العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

علاقة تركيا مع الغرب بين التوافق والصراع

بقلم: سنية الحسيني {

الخميس ٠٣ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

التقى‭ ‬الرئيسان‭ ‬التركي‭ ‬والأمريكي‭ ‬أردوجان‭ ‬وبايدن‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬قمة‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬ليتوانيا‭ ‬مؤخرا،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بوادر‭ ‬صفقة‭ ‬دشنت‭ ‬بين‭ ‬الرجلين،‭ ‬تظهر‭ ‬ملامحها‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬مسؤولي‭ ‬البلدين‭ ‬وتطور‭ ‬الأحداث‭. ‬وأعلن‭ ‬ينس‭ ‬ستولتنبرج،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ (‬الناتو‭)‬،‭ ‬عشية‭ ‬قمة‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬فيلنيوس،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬جولة‭ ‬مفاوضات‭ ‬خاطفة‭ ‬جمعته‭ ‬بأردوجان‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السويدي‭ ‬أولف‭ ‬كريسترسون،‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬وافق‭ ‬على‮ ‬قبول‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬إلى‭ ‬الحلف‭ ‬لتصبح‭ ‬العضو‭ ‬الثاني‭ ‬والثلاثين‭ ‬فيه،‭ ‬ولم‭ ‬يُخفِ‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬ذلك‭ ‬رغبته‭ ‬ودعم‭ ‬بلاده‭ ‬لانضمام‭ ‬السويد‭ ‬إلى‭  ‬الحلف‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تطور‭ ‬مهم‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬لتركيا‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬أنقرة،‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬رسمية‭ ‬للرجل‭ ‬للبلاد‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب،‭ ‬أكد‭ ‬خلالها‭ ‬أردوجان‭ ‬استحقاق‭ ‬أوكرانيا‭ ‬للعضوية‭ ‬في‭ ‬الحلف،‭ ‬وقام‭ ‬بتسليم‭ ‬خمسة‭ ‬قادة‭ ‬عسكريين‭ ‬أوكرانيين‭ ‬للرئيس‭ ‬الأوكراني،‭ ‬كانت‭ ‬تحتجزهم‭ ‬أنقره‭ ‬وفق‭ ‬صفقة‭ ‬تسليم‭ ‬أسرى‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬أبرمت‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بوساطتها،‭ ‬وتعهدت‭ ‬بموجبها،‭ ‬بالتحفظ‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬لحين‭ ‬انتهاء‭ ‬القتال‭. ‬

وبقيت‭ ‬المجر‭ ‬العضو‭ ‬الوحيد‭ ‬المتبقي‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أبدى‭ ‬قدرا‭ ‬من‭ ‬الممانعة‭ ‬تجاه‭ ‬طلب‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬اليه،‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬تركيا،‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬مجريين‭ ‬أكدوا‭ ‬أنهم‭ ‬سيقتدون‭ ‬بسلوك‭ ‬تركيا‭ ‬ولن‭ ‬يعرقلوا‭ ‬عملية‭ ‬انضمام‭ ‬السويد،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬موافقة‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الانضمام‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬موافقة‭ ‬أردوجان‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬بروتوكول‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬للناتو‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬التركي‭ ‬للتصديق‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬يمتلك‭ ‬تحالف‭ ‬أردوجان‭ ‬فيه‭ ‬الأغلبية،‭ ‬يمنح‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للمراوغة،‭ ‬لضمان‭ ‬إتمام‭ ‬تلك‭ ‬الصفقة‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬أنقرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أجواء‭ ‬الراحة‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬في‭ ‬فيلنيوس‭ ‬تؤكد‭ ‬ارتفاع‭ ‬فرص‭ ‬اكتمال‭ ‬الصفقة‭.‬

تقدمت‭ ‬السويد‭ ‬بطلب‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬تركيا‭ ‬والمجر‭ ‬ذلك،‭ ‬رغم‭ ‬تصديق‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬الـ29‭ ‬الآخرون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬وتميل‭ ‬تركيا‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬عضوية‭ ‬الناتو،‭ ‬الذي‭ ‬تمتلك‭ ‬فيه‭ ‬ورقة‭ ‬الفيتو،‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الحلف،‭ ‬لرفض‭ ‬عضوية‭ ‬أي‭ ‬مرشح‭ ‬جديد،‭ ‬ودعمت‭ ‬عضوية‭ ‬جورجيا‭ ‬وفنلندا‭ ‬ولا‭ ‬تمانع‭ ‬عضوية‭ ‬السويد،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬تضع‭ ‬شروطاً‭ ‬تتعلق‭ ‬بسياسات‭ ‬داخلية‭ ‬للسويد‭ ‬تجاه‭ ‬تركيا‭. ‬وسعت‭ ‬السويد‭ ‬لتلبية‭ ‬مطالب‭ ‬تركيا،‭ ‬فقد‭ ‬مررت‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وشددت‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬يحرضون‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ووافقت‭ ‬على‭ ‬تسليم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأتراك‭ ‬المتهمين‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬خصوصاً‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬العمل‭ ‬الكردستاني،‭ ‬وجماعة‭ ‬فتح‭ ‬الله‭ ‬جولن‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تركيا‭ ‬عشية‭ ‬قمة‭ ‬الأطلسي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬عبرت‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬مطالب‭ ‬وشروط‭ ‬أخرى‭ ‬لإتمام‭ ‬الصفقة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬صفقة‭ ‬للأسلحة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإعادة‭ ‬الحوار‭ ‬والمفاوضات‭ ‬لانضمامها‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

بعد‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬إعطاء‭ ‬أنقرة‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬للسويد‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الناتو،‭ ‬أكدت‭ ‬واشنطن‭ ‬توجهها‭ ‬لإرسال‭ ‬طائرات‭ ‬مقاتلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬إف‭ ‬16‭ ‬إلى‭ ‬تركيا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لضمها‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الطائرات،‭ ‬بعد‭ ‬التشاور‭ ‬مع‭ ‬الكونجرس‭ ‬الذي‭ ‬يعارض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضائه‭ ‬ذلك‭. ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ماثيو‭ ‬ميلر‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬لتطلعات‭ ‬تركيا‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وتواصل‭ ‬دعمها‭ ‬لذلك،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬استحسانها‭ ‬ربط‭ ‬ذلك‭ ‬بقضية‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬إلى‭ ‬الناتو‭. ‬ووعدت‭ ‬السويد‭ ‬بدعم‭ ‬الجهود‭ ‬لإحياء‭ ‬عملية‭ ‬انضمام‭ ‬تركيا‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬كما‭ ‬وافق‭ ‬مسؤولو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬مفاوضات‭ ‬عضوية‭ ‬أنقرة‭ ‬في‭ ‬التكتل‭ ‬الأوروبي‭. ‬وتوجهت‭ ‬تركيا‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬التكتل‭ ‬الأوروبي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طائل،‭ ‬فقدّمت‭ ‬ملف‭ ‬ترشّحها‭ ‬إلى‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1987،‭ ‬ونالت‭ ‬وضع‭ ‬دولة‭ ‬مرشحة‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬وأطلقت‭ ‬رسمياً‭ ‬مفاوضات‭ ‬العضوية‭ ‬مع‭ ‬التكتل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬وتوقفت‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬انتقاد‭ ‬حملة‭ ‬الحكومة‭ ‬التركية‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الانقلاب‭ ‬العسكري‭ ‬الفاشل‭.‬

وكل‭ ‬هذا‭ ‬يجري‭ ‬بعد‭ ‬تخطي‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬يومها‭ ‬الـ500،‭ ‬وتعثر‭ ‬الهجوم‭ ‬الاوكراني‭ ‬المضاد‭ ‬مؤخراً،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عقّد‭ ‬مجريات‭ ‬الحرب‭ ‬لصالح‭ ‬الغرب،‭ ‬وعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬القوات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬أي‭ ‬مكاسب،‭ ‬وغرقها‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬حقول‭ ‬الألغام‭ ‬الروسية،‭ ‬واستمرار‭ ‬نجاح‭ ‬موسكو‭ ‬فـي‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حرب‭ ‬استنزاف‭ ‬متعددة‭ ‬الأوجه،‭ ‬وتحمل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬كلفتها‭ ‬المادية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬إشارات‭ ‬لانتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬قريبا‭.‬

وتعود‭ ‬أهمية‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬إلى‭ ‬الناتو‭ ‬لدورها‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬الدفاعي‭ ‬الشمالي‭ ‬الشرقي‭ ‬للقارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬ومنطقة‭ ‬بحر‭ ‬البلطيق‭. ‬فرغم‭ ‬انضمام‭ ‬فنلندا‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬إلى‭ ‬الحلف،‭ ‬فإن‭ ‬ترابط‭ ‬موقع‭ ‬البلدين‭ ‬يعزز‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬الجناح‭ ‬الشرقي‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬وسط‭ ‬أوروبا،‭ ‬ويجعل‭ ‬بحر‭ ‬البلطيق‭ ‬بحيرة‭ ‬للناتو‭. ‬وعكست‭ ‬تصريحات‭ ‬الرئيس‭ ‬الفنلندي‭ ‬سولي‭ ‬نينيستو‭ ‬أهمية‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬إلى‭ ‬الحلف‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬إن‭ ‬عضوية‭ ‬فنلندا‭ ‬في‭ (‬الناتو‭) ‬ليست‭ ‬كاملة‭ ‬بدون‭ ‬السويد‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإقرار‭ ‬بأهمية‭ ‬تركيا‭ ‬‮«‬الجيواستراتيجية‮»‬‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬وللأمن‭ ‬الأوروبي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دورها‭ ‬الوسيط‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬والغرب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خافياً‭. ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬يفسر‭ ‬أهمية‭ ‬تركيا‭ ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬الدائرة‭ ‬بشأن‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬إلى‭ ‬الناتو،‭ ‬وفرص‭ ‬القبول‭ ‬بشروط‭ ‬تركيا‭ ‬غربيا‭.‬

وسمحت‭ ‬علاقات‭ ‬تركيا‭ ‬القوية‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬بلعب‭ ‬دور‭ ‬الوسيط،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬المعقدة،‭ ‬رغم‭ ‬تعقد‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬قبل‭ ‬اندلاعها‭. ‬

فتوصلت‭ ‬تركيا‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬يسمح‭ ‬بتصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬والذي‭ ‬رفع‭ ‬الحصار‭ ‬الروسي‭ ‬عن‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية‭. ‬وأعلنت‭ ‬موسكو‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬مؤخرا،‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬الوفاء‭ ‬بمطالبها،‭ ‬بينما‭ ‬يواصل‭ ‬أردوجان‭ ‬مساعيه‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬لتمديد‭ ‬الاتفاق‭. ‬ويتطلع‭ ‬زيلينسكي‭ ‬إلى‭ ‬تمديد‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬لبلاده‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المال،‭ ‬وهذا‭ ‬رغم‭ ‬مواقف‭ ‬تركيا‭ ‬المتناقضة‭ ‬بانسجامها‭ ‬مع‭ ‬طرفي‭ ‬الصراع،‭ ‬فبينما‭ ‬يرى‭ ‬أردوجان‭ ‬أن‭ ‬لكييف‭ ‬الحق‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الناتو،‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬كخطوة‭ ‬استباقية‭ ‬لمنعها،‭ ‬ويستنكر‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬ويتعاون‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيّرة،‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬تركيا‭ ‬بتطبيق‭ ‬الحظر‭ ‬على‭ ‬روسيا،‭ ‬وتشكل‭ ‬قناة‭ ‬اقتصادية‭ ‬حيوية‭ ‬لروسيا،‭ ‬وتؤمّن‭ ‬احتياجات‭ ‬موسكو‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬خصوصاً‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتسمح‭ ‬بوجود‭ ‬السفن‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬موانئها،‭ ‬كما‭ ‬تتواصل‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬وروابط‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ارتباط‭ ‬أنقرة‭ ‬بسوق‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭. ‬وسمحت‭ ‬موسكو‭ ‬لأنقرة‭ ‬بتأجيل‭ ‬سداد‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬فاتورة‭ ‬استيراد‭ ‬الغاز‭ ‬خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬التركية،‭ ‬ما‭ ‬خفف‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التركي‭. ‬وتأتي‭ ‬تأكيدات‭ ‬أردوجان‭ ‬باتخاذ‭ ‬بلاده‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬بوعي،‭ ‬وعدم‭ ‬نيته‭ ‬السماح‭ ‬بتدهور‭ ‬علاقة‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مساعيه‭ ‬لتحسين‭ ‬علاقات‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬الغرب،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬ضروريا‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجاتها‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القائمة‭.‬

‮ ‬{‭ ‬باحثة‭ ‬وكاتبة‭ ‬فلسطينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا