العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دعوة «نتنياهو» إلى زيارة واشنطن.. وازدواجية المعايير الأمريكية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٠١ أغسطس ٢٠٢٣ - 21:52

طوال‭ ‬الحملة‭ ‬المتصاعدة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬العنيفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوطنين،‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭ ‬للمدنيين‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬والهجوم‭ ‬العسكري‭ ‬الشامل‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬جنين‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬يوليو؛‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬مجتمعة‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬حتى‭ ‬الآن؛‭ ‬فشلت‭ ‬‮«‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تحميل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬وحكومته‭ ‬المسؤولية‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬وفعال‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وممتلكاتهم‭.‬

وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ركز‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬وتصريحاتهم‭ ‬على‭ ‬دعمهم‭ ‬لأمن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬‮«‬حقها‭  ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬شعبها‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬تدعم‭ ‬بقوة‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توقيع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬اتفاقات‭ ‬التطبيع‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬آرون‭ ‬ميللر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬إنجازا‭ ‬كبيرا‮»‬،‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فيما‭ ‬يجلب‭ ‬مكاسب‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ونتنياهو‭ ‬شخصًا‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الصارخة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬أكد‭ ‬المعلقون‭ ‬الغربيون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬انقسامات‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«إسرائيل‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬عودة‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ماكس‭ ‬بوت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬ألحق‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬ضررًا‭ ‬دائمًا‭ ‬بالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولته‭ ‬تمرير‭ ‬تعديلات‭ ‬مناهضة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬القضاء‭ ‬ببلاده‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬كيفن‭ ‬ليبتاك‮»‬،‭ ‬و«هاداس‭ ‬جولد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬أثارت‭ ‬‮«‬خلافًا‭ ‬دبلوماسيًا‭ ‬محتدمًا‮»‬‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تردد‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارة‭ ‬رسمية‭ ‬لواشنطن‭ -‬وهي‭ ‬أمر‭ ‬مشترك‭ ‬يُقدمه‭ ‬تقليديًا‭ ‬شاغلو‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لقادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الجدد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُدلل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬قد‭ ‬أضحت‭ ‬‮«‬متوترة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كرر‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬علنًا‭ ‬دعمهم‭ ‬القوي‭ ‬لاحتياجات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الدفاعية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تغيير‭. ‬وكتبت‭ ‬‮«‬لورا‭ ‬كيلي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هيل‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تحفظ‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬زيارة‭ ‬رسمية‭ ‬لنتنياهو‭ ‬لمدة‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬منصبه،‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ازدراء‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬واشنطن‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ميللر‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬واجه‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬صديقه‭ ‬الحميم‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬قد‭ ‬‮«‬خضع‭ ‬لتغيير‭ ‬وتحول‭ ‬من‭ ‬شريك‭ ‬صعب،‭ ‬إلى‭ ‬سياسي‭ ‬يائس‭ ‬جاهز‭ ‬للمخاطرة‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬وسط‭ ‬انتقادات‭ ‬النواب‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬بشأن‭ ‬رفض‭ ‬توجيه‭ ‬الرئيس‭ ‬دعوة‭ ‬رسمية‭ ‬لنتنياهو‭ ‬لزيارة‭ ‬واشنطن،‭ ‬تحول‭ ‬عقد‭ ‬لقاء‭ ‬محتمل‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬حتمي‮»‬‭. ‬

وعليه،‭ ‬وبمناسبة‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬إسحاق‭ ‬هرتسوغ‮»‬،‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬لتأسيس‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬وجه‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬دعوة‭ ‬رسمية‭ ‬لنتنياهو‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭. ‬وصرح‭ ‬‮«‬جون‭ ‬كيربي‮»‬،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬هو‭ ‬المناسب‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثة‭ ‬شخصية‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬الوقت‭ ‬والمكان‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬ميلر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬تأكيد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أوضح‭ ‬دليل‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬انزعاج‮»‬،‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬وأفعال‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وأن‭ ‬الدعوة‭ ‬بمثابة‭ ‬فرصة‭ ‬لنتنياهو‭. ‬فيما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬كريس‭ ‬ماكريال‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدعوة‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تجاهله؛‭ ‬بسبب‭ ‬محاولات‭ ‬‮«‬ضم‭ ‬حكومته‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬والانتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬كيف‭ ‬توفر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الحماية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتتغاضى‭ ‬عمدا‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬يُظهر‭ ‬كذلك‭ ‬ازدواجية‭ ‬معايير‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬وافتقارها‭ ‬للمساءلة،‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬وجه‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والكنيست‭ ‬تعديلات‭ ‬داخلية‭ ‬مُناهضة‭ ‬للديمقراطية؛‭ ‬والتي‭ ‬تعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬استشهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بالاضطرابات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬الجماهيرية‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬الإصلاحات‭ ‬المقترحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نتنياهو،‭ ‬لاستبعاد‭ ‬دعوته‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الخطط،‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬الواسعة‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬اقتصرت‭ ‬انتقادات‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حث‭ ‬نظيره‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬التعديلات،‭ ‬والسعي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إلى‭ ‬حشد‭ ‬‮«‬أوسع‭ ‬إجماع‭ ‬ممكن‮»‬‭.‬

وعندما‭ ‬يقترن‭ ‬تصنيف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬لبعض‭ ‬المشرعين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬متطرفون‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬إبدائه‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬سيتحرك‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬الاعتدال»؛‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬النفوذ‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬الوسائل‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الداعم‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والعسكري،‭ ‬والجيوسياسي‭ ‬الأساسي‭ ‬لها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إخفاق‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬انقسامات‭ ‬داخل‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ماكغريل‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬تقاعسها‭ ‬عن‭ ‬إصلاحات‭ ‬إسرائيل‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬قاطع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬خطاب‭ ‬‮«‬هرتسوج‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬اجتماع‭ ‬مشترك‭ ‬للكونجرس،‭ ‬مع‭ ‬تعليق‭ ‬النائبة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬‮«‬كوري‭ ‬بوش‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُمنح‭ ‬منبرًا؛‭ ‬كون‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬وانتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬المقترحة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬إجراء‭ ‬مماثل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشرعين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الرافضين‭ ‬للسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تبقى‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬بدون‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬حازم‭ ‬وجدي‭ ‬وأخلاقي‭ ‬وحقوقي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وحلفائها،‭ ‬ستتواصل‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬وضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬مع‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬غربية‭ ‬‮«‬محدودة‮»‬،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬حث‭ ‬حليفهم‭ ‬على‭ ‬التحلي‭ ‬بالحذر‭ ‬وضبط‭ ‬النفس،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬عواقب‭ ‬تردع‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬ولاحظت‭ ‬‮«‬زها‭ ‬حسن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬‮«‬غير‭ ‬راغبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أظهرت‭ ‬حكومتهم‭ ‬نيتها‭ ‬تجاه‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تشككها‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لواشنطن‭ ‬مصلحة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بـ«الاستقرار‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬أجندته‭ ‬‮«‬محدودة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬‮«‬إفساد‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬كيلي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحدث‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬لبايدن‭ ‬ونتنياهو،‭ ‬تركزت‭ ‬حول‭ ‬‮«‬كبح‭ ‬التهديدات‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬والتوسط‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجيرانها‭ ‬العرب؛‭ ‬فقد‭ ‬ظهر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬في‭ ‬الأولويات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أثارت‭ ‬آلية‭ ‬تطبيق‭ ‬أهداف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المعلنة،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬الوطني،‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬دعوات‭ ‬المراقبين‭ ‬لحث‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ودعا‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬بن‭ ‬عامي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬جي‭ ‬ستريت‮»‬،‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬لوضع‭ ‬شروط‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بشأن‭ ‬استخدامها‭ ‬الأسلحة‭ ‬أمريكية‭ ‬الصنع‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ -‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تقديمها‭ ‬دعمًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬لها‭ ‬قدره‭ ‬3,8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭- ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬إرشادات‭ ‬وقيود‭ ‬واضحة‮»‬،‭ ‬يضعها‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬

وفي‭ ‬التعليق‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬لنتنياهو‭ ‬لزيارة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬العديد‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬كيف‭ ‬تراجع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬الضغوط‭ ‬الداخلية،‭ ‬وفشل‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬شير‮»‬،‭ ‬و«باتريك‭ ‬كينجسلي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الدعوة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬تفسيرها‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تخلٍ‭ ‬من‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬اعتراضاته‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬توقيتها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تصاعد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وإحياء‭ ‬الجهود‭ ‬لدفع‭ ‬التعديلات‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية؛‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬موافقة‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬‭.‬

وبالمثل،‭ ‬فإن‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬ميللر‮»‬،‭ ‬الوضع‭ ‬بـ‮«‬غير‭ ‬المرغوب‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التوقعات‭ ‬بأن‭ ‬تتحلى‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬‮«‬بالصرامة‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬تقوضها‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬مشغول‭ ‬خارجيا‭ ‬بإدارة‭ ‬استجابة‭ ‬الغرب‭ ‬لحرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وداخليا‭ ‬بالاستعداد‭ ‬لحملة‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬هي‭ ‬حجة‭ ‬غير‭ ‬مقنعة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬أعرب‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬دعمه‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬كيربي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التزام‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬بالأمن‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيه‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬‮«‬توضيح‭ ‬ذلك،‭ ‬وإثباته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬تسنح‭ ‬لها‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يجب‭ ‬تفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭-‬الإسرائيلية‭ ‬الراسخة،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يواجهه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬ضم‭ ‬أراضيهم‭ ‬عبر‭ ‬التوسعات‭ ‬الاستيطانية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ميللر‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬ستبقى‭ ‬علاقة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬و«واشنطن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬المحك»؛‭ ‬فإنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬متطرفة‭ ‬تقدم‭ ‬دعمًا‭ ‬مباشرا‭ ‬للعنف‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه‭ ‬المستوطنون،‭ ‬وتدفع‭ ‬بنشاط‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتهويد‭ ‬الأراضي،‭ ‬وتهجير‭ ‬السكان،‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رد‭ ‬أمريكي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات؛‭ ‬فإن‭ ‬الآفاق‭ ‬الأمنية‭ ‬المستقبلية،‭ ‬تبدو‭ ‬أسوأ‭ ‬بكثير‭ ‬وأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬لاستتباب‭ ‬الأمن‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬

ومع‭ ‬تقدير‭ ‬المحللين‭ ‬والمراقبين‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬سيكون‭ ‬العام‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬‮«‬أمريكا‮»‬،‭ ‬و«إسرائيل‮»‬،‭ ‬تتضاءل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬جراء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬رفضت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬التدخل‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬إصدار‭ ‬إدانة‭ ‬من‭ ‬نمط‭ ‬الإدانات‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬لروسيا‭ ‬جراء‭ ‬عمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬الواضحة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا