العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

النجاح في متناول يدك إن رغبت

بقلم: بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٦ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

نختلف‭ ‬ويختلف‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬كلمة‭ (‬النجاح‭ ‬success‭) ‬وتفسيرها،‭ ‬فبعضنا‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يعني‭ ‬الترقي‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وبعضنا‭ ‬الآخر‭ ‬يجدها‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬مشروعه‭ ‬التجاري،‭ ‬والطالب‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬هو‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬الجامعة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية،‭ ‬والمريض‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بصحة‭ ‬جيدة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهكذا،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬كلام‭ ‬صحيح،‭ ‬فالنجاح‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬المراجع‭ ‬الإنسانية‭ ‬أنها‭ ‬تعني‭ (‬تحقيق‭ ‬هدف‭) ‬أو‭ ‬عدة‭ ‬أهداف،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬للمرء‭ ‬هدف‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تحقيقه‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬وبلوغ‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬النجاح‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭.‬

إذن‭ ‬النجاح‭ ‬بهذه‭ ‬البساطة‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬كل‭ ‬يد،‭ ‬ولكن‭ ‬طريقة‭ ‬تناوله‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬فبعض‭ ‬الأيادي‭ ‬تحتضن‭ ‬النجاح‭ ‬فتنميه‭ ‬وتطوره‭ ‬حتى‭ ‬يجني‭ ‬ثماره،‭ ‬وبعض‭ ‬الأيادي‭ ‬‭ ‬وللأسف‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬تستشعر‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬عندما‭ ‬يبلغ‭ ‬أياديهم،‭ ‬فتفرط‭ ‬فيه،‭ ‬ليفر‭ ‬النجاح‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أصابعهم‭ ‬كما‭ ‬تقفز‭ ‬قطرات‭ ‬الزئبق‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬مسكها،‭ ‬فيتبخر‭ ‬النجاح‭ ‬ويطير‭ ‬بعيدًا‭.‬

وعند‭ ‬هذا‭ ‬المستوى،‭ ‬قد‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الذهن‭ ‬سؤال‭: ‬حسنٌ،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أحقق‭ ‬النجاح؟‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬احتضن‭ ‬النجاح‭ ‬بين‭ ‬أحضاني‭ ‬ويدي؟

خطوات‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح

نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬إن‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭:‬

{‭ ‬تحديد‭ ‬الهدف‭: ‬إنّ‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬‭ ‬للنّجاح‭ ‬هو‭ ‬تحديد‭ ‬المُراد‭ ‬لإكمال‭ ‬الأمر‭ ‬بالشّكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬وعدم‭ ‬إنجاز‭ ‬الأمر‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائيّ،‭ ‬ولكن‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬النجاح‭. ‬

{‭ ‬كتابة‭ ‬الخطّة‭: ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬اعتاب‭ ‬مستوى‭ ‬تحديد‭ ‬الهدف،‭ ‬ولكنه‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬أو‭ ‬يراوح‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬وكتابة‭ ‬خطّته‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السير‭ ‬عليها،‭ ‬فالخطة‭ ‬تذكّر‭ ‬الشخص‭ ‬بما‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬أن‭ ‬يفعلها‭. ‬

{‭ ‬الخطة‭ ‬الزمنية‭ ‬وتحديد‭ ‬الموعد‭ ‬النّهائيّ‭: ‬إنّ‭ ‬تحديد‭ ‬الموعد‭ ‬النهائي‭ ‬للعمل‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬زمنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬يجبر‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بالأمور‭ ‬المترتّبة‭ ‬عليه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وضع‭ ‬مواعيد‭ ‬نهائيّة‭ ‬للخطط‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتهاء‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭. ‬

{‭ ‬تنظيم‭ ‬القائمة‭ ‬وتحديد‭ ‬الأولويات‭: ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تنظيم‭ ‬قائمة‭ ‬الأهداف‭ ‬بحسب‭ ‬الأولويّات‭ ‬لإنجاز‭ ‬الأمور‭ ‬المهمّة‭ ‬أولاً‭ ‬ثمّ‭ ‬إنجاز‭ ‬الأمور‭ ‬الأقل‭ ‬أهميّة‭. ‬

{‭ ‬اتّخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والسير‭ ‬على‭ ‬الطريق‭: ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬المرء‭ ‬بالسيّر‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطّة‭ ‬التي‭ ‬رسمها‭ ‬سابقًا،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إتمام‭ ‬المهام‭ ‬المكتوبة‭ ‬بالخطّة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭. ‬

{‭ ‬السير‭ ‬قدمًا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭: ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يشغل‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أيّام‭ ‬السنة‭ ‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬أو‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وطموحاته،‭ ‬وإلا‭ ‬فإنه‭ ‬يخلق‭ ‬فرصة‭ ‬للفراغ‭ ‬ليسيطر‭ ‬على‭ ‬حياته،‭ ‬فبذلك‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬إنجاز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬حياته‭.‬

وبعد‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬وبلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬اصنع‭ ‬لك‭ ‬هدفا‭ ‬آخر،‭ ‬لترتقي‭.‬

ولكن‭ ‬كثيرا‭ ‬منا‭ ‬يواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬والعوائق‭ ‬والمثبطات،‭ ‬وهذه‭ ‬المعوقات‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬داخلية‭ ‬وبعضها‭ ‬معوقات‭ ‬خارجية،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التغلب‭ ‬عليها؟

التغلب‭ ‬على‭ ‬المعوقات‭ ‬والصعوبات

وإن‭ ‬كان‭ ‬النجاح‭ ‬ممتعا‭ ‬ولذيذا،‭ ‬فإن‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬ناجح‭ ‬آلاما‭ ‬كبيرة،‭ ‬وإرهاقا‭ ‬بسبب‭ ‬ذلك‭ ‬العبء‭ ‬الكبير‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬عاتقه،‭ ‬وبسبب‭ ‬خوفه‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ما،‭ ‬لذلك‭ ‬‭ ‬عادة‭ ‬‭ ‬ما‭ ‬نرى‭ ‬الناجح‭ ‬تراوده‭ ‬هواجس‭ ‬الفشل‭ ‬تارة‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬هواجس‭ ‬اللامبالاة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬العربي،‭ ‬فمجتمعنا‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬الناجح‭ ‬وإنما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسخر‭ ‬منه‭ ‬ومما‭ ‬يقدم‭ ‬للمجتمع،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناجحين‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬بسبب‭ ‬الخوف،‭ ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬الخارجية‭ ‬أيضًا،‭ ‬ولكن‭ ‬الناجح‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬يحول‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المعوقات‭ ‬والصعوبات‭ ‬لتكون‭ ‬له‭ ‬وسيلة‭ ‬لتمهد‭ ‬الطريق‭ ‬أمامه‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬والنجاح،‭ ‬لنتعرف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبات‭ ‬ومنها‭: ‬

{‭ ‬التسويف‭ ‬والمماطلة‭: ‬إنّ‭ ‬تسويف‭ ‬وتأجيل‭ ‬الأعمال‭ ‬المهمة‭ ‬لوقت‭ ‬لاحق‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬مشكلة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬فالنّجاح‭ ‬دائمًا‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬المرء‭ ‬بأعماله‭ ‬وواجباته‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تسويف،‭ ‬فهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءةً‭ ‬وأفضل‭ ‬عملاً‭ ‬وأكثر‭ ‬نجاحًا‭. ‬

{‭ ‬التشتت‭: ‬بعض‭ ‬الناجحين‭ ‬يزهو‭ ‬بنجاحه،‭ ‬فينطلق،‭ ‬ولكنه‭ ‬‭ ‬للأسف‭ ‬‭ ‬يشغل‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى‭ ‬وتختلط‭ ‬لديه‭ ‬الأهداف،‭ ‬فيتشتت‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬عمل،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يبدد‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬دون‭ ‬نتائج‭ ‬تذكر،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنّ‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬واحد‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬فيه‭ ‬سيؤدي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬إخراج‭ ‬نتائج‭ ‬مُرضية‭ ‬وعمل‭ ‬مُتقن‭. ‬

{‭ ‬مقاومة‭ ‬التغيير‭ ‬والتطور‭: ‬إنّ‭ ‬العالم‭ ‬‭ ‬وخاصة‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬‭ ‬يتطور‭ ‬ويتغير‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬المرء‭ ‬مواكبًا‭ ‬لهذا‭ ‬التطور‭ ‬ومعاصرًا‭ ‬له‭ ‬فإنّه‭ ‬يحكم‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬بالفشل‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬فبغض‭ ‬النّظر‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬المرء‭ ‬إلّا‭ ‬أنّه‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتعلّم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد،‭ ‬فالنّاجحون‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يتعلمون‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الجديدة،‭ ‬ثم‭ ‬يتّخذون‭ ‬القرار‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قديم‭ ‬أفضل‭ ‬أم‭ ‬الجديد‭. ‬

{‭ ‬الانشغال‭ ‬ببعض‭ ‬الأمور‭ ‬عديمة‭ ‬الأهميّة‭: ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬فإن‭ ‬الترفيه‭ ‬والاستجمام‭ ‬مطلوبان،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬ديدن‭ ‬الناجح،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬الوقت‭ ‬ترفيها‭ ‬أو‭ ‬الانشغال‭ ‬بالهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الذكية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يفقد‭ ‬الناجح‭ ‬أهم‭ ‬أسلحته‭ ‬وهو‭ ‬الوقت،‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أنّ‭ ‬الأشخاص‭ ‬النّاجحين‭ ‬يوقفون‭ ‬خاصيّة‭ ‬الانشغالات‭ ‬أثناء‭ ‬عملهم‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتشتت‭ ‬تركيزهم‭ ‬ولا‭ ‬يسمحون‭ ‬لأنفسهم‭ ‬بالانشغال‭ ‬وتضييع‭ ‬الوقت‭. ‬

{‭ ‬السماح‭ ‬للآخرين‭ ‬بوضع‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬الخاص‭: ‬يتطلب‭ ‬النّجاح‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الشخص‭ ‬أولوياته‭ ‬ويرتبها‭ ‬بنفسه،‭ ‬فإنّ‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الفاشلين‭ ‬أنّهم‭ ‬يجعلون‭ ‬غيرهم‭ ‬يقومون‭ ‬بترتيب‭ ‬أولويّاتهم،‭ ‬فالنّاجح‭ ‬دائمًا‭ ‬يرفض‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حائلاً‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬القيام‭ ‬بأولويّاته،‭ ‬فالشخص‭ ‬النّاجح‭ ‬لا‭ ‬يخلق‭ ‬مكانًا‭ ‬للأمور‭ ‬الثّانويّة‭ ‬على‭ ‬أولويّاته،‭ ‬ولا‭ ‬يدع‭ ‬الأشخاص‭ ‬الآخرين‭ ‬يتحكمون‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬هواء‭ ‬رغباتهم‭. ‬

{‭ ‬بلوغ‭ ‬الكمال‭: ‬إنّ‭ ‬السعي‭ ‬للكمال‭ ‬يدفع‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬قيامهم‭ ‬بالعمل،‭ ‬لكنّ‭ ‬الأشخاص‭ ‬النّاجحين‭ ‬يدركون‭ ‬تمامًا‭ ‬أنّ‭ ‬النّجاح‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الفشل،‭ ‬بل‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬التّعلم‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬والوقوف‭ ‬بعد‭ ‬الفشل،‭ ‬وأن‭ ‬بلوغ‭ ‬الكمال‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المستحيلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بلوغها،‭ ‬لذلك‭ ‬يكتفي‭ ‬المرء‭ ‬بتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬حياته‭.‬

{‭ ‬التغلّب‭ ‬على‭ ‬الكسل‭: ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يستشعر‭ ‬الإنسان‭ ‬الكسل‭ ‬بالمتعة‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالحياة،‭ ‬ولكن‭ ‬بالكسل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بلوغ‭ ‬النجاح‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬المرء‭ ‬عبقريًا،‭ ‬لذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬التّغلب‭ ‬على‭ ‬الكسل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تصوّر‭ ‬النّتائج‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬بلوغها‭ ‬بالعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬الذي‭ ‬سيقوم‭ ‬به،‭ ‬والموقف‭ ‬الذي‭ ‬سيقف‭ ‬فيه‭ ‬بعد‭ ‬انجاز‭ ‬المهام‭ ‬بنجاح‭. ‬وربما‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الكسل‭ ‬وهم‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأهل‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬الكسل‭ ‬اللذيذ‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الإنسان،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬سيقولون‭ ‬لناجح‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬تتعب‭ ‬نفسك؟‭ ‬ماذا‭ ‬ستجني‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا؟‮»‬،‭ ‬هكذا‭ ‬بكل‭ ‬بساطة،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬للنجاح‭ ‬أي‭ ‬فائدة‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬تركهم‭ ‬والابتعاد‭ ‬عنهم،‭ ‬وإن‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬فالمجاملة‭ ‬مطلوبة‭ ‬ولكن‭ ‬الاستماع‭ ‬غير‭ ‬مطلوب‭. ‬

{‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬المحبطين‭: ‬أثناء‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬فإن‭ ‬المرء‭ ‬سيواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحبطين‭ ‬والمثبطين،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يستمع‭ ‬الناجح‭ ‬أو‭ ‬الراغب‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء،‭ ‬فمن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحبطين‭ ‬حاسدون،‭ ‬ومنهم‭ ‬كارهون،‭ ‬ومنهم‭ ‬أيضًا‭ ‬الفاشلون‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬النجاح‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬النجاح،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬فمنهم‭ ‬ناجحون‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يرغبون‭ ‬النجاح‭ ‬لغيرهم،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬الحذر‭.‬

{‭ ‬التّغلّب‭ ‬على‭ ‬الخوف‭: ‬يعرف‭ ‬الخوف‭ ‬أنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأنا‭ ‬الخلفية‭ ‬والخفية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نكرانها،‭ ‬ولكن‭ ‬يحتاج‭ ‬المرء‭ ‬للتّغلب‭ ‬على‭ ‬الخوف‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬أهدافه،‭ ‬والعمل‭ ‬بشغف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيقها،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬تقدير‭ ‬النّفس‭ ‬وتقدير‭ ‬الآراء‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬رفض‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬الشخص‭ ‬بعملها‭. ‬الخوف‭ ‬حقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬ألا‭ ‬يبالغ‭ ‬في‭ ‬الخوف‭.‬

{‭ ‬اقتناص‭ ‬الفرص‭: ‬عادة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬الفرصة‭ ‬للشخص‭ ‬بسهولة،‭ ‬وإنما‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬الفرص‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يراها‭ ‬الناجح‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يراها‭ ‬غيره،‭ ‬لذلك‭ ‬فعلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬النّاجحين‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الفرص‭ ‬لا‭ ‬انتظارها‭ ‬إذ‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬أبدًا،‭ ‬إذ‭ ‬إنّ‭ ‬النّاجحين‭ ‬يدركون‭ ‬أنّ‭ ‬الفرص‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭.‬

{‭ ‬وأخيرًا‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلاقي‭ ‬النجاح‭ ‬إن‭ ‬رغب‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكنه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يرغب‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يطير‭ ‬للراغبين‭ ‬فيه‭ ‬وليس‭ ‬للكسالى‭ ‬والمسوفين‭.‬

والآن،‭ ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أنك‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬صادفت‭ ‬النجاح‭ ‬ولم‭ ‬تجر‭ ‬خلفه،‭ ‬فإن‭ ‬كنت‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬اليوم‭ ‬أعقد‭ ‬الرغبة‭ ‬لبلوغ‭ ‬النجاح‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الفرصة‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭ ‬حاليًا،‭ ‬ولكنك‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬الفرق‭ ‬إن‭ ‬رغبت‭.‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا