تكمن أهمية منتدى حوار المنامة في نسخته الـ20 الذي تحتضنه مملكة البحرين بشكل منتظم سنويا بتنظيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وبالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية بحضور أكثر من 450 شخصية عالمية من 60 دولة من وزراء وصناع القرار قادة سياسيين وعسكريين وشخصيات رسمية وإعلاميين، في عدة جوانب أهمها:
أولا: جدية وأهمية الحوارات والنقاشات التي تشمل حفظ الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين ومكافحة الإرهاب والتطرف ونزع السلاح وغيرها من الموضوعات التي باتت تشكل محط اهتمام معظم دول العالم فهذه القضايا التي هي في جدول أعمال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتفرعة منها وتمثل اهتمام معظم الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة في العالم أجمع والتي تهتم بشكل خاص بقضية الأمن والسلام هذا بالإضافة إلى اهتمام أغلب دول العالم بمثل هذه الموضوعات والقضايا التي تأتي في مقدمة العناصر التي تسهم في استقرار الأمن العالمي وتعزز روابط التعاون والتنسيق بين الدول مما يجعل من حوار المنامة محطة مهمة لتعزيز هذا التوجه العالمي الذي يهدف إلى تسليط الضوء على المسائل التي تشغل بال الدول والأمم والشعوب على حد سواء.
ثانيا: إن ما يشهده العالم اليوم من حروب وصراعات مسلحة وخلافات وعداوات بل وتهديدات جدية في استخدام السلاح النووي بات يشكل هاجسا وخوفا حقيقيًا من أن تؤدي هذه الصراعات إلى حرب عالمية جديدة لا تبقي ولا تذر وهي تهديدات حقيقية وقابلة للتنفيذ في أي لحظة من اللحظات ولذلك يحتاج العالم إلى المزيد من المنصات الحوارية الداخلية والدولية التي تعزز فرص السلام والاستقرار وإبعاد شبح الحروب المهلكة وتحذير العالم من المخاطر التي تهدد الأمن والسلام الدوليين.
ثالثا: إن حوار المنامة في نسخته السابقة قد كان مفيدا من حيث مخرجاته والملفات التي تمت مناقشتها والأفكار التي تم طرحها للمساهمة في حل عديد من القضايا الشائكة في المنطقة والعالم وتأتي الدورة الجديدة في نسختها العشرين لعام 2024 لتعزيز ما تحقق من نتائج ومخرجات في الحوارات السابقة.
ولا شك أن مثل هذه المؤتمرات والمنتديات والحوارات تلعب دورا استراتيجيا دعما للأمن والاستقرار في العالم إذ إن أي اجتماع بين الخبراء والمفكرين ورجال السياسة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ومناقشة الحلول للتحديات الكبيرة التي يشهدها العالم والعمل بجد وبشكل جماعي سوف يسهم في تحقيق الأهداف الإنسانية في نشر السلام والوئام بين بني البشر وتحقيق الاستقرار الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز الازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
إن حوار المنامة ونجاحه طوال هذه السنوات ونجاح الدورة الحالية بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها شباب وشابات بحرينيون من العاملين في وزارة الخارجية فهذا التنظيم المتميز لهذا الحدث العالمي في نسخته 20 كما أسلفنا دليل إضافي على كفاءة الشباب البحريني وقدرتهم على تحمل مسؤولياتهم المناطة بهم في تنظيم مثل هذا الحوار وإبرازه بالصورة المشرفة للبحرين فهذه حقيقة أجمع عليها المشاركون في هذا الحوار مما يعكس المكانة المرموقة لمملكة البحرين على الساحة العالمية فشكرا لهذه الجهود الطيبة التي هي انعكاس للصورة المشرفة التي تتمتع بها البحرين فكل الشكر والتقدير لشبابنا من الجيل الجديد الذين يواصلون المسيرة الوطنية في هذا العهد الزاهر لقائد هذه المسيرة جلالة الملك المعظم دام عزه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك