل‭ ‬الذين‭ ‬اختصهم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بمنزلة‭ ‬لم‭ ‬يبلغها‭ ‬الرسل‭ ‬الآخرون‭ ‬عليهم‭ ‬جميعًا‭ ‬صلوات‭ ‬من‭ ‬ربهم‭ ‬ورحمة‭.‬

واسم‭ ‬الرحمن‭ -‬وهو‭ ‬من‭ ‬أسماء‭ ‬الله‭ ‬الحسنى‭- ‬عند‭ ‬تدبر‭ ‬معناه‭ ‬سوف‭ ‬يظهر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬بعض‭ ‬تجلياته‭ ‬وهي‭: ‬أن‭ ‬خرق‭ ‬السفينة‭ ‬كان‭ ‬أولى‭ ‬وأنفع‭ ‬لأصحابها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬بلا‭ ‬خرق،‭ ‬وأن‭ ‬قتل‭ ‬الغلام‭ ‬فيه‭ ‬رحمة‭ ‬له‭ ‬ولوالديه‭ ‬المُؤْمِنَين،‭ ‬وأن‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الجدار‭ ‬المتداعي‭ ‬أكبر‭ ‬ضمان‭ ‬لحماية‭ ‬كنز‭ ‬الغلامين‭ ‬حتى‭ ‬يكبرا‭ ‬ويستخرجا‭ ‬كنزهما،‭ ‬وختم‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬الحكمة‭ ‬فيما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬يبدو‭ ‬عليها‭ ‬مخالفتها‭ ‬للمنطق‭ ‬وللعقل‭ ‬الراشد،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬أما‭ ‬السفينة‭ ‬فكانت‭ ‬لمساكين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬فأردت‭ ‬أن‭ ‬أعيبها‭ ‬وكان‭ ‬وراءهم‭ ‬ملك‭ ‬يأخذ‭ ‬كل‭ ‬سفينة‭ ‬غصبا‭(‬79‭) ‬وأما‭ ‬الغلام‭ ‬فكان‭ ‬أبواه‭ ‬مؤمنين‭ ‬فخشينا‭ ‬أن‭ ‬يرهقهما‭ ‬طغيانًا‭ ‬وكفرا‭(‬80‭) ‬فأردنا‭ ‬أن‭ ‬يبدلهما‭ ‬ربهما‭ ‬خيرًا‭ ‬منه‭ ‬زكاة‭ ‬وأقرب‭ ‬رحما‭(‬81‭) ‬وأما‭ ‬الجدار‭ ‬فكان‭ ‬لغلامين‭ ‬يتيمين‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬وكان‭ ‬تحته‭ ‬كنز‭ ‬لهما‭ ‬وكان‭ ‬أبوهما‭ ‬صالحًا‭ ‬فأراد‭ ‬ربك‭ ‬أن‭ ‬يبلغا‭ ‬أشدهما‭ ‬ويستخرجا‭ ‬كنزهما‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬ربك‭ ‬وما‭ ‬فعلته‭ ‬عن‭ ‬أمري‭ ‬ذلك‭ ‬تأويل‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تسطع‭ ‬عليه‭ ‬صبرا‭ (‬82‭)‬‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬الكهف‭.‬

عند‭ ‬التدبر‭ ‬والاعتبار‭ ‬يتجلى‭ ‬لنا‭ ‬عطاء‭ ‬أسماء‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وصفاته‭ ‬ليبدو‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عظمة‭ ‬العطاء،‭ ‬وجزيل‭ ‬الصبر‭ ‬على‭ ‬البلاء،‭ ‬وصدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭: ‬‮«‬كتب‭ ‬عليكم‭ ‬القتال‭ ‬وهو‭ ‬كره‭ ‬لكم‭ ‬وعسى‭ ‬أن‭ ‬تكرهوا‭ ‬شيئًا‭ ‬وهو‭ ‬خير‭ ‬لكم‭ ‬وعسى‭ ‬أن‭ ‬تحبوا‭ ‬شيئًا‭ ‬وهو‭ ‬شرٌ‭ ‬لكم‭ ‬والله‭ ‬يعلم‭ ‬وأنتم‭ ‬لا‭ ‬تعلمون‮»‬‭ ‬البقرة‭ / ‬216‭.‬

لقد‭ ‬اقترن‭ ‬اسم‭ ‬الله‭ ‬‮«‬الرحمن‮»‬‭ ‬باسمه‭ ‬‮«‬العليم‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬ماسة‭ ‬وأكيدة‭ ‬لهذا‭ ‬الاقتران‭ ‬لأن‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬هي‭ ‬صادمة‭ ‬للمنطق‭ ‬وللعقل‭ ‬الراشد،‭ ‬ولهذا‭ ‬قدم‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬الرحمة‭ ‬قبل‭ ‬العلم،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬فوجدا‭ ‬عبدًا‭ ‬من‭ ‬عبادنا‭ ‬آتيناه‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬عندنا‭ ‬وعلمناه‭ ‬من‭ ‬لدنا‭ ‬علمًا‮»‬‭ ‬الكهف‭ / ‬65‭.‬

ولنتأمل‭ ‬ونتدبر‭ ‬تقديم‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬الرحمة‭ ‬على‭ ‬العلم،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أسباباً‭ ‬لذلك‭ ‬سوف‭ ‬يتلبس‭ ‬بها‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬وتكون‭ ‬الرحمة‭ ‬من‭ ‬مبرراتها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬النص‭ ‬الواضح‭ ‬والجلي‭ ‬أن‭ ‬الرحمة‭ ‬والعلم‭ ‬لم‭ ‬ينالها‭ ‬العبد‭ ‬الصالح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وساطة‭ ‬بشرية‭ ‬يجوز‭ ‬عليها‭ ‬النقص‭ ‬والزيادة‭ ‬أي‭ ‬أنهما‭ ‬أعني‭ ‬الرحمة‭ ‬والعلم‭ ‬ثابتتان‭ ‬لا‭ ‬يلحقهما‭ ‬التبدل‭ ‬والتغير‭ ‬لأنهما‭ ‬عطاء‭ ‬إلهي‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬مباشرًا‭.‬

لقد‭ ‬تجلت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬الثلاث‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منهما‭ ‬هناك‭ ‬موقفان،‭ ‬الأول‭ ‬موقف‭ ‬العبد‭ ‬والثاني‭ ‬موقف‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬والعباد‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الدنيا‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الخيارين،‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬يؤمن‭ ‬العبد‭ ‬بحكمة‭ ‬الرحيم،‭ ‬الحكيم،‭ ‬العليم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬ظهور‭ ‬الحكمة‭ ‬المؤيدة‭ ‬لأحد‭ ‬هذين‭ ‬الخيارين‭ ‬ويكون‭ ‬عندها‭ ‬قد‭ ‬آمن‭ ‬بالحكمة‭ ‬ولَم‭ ‬يؤمن‭ ‬بالحكيم‭ ‬سبحانه‭. ‬ومن‭ ‬تجليات‭ ‬أسماء‭ ‬الله‭ ‬الحسنى،‭ ‬وصفاته‭ ‬العلا‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬السفينة‭ ‬لو‭ ‬أصروا‭ ‬على‭ ‬موقفهم‭ ‬لخسروا‭ ‬السفينة‭ ‬وهي‭ ‬مصدر‭ ‬رزقهم‭ ‬الوحيد،‭ ‬وأن‭ ‬الوالدين‭ ‬المُؤْمِنَينْ‭ ‬لو‭ ‬آثرا‭ ‬بقاء‭ ‬ولدهما‭ ‬حيًا‭ ‬حياة‭ ‬موقوتة‭ ‬لفقدوا‭ ‬ما‭ ‬أعد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لهما‭ ‬وللغلام‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬مكنون،‭ ‬وأن‭ ‬الغلامين‭ ‬اليتيمين‭ ‬لو‭ ‬اعترضا‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬الجدار‭ ‬المتداعي‭ ‬لخسرا‭ ‬كنزهما‭ ‬المخبوء‭.‬

وبعد،‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬سورة‭ ‬الكهف‭ ‬وبعض‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬غير‭ ‬ممنوع‭ ‬ولا‭ ‬مقطوع،‭ ‬فإن‭ ‬شئت‭ ‬فأقدم،‭ ‬وإن‭ ‬شئت‭ ‬فأحجم‭!‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا