العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مجموعة البريكس.. أي تأثير في النظام العالمي؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تأسست‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬وهي‭ ‬البرازيل‭ ‬وروسيا‭ ‬والهند‭ ‬والصين‭ ‬ثم‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬واسم‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬‭ ‬هو‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬الأحرف‭ ‬الأولى‭ ‬للدول‭ ‬المؤسسة‭ ‬المشار‭ ‬إليها،‭ ‬وتُعد‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬تجمعاً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬مهماً،‭ ‬فوفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬فقد‭ ‬أسهم‭ ‬البريكس‭ ‬بحوالي‭ ‬28,3%‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وقد‭ ‬دعت‭ ‬المجموعة‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬لعضويتها‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬الأرجنتين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬وإيران،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قبلت‭ ‬العضوية‭ ‬أو‭ ‬رفضتها‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قيد‭ ‬الدراسة‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬انضمام‭ ‬أعضاء‭ ‬جدد‭ ‬لتلك‭ ‬المجموعة‭ ‬يعني‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التقديرات‭ ‬سواء‭ ‬الواقعية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها،‭ ‬فإن‭ ‬المتابع‭ ‬لتلك‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬النشأة‭ ‬والأهداف‭ ‬يجد‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬نشأة‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭ ‬وهي‭ ‬تضم‭ ‬بالفعل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المهمة‭ ‬والصاعدة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬سياسية،‭ ‬فبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وغير‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬حديثاً‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬المؤسسة‭ ‬لتلك‭ ‬المجموعة‭ ‬جميعها‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬درجة‭ ‬تقاربها‭ ‬أو‭ ‬تباعدها‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تستهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬العام‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬تباينات‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الأهداف‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬فصل‭ ‬الأهداف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬نظيرتها‭ ‬السياسية‭: ‬فهل‭ ‬تتمكن‭ ‬المجموعة‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي؟‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‭ ‬يعني‭ ‬بالتبعية‭ ‬تعديل‭ ‬هيكل‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الراهن‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمعسكر‭ ‬الرأسمالي‭ ‬عموماً‭ ‬منذ‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬عام‭ ‬1991؟‭ ‬فبنظرة‭ ‬تحليلية‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬كلمات‭ ‬القادة‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مدينة‭ ‬قازان‭ ‬الروسية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬22‭-‬24‭ ‬أكتوبر2014‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬ممثلو‭ ‬40‭ ‬دولة‭ ‬ومنظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬حيث‭ ‬تزامن‭ ‬انعقاد‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬مع‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مشاركة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيرش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القمة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬ومقاصدها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الحالي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التعديل،‭ ‬مؤكداً‭ ‬ضرورة‭ ‬بدء‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬توافقية‭ ‬وأن‭ ‬بريكس‭ ‬ستساعد‭ ‬في‭ ‬ذلك‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬حظيت‭ ‬قضايا‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬باهتمام‭ ‬مناقشات‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬وخاصة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬تفاصيل‭ ‬بشأن‭ ‬تحركات‭ ‬المجموعة‭ ‬مستقبلاً‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬فكان،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬43‭ ‬صفحة‭ ‬ليضم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬لعمل‭ ‬المجموعة‭ ‬مستقبلاً‭ ‬أولها‭: ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إشارة‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬دولة‭ ‬تقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬رسمي‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المجموعة،‭ ‬وثانيها‭: ‬دعوة‭ ‬البيان‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬مساهمة‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وثالثها‭: ‬الترحيب‭ ‬باستخدام‭ ‬العملات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬التعاملات‭ ‬المالية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬وشركائها‭ ‬التجاريين،‭ ‬ورابعها‭: ‬إنشاء‭ ‬منصة‭ ‬استثمارية‭ ‬جديدة‭ ‬لضمان‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬متعددة‭ ‬الوسائط‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬ودعم‭ ‬المبادرة‭ ‬الروسية‭ ‬لإنشاء‭ ‬بورصة‭ ‬حبوب‭ ‬تغطي‭ ‬قطاعات‭ ‬الزراعة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ورابعها‭: ‬تأكيد‭ ‬دعم‭  ‬استراتيجية‭ ‬الشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمجموعة‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬تدابير‭ ‬دعم‭ ‬إصلاح‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭. ‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والصغرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والتي‭ ‬تجمعها‭ ‬مصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬تساؤلين‭ ‬مهمين‭ ‬أولهما‭: ‬هل‭ ‬تكفي‭ ‬بالفعل‭ ‬الأطر‭ ‬المؤسسية‭ ‬الحالية‭ ‬لتلك‭ ‬المجموعة‭ ‬لتطورها‭ ‬نحو‭ ‬تكتل‭ ‬ذي‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية؟،‭ ‬وثانيهما‭: ‬ما‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬معوقات‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة؟‭ ‬وللإجابة‭ ‬عن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأول‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الطموحة‭ ‬لتلك‭ ‬المجموعة‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تؤسس‭ ‬آليات‭ ‬محددة‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬الديمومة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬المتابعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬جدل‭ ‬كبير‭ ‬حول‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬البريكس‭ ‬وهو‭ ‬مواجهة‭ ‬سيطرة‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بالنظر‭ ‬لصعوبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ومنها‭ ‬كيفية‭ ‬إصدار‭ ‬عملة‭ ‬موحدة‭ ‬بديلاً‭ ‬للدولار‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬التعاملات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بالفعل‭ ‬شريكاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬حديثة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬البريكس‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ذاتها‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعات‭ ‬قائمة‭ ‬بالفعل،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬مشروعات‭ ‬البريكس‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مقترحات،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬حتى‭ ‬بافتراض‭ ‬أن‭ ‬التحولات‭ ‬الدولية‭ ‬الراهنة‭ ‬سواء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬غزة‭ ‬كان‭ ‬نتيجتها‭ ‬محاولة‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬توظيف‭ ‬نتائج‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬لجهة‭ ‬تأسيس‭ ‬تكتلات‭ ‬مناوئة‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬حديثة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬البريكس‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬نفس‭ ‬أهداف‭ ‬نظيرتها‭ ‬الكبرى‭ ‬وإنما‭ ‬وجود‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ضمن‭ ‬تكتلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬يحقق‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬استراتيجية‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬المناوئة‭ ‬السياسية‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬المصالح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬وتنويع‭ ‬شراكاتها‭ ‬الاقتصادية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬أمام‭ ‬البريكس‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬اختلاف‭ ‬أهداف‭ ‬ومصالح‭ ‬أعضائها‭ ‬ذاته‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تعاملات‭ ‬اقتصادية‭ ‬هائلة‭ ‬مع‭ ‬الشريك‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بل‭ ‬وبعضها‭ ‬ارتباطات‭ ‬أمنية‭ ‬ودفاعية،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تباينا‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬التطور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دولها‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬توقعات‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2028‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لدول‭ ‬البريكس‭ ‬حوالي‭ ‬37%‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬إذا‭ ‬تحققت‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬تحدياً‭ ‬للتجمعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الغربية‭ ‬المماثلة‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالأرقام‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬وسياسات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬البريكس‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬لديها‭ ‬علاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أعضائها‭.‬

إن‭ ‬توجه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الانضواء‭ ‬ضمن‭ ‬تكتلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أصبح‭ ‬ظاهرة‭ ‬مهمة‭ ‬ضمن‭ ‬تحولات‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬فرضته‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬بالطبع‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬إقليمية‭ ‬أتاحت‭ ‬للدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬الانخراط‭ ‬مجدداً‭ ‬في‭ ‬تفاعلات‭ ‬ذلك‭ ‬النظام،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬المقدمات‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬محددة‭ ‬لتطور‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬والتي‭ ‬تتاح‭ ‬لها‭ ‬فرص‭ ‬للتطور‭ ‬ولكنها‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا