العدد : ١٧٠٣٧ - الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٧ - الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا تصر إسرائيل على نزع شرعية وكالة الأونروا؟

بقلم: د. رمزي بارود {

الاثنين ١١ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬أقر‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قراءة‭ ‬ثانية‭ ‬لمشروعي‭ ‬قانونين‭ ‬يحظران‭ ‬فعليا‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬الأونروا‭) ‬القيام‭ ‬‮«‬بأي‭ ‬نشاط‮»‬‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭.‬

يجب‭ ‬القول‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وبكل‭ ‬بساطة‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬الكنسيت‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يعتبر‭ ‬كارثة‭ ‬بأتم‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬لأن‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬هي‭ ‬الهيئة‭ ‬الدولية‭ ‬الرئيسية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬رعاية‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وفي‭ ‬قسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭.‬

وأعقبت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قرارها‭ ‬بمهاجمة‭ ‬وإلحاق‭ ‬أضرار‭ ‬بمكتب‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬الكائن‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬نور‭ ‬شمس‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬طريقة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لإظهار‭ ‬جديتها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬أقدمت‭ ‬عليها‭.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل‭ ‬أجندة‭ ‬مناهضة‭ ‬للأونروا،‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ادعاءات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ومسؤولين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬آخرين،‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬أو‭ ‬الادعاءات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬بأن‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬تدعم‭ ‬‮«‬الإرهاب‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬كشفت‭ ‬مراجعة‭ ‬مستقلة‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬أطلقت‭ ‬ادعاءات‭ ‬علنية‭ ‬بأن‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬هم‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬إرهابية‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬بعد‭ ‬أي‭ ‬أدلة‭ ‬داعمة‭ ‬تؤكد‭ ‬صحة‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬ألحقت‭ ‬المزاعم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضررًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بالمنظمة،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬13‭ ‬دولة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وكندا‭ ‬وأستراليا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬بحجب‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تساعد‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬تجنب‭ ‬مجاعة‭ ‬مروعة‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬أعادت‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬دعمها‭ ‬المالي،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاعتذار‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬تأثروا‭ ‬سلبا‭ ‬بالقرار‭ ‬الأولي‭ ‬غير‭ ‬العادل‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

واصلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لحربها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭. ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬أكتوبر‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬محاسبة‭ ‬موظفي‭ ‬الأونروا‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

إن‭ ‬الخطاب‭ ‬المناهض‭ ‬لوكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬فعالا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬بفضل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬الرئيسية‭ ‬الراغبة‭ ‬دائمًا،‭ ‬من‭ ‬إبقاء‭ ‬اسم‭ ‬الأونروا‭ ‬في‭ ‬الأخبار،‭ ‬وربطها‭ ‬دائمًا‭ ‬بـمسألة‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬الإرهاب‮»‬‭. ‬لذا،‭ ‬فعندما‭ ‬صوت‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لصالح‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المناهضة‭ ‬للأونروا،‭ ‬نقلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرئيسية‭ ‬الأخبار‭ ‬وكأنها‭ ‬الاستنتاج‭ ‬العقلاني‭ ‬الوحيد‭ ‬لقصة‭ ‬ملفقة‭ ‬في‭ ‬الأساس‭.‬

إن‭ ‬مشكلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالمنظمة‭ ‬نفسها،‭ ‬بل‭ ‬بتمثيلها‭ ‬السياسي‭ ‬الأساسي‭ ‬ككيان‭ ‬تابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تقوم‭ ‬مهمته‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬المساعدة‭ ‬والحماية‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

تأسست‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬302‭ (‬د‭-‬4‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬عملياتها‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬1950،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الوكالة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬مركزية‭ ‬يتوقف‭ ‬عليها‭ ‬بقاء‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مجتمعات‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والأردن‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬الكثيرون‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬عندما‭ ‬انتقدوا‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬التفويض‭ ‬الإنساني‭ ‬للأونروا‭ ‬بمعادل‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬وفقا‭ ‬لقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬194‭. ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ظلت‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬تمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬وجب‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭.‬

ووفقاً‭ ‬لتفكير‭ ‬سلطات‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬الأونروا‭ ‬هو‭ ‬تذكير‭ ‬دائم‭ ‬بوجود‭ ‬مجموعة‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬تحت‭ ‬تسمى‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأونروا‭ ‬ليست‭ ‬منظمة‭ ‬سياسية،‭ ‬فإن‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وجميع‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الحقوق‭ ‬‮«‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف‮»‬‭ ‬لهؤلاء‭ ‬اللاجئين‭ ‬هي‭ ‬سياسية‭ ‬للغاية‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬الأولي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة،‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬والحملة‭ ‬الضخمة‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحلفائها،‭ ‬حول‭ ‬نتنياهو‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬للتمادي‭ ‬في‭ ‬شيطنة‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬حملته‭ ‬المعادية‭ ‬لوكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭.‬

كان‭ ‬جاريد‭ ‬كوشنر،‭ ‬صهر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المنتخب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬أحد‭ ‬اللاعبين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭. ‬كوشنر،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬سخر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬إلحاق‭ ‬هزيمة‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬وإلى‭ ‬الأبد،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬الأونروا‭ ‬نقطة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬خطته،‭ ‬كما‭ ‬تعهد‭ ‬ببذل‭ ‬‮«‬جهد‭ ‬مخلص‭ ‬لتعطيل‮»‬‭ ‬عمل‭ ‬الوكالة،‭ ‬حسبما‭ ‬كشفت‭ ‬رسالة‭ ‬بريد‭ ‬إلكتروني‭ ‬مسربة‭.‬

وبسبب‭ ‬الرفض‭ ‬والتضامن‭ ‬الدوليين،‭ ‬فشل‭ ‬كوشنر‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مأربه‭. ‬وحتى‭ ‬حجب‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للأموال‭ ‬لم‭ ‬يجبر‭ ‬الوكالة‭ ‬على‭ ‬الإغلاق،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬أثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وتمثل‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والدفع‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬باتجاه‭ ‬ضم‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لنتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬المتطرفة‭ ‬لزيادة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭.‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬تقوية‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬المتطرفة‭ ‬تم‭ ‬تمكينهم‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬غير‭ ‬المشروط،‭ ‬واستعداد‭ ‬مختلف‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬للتصرف‭ ‬بشكل‭ ‬متهور‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ادعاءات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكاذبة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بنزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬تصبح‭ ‬أزمة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أعمق‭ ‬كثيرا‭.‬

إن‭ ‬النداء‭ ‬الحماسي‭ ‬الذي‭ ‬وجهته‭ ‬المقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيز‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬يعكس‭ ‬الإحباط‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬المنتسبين‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إزاء‭ ‬تزايد‭ ‬عدم‭ ‬أهمية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬كلمتها‭ ‬تلك،‭ ‬أشارت‭ ‬ألبانيز‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬إخفاقات‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬تأثيرها‭ ‬سيصبح‭ ‬‮«‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬ببقية‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬أوقات‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والأزمات‭ ‬هذه‭.‬

وهذا‭ ‬الشعور‭ ‬بعدم‭ ‬الأهمية‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬بالفعل‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مستمرون‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬والرفض‭ ‬والمقاومة‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فإنهم‭ ‬سئموا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬لهم‭ ‬سوى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬والوعود‭ ‬والقليل‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭.‬

ولابد‭ ‬أن‭ ‬يمثل‭ ‬الحظر‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬فرصة‭ ‬لأولئك‭ ‬المهتمين‭ ‬بمكانة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لتذكير‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يحترمون‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬تنزع‭ ‬شرعيتهم‭. ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكلمات‭ ‬مصحوبة‭ ‬بالأفعال‭. ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬كافيا‭.‬

 

{ ‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا