العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

انتصار للثوابت والهوية الوطنية

لا‭ ‬يمكن‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬والتقدير‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للأمر‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬‮«‬بالوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لأي‭ ‬تغييرات‭ ‬طالت‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬غير‭ ‬المتوافقة‭ ‬مع‭ ‬قيمنا‭ ‬الوطنية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الدين‭ ‬وعدم‭ ‬المساس‭ ‬بثوابته‭ ‬والتمسك‭ ‬بالإسلام‭ ‬عقيدة‭ ‬وشريعة‭ ‬ومنهاجاً،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والدستور‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬أمر‭ ‬تاريخي‭ ‬بحق‭. ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬انتصر‭ ‬للقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الوطنية‭ ‬والإسلام‭ ‬والتاريخ‭ ‬وهويتنا‭ ‬الوطنية‭.‬

هناك‭ ‬خمسة‭ ‬عوامل‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تجعل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬تاريخيا‭ ‬وتعطيه‭ ‬أهميته‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭.‬

أولا‭: ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬تأكيد‭ ‬بأن‭ ‬القيم‭ ‬والثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬ارساها‭ ‬ونص‭ ‬عليها‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والدستور‭ ‬واجبة‭ ‬الاحترام‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬ابدا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مساس‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬كان‭.‬

الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬الكل‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يدرك‭ ‬ان‭ ‬احترام‭ ‬القيم‭ ‬والثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭ ‬ليس‭ ‬محلا‭ ‬للنقاش‭ ‬أو‭ ‬المراجعة،‭ ‬وليس‭ ‬محلا‭ ‬للاجتهاد،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬أساسي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يلتزم‭ ‬به‭ ‬الجميع‭.‬

ثانيا‭: ‬والأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هو‭ ‬دفاع‭ ‬وطني‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭.‬

الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬ان‭ ‬ثوابت‭ ‬الاسلام،‭ ‬والتاريخ‭ ‬العربي‭ ‬الاسلامي،‭ ‬والقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬هي‭ ‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬لهوية‭ ‬البحرين‭. ‬وأي‭ ‬مساس‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬مساس‭ ‬وتشويه‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية‭.‬

التمسك‭ ‬بالهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعزيزها‭ ‬ليس‭ ‬ترفا‭ ‬وليس‭ ‬اختيارا‭ ‬يمكن‭ ‬قبوله‭ ‬أو‭ ‬رفضه‭.‬

الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬الصلب‭ ‬لقوة‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭.‬

الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬تماسك‭ ‬كيان‭ ‬الأسرة‭ ‬وتلاحم‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهي‭ ‬جوهر‭ ‬كل‭ ‬قيم‭ ‬الوطنية‭ ‬وقيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬الوطني‭.‬

الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬الأول‭ ‬الأكبر‭ ‬لأي‭ ‬محاولات‭ ‬لاستهداف‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وتماسكه‭ ‬الاجتماعي‭.‬

باختصار‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬العامل‭ ‬الأكبر‭ ‬وراء‭ ‬الإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬وقوة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

لكل‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مقبولا‭ ‬أي‭ ‬مساس‭ ‬بأي‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬او‭ ‬تشويه‭ ‬له‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬تهديد‭ ‬لأمن‭ ‬والوطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭.‬

وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬هو‭ ‬المعنى‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬انطوى‭ ‬عليه‭ ‬امر‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

ثالثا‭: ‬أن‭ ‬امر‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬وإدراك‭ ‬لنبض‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتوجهاته‭.‬

ليس‭ ‬خافيا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أثار‭ ‬قلقا‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬بأشكال‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬علماء‭ ‬ورجال‭ ‬دين‭ ‬ونواب‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

والاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬هي‭ ‬بالطبع‭ ‬امر‭ ‬ايجابي‭ ‬جدا‭ ‬ويعكس‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬المجتمع‭.‬

رابعا‭: ‬والأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬ان‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يجسد‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬وعلى‭ ‬نشأتها‭ ‬وتربيتها‭ ‬الوطنية‭.‬

هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتربى‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلى‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بهويتها‭ ‬الوطنية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭. ‬وأي‭ ‬تشويه‭ ‬لوعي‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬هو‭ ‬ضربة‭ ‬في‭ ‬الصميم‭ ‬لمستقبل‭ ‬الوطن‭.‬

خامسا‭: ‬ان‭ ‬امر‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬لكل‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والمدنية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭.‬

هي‭ ‬رسالة‭ ‬مؤداها‭ ‬ان‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والثوابت‭ ‬الدينية‭ ‬والوطنية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهوية‭ ‬البحرين‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬احمر‭ ‬ليس‭ ‬مقبولا‭ ‬أبدا‭ ‬تجاوزه‭.‬

هي‭ ‬رسالة‭ ‬مؤداها‭ ‬ان‭ ‬مسؤولية‭ ‬الكل‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والثوابت‭ ‬ومكونات‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬بكل‭ ‬السبل‭ ‬الممكنة‭.‬

لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬نقول‭ ‬ان‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬تاريخي‭.‬

هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إرساء‭ ‬لركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا