العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اتجاهات الاستثمارات الخليجية في البحرين

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يشكل‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬ملامح‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البحرينية،‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مناخ‭ ‬استثماري‭ ‬جاذب‭ ‬وميسر،‭ ‬يتميز‭ ‬بسهولة‭ ‬أداء‭ ‬الأعمال،‭ ‬وانخفاض‭ ‬تكاليف‭ ‬وإجراءات‭ ‬بدء‭ ‬النشاط،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬‮«‬الاستثمارات‭ ‬الخليجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مبتغاها،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬توافر‭ ‬أمان‭ ‬الاستثمار‭ ‬والمستثمر،‭ ‬وارتفاع‭ ‬العائد،‭ ‬وتشريعات‭ ‬مستقرة،‭ ‬وسعر‭ ‬صرف‭ ‬ثابت‭ ‬للعملة،‭ ‬يتيح‭ ‬للمستثمر‭ ‬التخطيط‭ ‬لمشروعاته،‭ ‬وعمالة‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومدربة،‭ ‬منخفضة‭ ‬الكلفة،‭ ‬وتناغم‭ ‬ثقافي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬اللغة،‭ ‬والإرث‭ ‬المشترك،‭ ‬والروابط‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬مجتمعات‭ ‬الأعمال‭ ‬الخليجية‭. ‬

وعليه،‭ ‬فبينما‭ ‬ارتفع‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2023،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬حجم‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬43‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬؛‭ ‬فإن‭ ‬استثمارات‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الثلاث‭: (‬الكويت،‭ ‬والسعودية،‭ ‬والإمارات‭)‬،‭ ‬تصل‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى‭ ‬69%‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرصيد،‭ ‬بأسبقية‭ ‬الكويت‭ ‬36%،‭ ‬تليها‭ ‬السعودية‭ ‬23%،‭ ‬والإمارات‭ ‬10%،‭ ‬واتجهت‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أوجه‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬خاصة‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬كالسياحة‭ ‬والصناعة‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬والتي‭ ‬تتجه‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬القطاعات‭ ‬القائدة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬البحريني‭.‬

ووفقًا‭ ‬لـ«هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‮»‬،‭ ‬بلغ‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬تركز‭ ‬معظمها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المالي،‭ ‬تلاه‭ ‬العقاري،‭ ‬والسياحي‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬الخطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬البحرينية‮»‬‭ ‬‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬الكويتيين،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬سائح،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ74‭ ‬ألف‭ ‬سائح‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬بلغت‭ ‬302%‭. ‬كما‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬حوالي‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬فيما‭ ‬تعمل‭ ‬نحو‭ ‬500‭ ‬شركة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬كويتية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويمول‭ ‬‮«‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬مشروعًا‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬بكلفة‭ ‬إجمالية‭ ‬تقدر‭ ‬بملياري‭ ‬دولار‭.‬

وفي‭ ‬2023،‭ ‬جاءت‭ ‬الكويت‭ ‬تاسع‭ ‬أكبر‭ ‬سوق‭ ‬تصدير‭ ‬للبحرين،‭ ‬ويخدم‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكويتية‭ ‬إلى‭ ‬المملكة؛‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬يترأسها‭ ‬وزيرا‭ ‬خارجية‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين،‭ ‬وتوقيع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬بينهما،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الاتفاقات‭ ‬المعقودة‭ ‬بين‭ ‬غرفتي‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭.‬

وفيما‭ ‬تنشط‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬و«مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البحريني‮»‬،‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬غدت‭ ‬تقود‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬خاصة‭ ‬قطاعات‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬واللوجستية‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قطاعي‭ ‬الصناعة‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز؛‭ ‬فقد‭ ‬تمكنت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬بنك‭ ‬رقمي‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬وجذب‭ ‬استثمارات‭ ‬لتصنيع‭ ‬الرقائق‭ ‬الإلكترونية؛‭ ‬لتكون‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭.‬

ويعد‭ ‬دور‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬البحريني؛‭ ‬‮«‬حيويًا‭ ‬واستراتيجيًا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يُعتبر‭ ‬المستثمر‭ ‬الكويتي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬الحديد‭ ‬والصلب،‭ ‬والألومنيوم،‭ ‬والبتروكيماويات،‭ ‬كما‭ ‬يُعتبر‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬التمويل‭ ‬الكويتي‮»‬،‭ ‬أكبر‭ ‬مطور‭ ‬عقاري‭ ‬داخل‭ ‬المملكة،‭ ‬وهو‭ ‬شريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭. ‬فيما‭ ‬تساهم‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬صناعة‭ ‬الكيماويات‭ ‬البترولية‭ ‬الكويتية‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬33%‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬الخليج‭ ‬لصناعة‭ ‬البتروكيماويات،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬1979،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬متساوية‭ ‬مع‭ ‬شركتي‭ ‬‮«‬سابك‮»‬‭ ‬السعودية،‭ ‬و‮«‬بابكو‮»‬‭ ‬البحرينية،‭ ‬كما‭ ‬شاركت‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬الخليج‭ ‬للاستثمار‭ ‬الكويتية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬تيكاي‮»‬‭ ‬الكندية‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬وشركة‭ ‬‮«‬سمسونج‭ ‬جي‭ ‬آند‭ ‬تي‮»‬‭ ‬الكورية،‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬مرفأ‭ ‬البحرين‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬بتكلفة‭ ‬670‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

وفي‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬تستثمر‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬الخليج‭ ‬القابضة‭ ‬الكويتية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬بارزة،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬فيلامار‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مرفأ‭ ‬البحرين‭ ‬المالي،‭ ‬ومشروع‭ ‬‮«‬داون‭ ‬تاون‭ ‬العرين‮»‬،‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬العرين‭ ‬التطويري،‭ ‬كما‭ ‬نقلت‭ ‬الشركة‭ ‬أعمالها‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬مكتفية‭ ‬بمكتب‭ ‬تمثيل‭ ‬في‭ ‬الكويت‭. ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬المالي،‭ ‬حققت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكويتية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬التمويل‭ ‬الكويتي‮»‬،‭ ‬‮«‬الكويت‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬و‮«‬البحرين‭ ‬والكويت‮»‬‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوزت‭ ‬الميزانيات‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬المصارف‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬80‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مشروعات‭ ‬كبرى،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬درة‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬و«ديار‭ ‬المحرق‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تمويل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬الإسكان‭ ‬والتنمية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مزايا‮»‬،‭ ‬و«واحة‭ ‬بيتك‭ ‬الصناعية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يسهم‭ ‬نشاط‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والعقارات‭ ‬والتجارة،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬64‭ ‬رحلة‭ ‬طيران‭ ‬أسبوعيا‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

ومنذ‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬اتجهت‭ ‬الحكومة‭ ‬الكويتية،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للاستثمار‮»‬،‭ ‬و«مؤسسة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الكويتية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬الاستثماري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراء‭ ‬حصص‭ ‬ملكية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البنوك‭ ‬والشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بأداء‭ ‬تشغيلي‭ ‬ومالي‭ ‬جيد‭. ‬شملت‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات؛‭ ‬شركات‭ ‬مملوكة‭ ‬لصالح‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬البحرينية‮»‬‭ ‬والمدرجة‭ ‬أسهمها‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الأهلي‭ ‬المتحد‭ ‬البحريني‮»‬،‭ ‬و«شركة‭ ‬أصول‭ ‬لإدارة‭ ‬الاستثمارات‮»‬،‭ ‬و‮«‬بنك‭ ‬سيكو‭ ‬الاستثماري‮»‬،‭ ‬و«بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬و«بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬و«بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‮»‬،‭ ‬و«شركة‭ ‬التسهيلات‭ ‬العقارية‮»‬،‭ ‬و‮«‬بتلكو‭ ‬للاتصالات‮»‬،‭ ‬و«مجموعة‭ ‬الخليج‭ ‬للفنادق‮»‬،‭ ‬و«دلمون‭ ‬للدواجن‭ ‬والصناعات‭ ‬الغذائية‮»‬‭. ‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الكويتية‭ ‬كانت‭ ‬تمتلك‭ ‬18,8%‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الأهلي‭ ‬المتحد‭ ‬البحريني‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬خطوة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬اتجه‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬التمويل‭ ‬الكويتي‮»‬،‭ ‬و«البنك‭ ‬الأهلي‭ ‬المتحد‭ ‬البحريني‮»‬،‭ ‬نحو‭ ‬الاندماج‭ ‬لتكوين‭ ‬كيان‭ ‬مصرفي‭ ‬عملاق،‭ ‬يمتد‭ ‬نشاطه‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬هذا‭ ‬الاندماج‭ ‬قانونًا‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬تطورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

أما‭ ‬الاستثمارات‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬تطورات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة‭ ‬السعودي‮»‬،‭ ‬و«ممتلكات‭ ‬البحرين‭ ‬القابضة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬‮«‬مذكرة‭ ‬تفاهم»؛‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬فرص‭ ‬التعاون،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬والحوافز‭. ‬وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬المذكرة،‭ ‬بعد‭ ‬تأسيس‭ ‬‮«‬الشركة‭ ‬السعودية‭ ‬‭ ‬البحرينية‭ ‬للاستثمار»؛‭ ‬بهدف‭ ‬استثمار‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬واعدة،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وتنشط‭ ‬الاستثمارات‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬قطاعات؛‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬التأمين،‭ ‬الصناعة،‭ ‬الخدمات‭ ‬المهنية‭ ‬والعلمية،‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتجارة‭ ‬الجملة‭ ‬والتجزئة‭. ‬ويأتي‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬بنسبة‭ ‬68%‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يسعى‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تحتضن‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬شركة‭ ‬سعودية،‭ ‬و20‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭ ‬سعودي،‭ ‬يمارسون‭ ‬أنشطة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬و19‭ ‬ألفا‭ ‬يملكون‭ ‬أسهمًا‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين،‭ ‬و9144‭ ‬يملكون‭ ‬عقارات‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬بلغت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الاستثمار‭ ‬السعودي‭ ‬‮«‬خالد‭ ‬الفالح‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الاستثنائي‭ ‬لمجلس‭ ‬الأعمال‭ ‬البحريني‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬نوفمبر؛‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬البحرين‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثامنة‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬السعودية؛‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬لجسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬دوره‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التكامل؛‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يعززه‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الموازي‭ ‬والمدرج‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعات‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2022‭ ‬‭ ‬2026،‭ ‬وفي‭ ‬توجه‭ ‬لتعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬يجري‭ ‬الآن‭ ‬الترويج‭ ‬للسعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬كوجهة‭ ‬سياحية‭ ‬واحدة‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬نحو‭ ‬3‭.‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وشهدت‭ ‬الصادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬السعودية،‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬44%‭ ‬خلال‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬مقابل‭ ‬ارتفاع‭ ‬صادرات‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭. ‬وتتصدر‭ ‬السعودية‭ ‬قائمة‭ ‬الشركاء‭ ‬التجاريين‭ ‬للبحرين،‭ ‬فيما‭ ‬تعتمد‭ ‬مصفاة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬السعودي‭ ‬عبر‭ ‬خط‭ ‬الأنابيب‭ ‬المشترك،‭ ‬ويتقاسم‭ ‬البلدان‭ ‬إنتاج‭ ‬حقل‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬سعفة‮»‬‭ ‬النفطي،‭ ‬حيث‭ ‬تصدر‭ ‬‮«‬أرامكو‮»‬‭ ‬حصة‭ ‬البحرين‭ ‬منه‭.‬

وتأتي‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المسجل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مستثمريها‭ ‬حتى‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬حوالي‭ ‬485‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬1846‭ ‬شركة‭ ‬إماراتية‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬التجاري،‭ ‬وامتلاك‭ ‬812‭ ‬مستثمرًا‭ ‬عقارات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬وتشمل‭ ‬القطاعات‭ ‬الجاذبة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الإماراتية؛‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬الصناعة،‭ ‬النقل،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭. ‬

وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬نظمت‭ ‬سفارة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ملتقى‭ ‬للترويج‭ ‬للاستثمار‭ ‬لتعزيز‭ ‬الفرص‭ ‬المشتركة،‭ ‬بينما‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬3.2‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬وتعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لقاءات‭ ‬القيادات،‭ ‬إذ‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وحده‭ ‬12‭ ‬لقاءً‭ ‬وقمة‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬البلدين‭. ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬التجارة‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬92%‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2012‭ ‬و2022،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الإمارات‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬عالمي‭ ‬للبحرين‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬بلغت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬6‭.‬2‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬بنهاية‭ ‬2020‭. ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬وقع‭ ‬الجانبان،‭ ‬اتفاقيتين‭ ‬لتشجيع‭ ‬وحماية‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وتجنب‭ ‬الازدواج‭ ‬الضريبي؛‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الإماراتية‭. ‬ويبرز‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬مجالات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الإماراتي،‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬السياحي،‭ ‬بفضل‭ ‬مطورين،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬إعمار‭ ‬العقارية‮»‬،‭ ‬و«إيجل‭ ‬هيلز‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬الصناعية‭ ‬التكاملية‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬والأردن‭ ‬ومصر‭ ‬والبحرين؛‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إيه‭ ‬دي‭ ‬كيو‮»‬‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬عن‭ ‬استثمار‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬لدعم‭ ‬مشاريع‭ ‬الشراكة‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الثلاث،‭ ‬الكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬قد‭ ‬استحوذت‭ ‬معًا‭ ‬على‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬فإن‭ ‬المشهد‭ ‬لا‭ ‬يكتمل‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬و«سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬استئناف‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬البحرين‭ ‬‭ ‬قطر،‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬القطرية‭ ‬إلى‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬حركة‭ ‬المسافرين‭ ‬والتجارة‭ ‬والاستثمارات‭ ‬المشتركة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬التأشيرة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة،‭ ‬وتكامل‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬مع‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭. ‬

أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬فقد‭ ‬مثّل‭ ‬تأسيس‭ ‬‮«‬الشركة‭ ‬البحرينية‭ ‬العُمانية‭ ‬للاستثمار‭ ‬القابضة‮»‬،‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬مهمة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬و«رؤية‭ ‬عُمان‭ ‬2040‮»‬‭. ‬وتدعم‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬‭ ‬العُمانية‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬برئاسة‭ ‬وزيري‭ ‬خارجية‭ ‬البلدين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حجم‭ ‬تجارة‭ ‬متبادلة،‭ ‬يتجاوز‭ ‬518‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬ووجود‭ ‬876‭ ‬شركة‭ ‬بحرينية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭. ‬كما‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬بينهما‭ ‬توقيع‭ ‬24‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭. ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬المسارات‭ ‬الثنائية،‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأكبر،‭ ‬وهو‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخليجية‭ ‬الشاملة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا