العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في أحوال سوق النفط العالمية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

شهدت‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تراجعًا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬حيث‭ ‬سجل‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬74,90‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وغرب‭ ‬تكساس‭ ‬70,34‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وأوبك‭ ‬74,2‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يونيو2023،‭ ‬وهي‭ ‬الأسعار‭ ‬الأقل‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬فيما‭ ‬يعزى‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬نتيجة‭ ‬الرفع‭ ‬المستمر‭ ‬لأسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بنك‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وهو‭ ‬الاتجاه‭ ‬الذي‭ ‬سار‭ ‬عليه‭ ‬بنك‭ ‬إنجلترا،‭ ‬وكذلك‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬حيازة‭ ‬الأصول‭ ‬المالية‭ ‬المقومة‭ ‬بهذه‭ ‬العملات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬أكثر‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬أصول‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬الاستهلاك‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يعزى‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬انتعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية،‭ ‬برغم‭ ‬إنهاء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصارمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬كوفيد19،‭ ‬وبرغم‭ ‬إقبال‭ ‬‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬الرئيسية‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬شهور،‭ ‬وخفض‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬لأجل‭ ‬عام،‭ ‬و5‭ ‬أعوام،‭ ‬لحفز‭ ‬قطاعي‭ ‬التجزئة‭ ‬والتصنيع،‭ ‬وإكسابهما‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة‭ ‬للنمو؛‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحفيز‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كافيًا‭ ‬لعودة‭ ‬الطلب‭ ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهده،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬أكبر‭ ‬مستورد‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬مخزونات‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬المشترية‭ ‬الكبرى‭ ‬له،‭ ‬كالصين‭ ‬والهند،‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬القوية‭ ‬الأخرى‭ ‬لانخفاض‭ ‬طلب‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬عليه‭.‬

ووفقا‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬لدى‭ ‬اجتماع‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬اعتزامها‭ ‬خفض‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي‭ ‬بمقدار‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬يوليو،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬خفض‭ ‬تقرره‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬أشمل‭ ‬للمجموعة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬المعروض‭ ‬لدعم‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أنها‭ ‬توفر‭ ‬نحو‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬معروض‭ ‬النفط‭ ‬العالمي‭. ‬وكان‭ ‬وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬صرح‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬تقييم‭ ‬القدرات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بنهاية‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬جهات‭ ‬مستقلة‭ ‬لأخذ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬عند‭ ‬تحديد‭ ‬مستويات‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬2025‭.‬

ونتيجة‭ ‬لتراجع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬الروسية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إيرادات‭ ‬الميزانية‭ ‬الاتحادية‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬بنسبة‭ ‬36%‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمثيلتها‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬و12%‭ ‬عن‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬تمثل‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتمويل‭ ‬الميزانية؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية‭ ‬المرتفع‭ ‬بالفعل‭. ‬وكانت‭ ‬إيرادات‭ ‬الميزانية‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬مبيعات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مايو‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وبحسب‭ ‬توقعات‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬نقطة‭ ‬التعادل‭ ‬لأسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023؛‭ ‬هي‭ (‬66,8‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬و65,8‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬و57,8‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬و49,9‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬و75‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬أي‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬ظلت‭ ‬الأسعار‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬دون‭ ‬انخفاض‭ ‬آخر،‭ ‬فستكون‭ ‬ميزانيات‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬وقطر‭ ‬والكويت‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬

وبجانب‭ ‬الأسباب‭ ‬الموضوعية‭ ‬لانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ -‬التي‭ ‬ذكرنا‭ ‬بعضها‭- ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقوة‭ ‬الدولار‭ ‬واليورو‭ ‬والإسترليني،‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاعات‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬وارتفاع‭ ‬المخزونات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والمخزونات‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬المستوردة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬وهشاشة‭ ‬الطلب‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي؛‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تداعيات‭ ‬أخرى‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬انهيار‭ ‬بعض‭ ‬البنوك‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتراجع‭ ‬أسهم‭ ‬مصرف‭ ‬‮«‬كريدي‭ ‬سويس‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬حاد،‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬تأمين‭ ‬سنداته‭ ‬ضد‭ ‬مخاطر‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬السداد،‭ ‬ثم‭ ‬أزمة‭ ‬سقف‭ ‬الدين‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وما‭ ‬مثلته‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬تعثر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬ديونها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تجاوز‭ ‬حد‭ ‬الدين‭ ‬32‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬مثلت‭ ‬المشتريات‭ ‬الضخمة‭ ‬للصين‭ ‬والهند‭ -‬أكبر‭ ‬مستوردي‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬العالم‭- ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬الواقع‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية،‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬لانخفاض‭ ‬أسعاره،‭ ‬حيث‭ ‬لامست‭ ‬هذه‭ ‬المشتريات‭ ‬مستوى‭ ‬مرتفع‭ ‬قياسيًا،‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬49,2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬للصين،‭ ‬و66,7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬للهند،‭ ‬بزيادة‭ ‬10%‭ ‬عن‭ ‬أبريل،‭ ‬وذلك‭ ‬لرخص‭ ‬أسعاره،‭ ‬وانخفاض‭ ‬تكاليف‭ ‬شحنه،‭ ‬وذلك‭ ‬برغم‭ ‬التحذيرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬الالتفاف‭ ‬على‭ ‬سقف‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭. ‬وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬كانت‭ ‬زيادة‭ ‬هذه‭ ‬المشتريات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مشترياتهما‭ ‬من‭ ‬نفط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التحليل،‭ ‬سعت‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬استثمار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بشرائها‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬الرخيص،‭ ‬ثم‭ ‬تكريره،‭ ‬وإعادة‭ ‬بيعه‭ ‬لأوروبا،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬منسق‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬يصرح‭ ‬بأن‭ ‬التكتل‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬المصافي‭ ‬الهندية‭ ‬تشتري‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي،‭ ‬ثم‭ ‬تقوم‭ ‬بتحويله‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭ ‬تبيعه‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬مطالبا‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بالتحرك‭ ‬لوقف‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬أن‭ ‬عقوباتهم‭ ‬قد‭ ‬تستهدف‭ ‬مشتري‭ ‬الوقود‭ ‬المكرر‭ ‬الهندي،‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬مشتق‭ ‬من‭ ‬الخام‭ ‬الروسي‭. ‬وبسبب‭ ‬ضخامة‭ ‬مشتريات‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي،‭ ‬فإنه‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬الشركاء‭ ‬التجاريين‭ ‬الخمسة‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لها،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬38‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬مشابه،‭ ‬فإنه‭ ‬برغم‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬متجاوزة‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬حيث‭ ‬صدرت‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬190‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وصدرت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬83‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬صادرت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬السفينة‭ ‬‮«‬سوبر‭ ‬رجان‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬نفطًا‭ ‬إيرانيًا‭ ‬مهربًا‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وإلى‭ ‬ذلك‭ ‬طالب‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬مصافي‭ ‬التكرير‭ ‬والموانئ‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني،‭ ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصادرات‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬الصين،‭ ‬وسوريا،‭ ‬وفنزويلا،‭ ‬وكما‭ ‬تلتف‭ ‬‮«‬طهران‮»‬‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬نفطها،‭ ‬فكذلك‭ ‬تفعل‭ ‬فنزويلا‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬الموضوعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأساسيات‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬وطلب،‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وإنما‭ ‬تعد‭ ‬المضاربة‭ ‬‮«‬سببًا‭ ‬رئيسيًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭. ‬وتشير‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كمية‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬المستقبليات‭ ‬تمثل‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬أضعاف‭ ‬الإنتاج‭ ‬اليومي‭ ‬الفعلي،‭ ‬وتشير‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صافي‭ ‬هذه‭ ‬المعاملات،‭ ‬ربما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬الإنتاج‭ ‬اليومي،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬فإن‭ ‬أسواق‭ ‬المستقبليات‭ ‬تتناول‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬عالية‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬يدفعها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬النفط‭ ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬شحنة‭ ‬نفط‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬فإننا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬العقود‭ ‬المتداولة‭ ‬يفوق‭ ‬أضعاف‭ ‬الكميات‭ ‬المتبادلة‭ ‬فعليًا،‭ ‬وكل‭ ‬تداول‭ ‬جديد‭ ‬يضيف‭ ‬أو‭ ‬يخفض‭ ‬دولارات‭ ‬إضافية،‭ ‬حسب‭ ‬نسبة‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬البرميل‭ ‬الورقي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬البرميل‭ ‬الفوري‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬صفقات‭ ‬البيع‭ ‬التقليدية،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬المضاربة‮»‬،‭ ‬عاملاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وتنوعت‭ ‬الجهات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬وتوسعت‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وشملت‭ ‬شركات‭ ‬ومصارف‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬وأفرادا‭. ‬ونشط‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬الآجلة،‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬عقود‭ ‬النفط‭ ‬الآجلة‭ ‬إنها‭ ‬تباع‭ ‬وتشترى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مستقبلي‭ ‬محدد‭ ‬سلفًا،‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬أداة‭ ‬ملكية‭ ‬كالأسهم،‭ ‬ولا‭ ‬يتداول‭ ‬المستثمر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬سلعة‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬يشتري‭ ‬نفطا‭ ‬خاما،‭ ‬إنما‭ ‬يقوم‭ ‬بعمليات‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬العقود‭ ‬بشكل‭ ‬مخطط‭ ‬لها‭ ‬بهدف‭ ‬المضاربة‭.‬

وتحقيقا‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬تكونت‭ ‬صناديق‭ ‬للمضاربة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬تبني‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التوقعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للأسعار،‭ ‬وهذه‭ ‬التوقعات‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والمناخية‭ ‬الكلية‭. ‬وعندما‭ ‬تشير‭ ‬هذه‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬يبدأ‭ ‬المضاربون‭ ‬في‭ ‬الشراء،‭ ‬فترتفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬وعندما‭ ‬تنعكس‭ ‬تلك‭ ‬التوقعات‭ ‬تبدأ‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬النفط،‭ ‬فتنخفض‭ ‬أسعاره‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬نطاق‭ ‬التقلبات‭ ‬السعرية‭ ‬للنفط‭ ‬بفعل‭ ‬اتجاهات‭ ‬المضاربة،‭ ‬وقد‭ ‬غدت‭ ‬السوق‭ ‬الورقية‭ ‬أو‭ ‬المستقبلية‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأسواق‭ ‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭ ‬تسعير‭ ‬النفط،‭ ‬وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬المستقبلية‭ ‬قصيرة‭ ‬وطويلة‭ ‬الآجل‭.‬

ولما‭ ‬كانت‭ ‬عمليات‭ ‬المضاربة‭ ‬تتجه‭ ‬بالأسعار‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬أكبر،‭ ‬جاء‭ ‬القرار‭ ‬السعودي‭ ‬بالخفض‭ ‬الطوعي‭ ‬للإنتاج‭ ‬بمقدار‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يوليو،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬تجديده،‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بانخفاض‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬أو‭ ‬بالأسعار،‭ ‬بل‭ ‬يتعلق‭ ‬بإحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬النفط،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تركها‭ ‬للمضاربين‭. ‬والغرض‭ ‬من‭ ‬التخفيض‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الأولى،‭ ‬ثم‭ ‬انخفاضها‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬التالية،‭ ‬نتيجة‭ ‬قيام‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬مخزون‭ ‬كبير‭ ‬بالبيع‭ ‬بالأسعار‭ ‬المرتفعة،‭ ‬ثم‭ ‬قيامهم‭ ‬بإعادة‭ ‬تكوين‭ ‬المخزون‭ ‬بالأسعار‭ ‬المنخفضة،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يؤت‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬ثماره‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬يوليو،‭ ‬أو‭ ‬منتصفه‭ ‬تعلن‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬التخفيض‭ ‬لشهر‭ ‬أغسطس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬التأثير‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬التخزين،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬يلعب‭ ‬المضاربون‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬موظفين‭ ‬لذلك‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬في‭ ‬اجتماعها‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬قد‭ ‬قررت‭ ‬مواصلة‭ ‬تخفيض‭ ‬الإنتاج‭ ‬اليومي‭ ‬لمواجهة‭ ‬استمرار‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬أساسيات‭ ‬السوق،‭ ‬أنها‭ ‬تنزل‭ ‬بمستوى‭ ‬العرض‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬الطلب،‭ ‬فيما‭ ‬تخفض‭ ‬السعودية‭ ‬إنتاجها‭ ‬اليومي‭ ‬بمقدار‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬بحلول‭ ‬يوليو‭. ‬وكانت‭ ‬المجموعة‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تخفيض‭ ‬الإنتاج‭ ‬اليومي‭ ‬بنحو‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬بحلول‭ ‬2024،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬لقرارها‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬لجهة‭ ‬توليها‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬إجمالي‭ ‬المعروض‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬سريع‭ ‬للأسعار‭ ‬بسبب‭ ‬وفرة‭ ‬المعروض‭. ‬وبحسب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الروسي‭ ‬أليكسندر‭ ‬لوزاك،‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬التخفيض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التحالف‭ ‬النفطي‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬3‭.‬66‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬فيما‭ ‬خلصت‭ ‬المناقشات‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬اتفاق‭ ‬التخفيض‭ ‬وتمديده‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬دولارا‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وحتى‭ ‬يمكنها‭ ‬استغلال‭ ‬العائدات‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعاتها‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬تتكلف‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬حين‭ ‬يبدأ‭ ‬هذا‭ ‬التخفيض‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬آثاره‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وتبدأ‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مخزون‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬السعر‭ ‬المرتفع؛‭ ‬أن‭ ‬يميل‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار،‭ ‬انتظارا‭ ‬لتعافي‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الكبرى،‭ ‬وخروج‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أزماته‭ ‬المتواكبة،‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬التباطؤ‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬

لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬القرار‭ ‬السعودي‭ ‬يتعلق‭ ‬بمن‭ ‬بيده‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬اتجاهات‭ ‬السوق،‭ ‬وأساسياته‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬وطلب،‭ ‬أما‭ ‬المضاربة‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬تستفحل‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تقلبات‭ ‬أسعار‭ ‬العملات‭ ‬والسلع‭ ‬وليس‭ ‬النفط‭ ‬فقط،‭ ‬فإن‭ ‬تكلفتها‭ ‬يدفعها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬والمستهلك،‭ ‬وتخلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬آخرها‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬2008،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الأزمات‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا