العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عام قاس من الألم والتضحيات والمقاومة المفعمة بالأمل

بقلم: د. مصطفى البرغوثي {

الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

مع‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تشنّها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬تأكّدت‭ ‬جميع‭ ‬توقعاتنا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العدوان‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬نتنياهو‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يعبأ‭ ‬بحياة‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬وأنه‭ ‬سيوسع‭ ‬العدوان‭ ‬ليشمل‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وسيحاول‭ ‬بكل‭ ‬طاقته‭ ‬سحب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬حربٍ‭ ‬إقليميةٍ‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

وصار‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬دوافع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬وتوسيعها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فقط‭ ‬مصلحة‭ ‬نتنياهو‭ ‬الشخصية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الحساب‭ ‬على‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬‮«‬7‭ ‬أكتوبر‮»‬‭ ‬وما‭ ‬تلاه،‭ ‬ومن‭ ‬قضايا‭ ‬الفساد‭ ‬التي‭ ‬تلاحقه،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬المنظومة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بأكملها‭ ‬حكومتها‭ ‬ومعارضتها،‭ ‬معنيةً‭ ‬بتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الحرب،‭ ‬ومدعومةً‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬إسرائيلي‭ ‬انعطف‭ ‬معظمه‭ ‬نحو‭ ‬الفاشية‭ ‬والعنصرية‭ ‬الدينية‭ ‬الهوجاء‭.‬

أما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحكومات‭ ‬غربية‭ ‬عديدة‭ ‬فقد‭ ‬ألقت‭ ‬بكامل‭ ‬ثقلها‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬والمادي‭ ‬لدعم‭ ‬حرب‭ ‬الابادة،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬للمشاركة‭ ‬فيها،‭ ‬واستخدمت‭ ‬أجهزتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬للخداع‭ ‬والتضليل‭ ‬وتوفير‭ ‬الغطاء‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭ ‬منذ‭ ‬عام‭. ‬ولربما‭ ‬صحّ‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬منطقتنا‭ ‬تشهد‭ ‬أخطر‭ ‬مرحلة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث‭ ‬منذ‭ ‬نكبة‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬والعدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967‭. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬ممكناً‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬فصل‭ ‬السياسة‭ ‬والأهداف‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهي‭ ‬تتمحور‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭: ‬أولاً،‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬الحقوق‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بكل‭ ‬مكوّناتها،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬واسع‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وذلك‭ ‬بمحاولة‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والاستيطان‭ ‬الاستعماري‭ ‬والإبادة‭ ‬والعقوبات‭ ‬الجماعية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬وذلك‭ ‬مغزى‭ ‬سلسلة‭ ‬قرارات‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬القومية‭ ‬اليهودي‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬منع‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭.‬

ثانياً،‭ ‬فرض‭ ‬الهيمنة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتحطيم‭ ‬كل‭ ‬مقاومة‭ ‬لها،‭ ‬وكسر‭ ‬عظام‭ ‬كل‭ ‬دولةٍ‭ ‬ترفض‭ ‬الرضوخ‭ ‬لها،‭ ‬وذلك‭ ‬يفسّر‭ ‬افتعال‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬لبنان‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الحلم‭ ‬الصهيوني‭ ‬القديم،‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬المُدار‭ ‬من‭ ‬اللوبي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬بتطبيق‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬الاحتواء‭ ‬المزدوج‭ ‬للعراق‭ ‬وإيران‮»‬‭. ‬جرى‭ ‬تدمير‭ ‬العراق‭ ‬واحتلاله‭ ‬عسكرياً،‭ ‬والهدف‭ ‬التالي‭ ‬اليوم‭ ‬إيران‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬معنى‭ ‬ما‭ ‬بشّر‭ ‬به‭ ‬نتنياهو‭ ‬عن‭ ‬خريطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬مقبلة‭. ‬وهذا‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجلى‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتصدّي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالسلاح‭ ‬والصواريخ‭ ‬والطائرات،‭ ‬وحتى‭ ‬الجنود‭ ‬المقاتلين،‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬اعتداءاتها‭.‬

ثالثاً،‭ ‬سعي‭ ‬إسرائيل‭ ‬والحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬إلى‭ ‬الهيمنة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬ومقدّرات‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬الهائلة،‭ ‬واستخدام‭ ‬التهديدات‭ ‬العسكرية‭ (‬المضمونة‭ ‬أمريكيا‭) ‬للتحكّم‭ ‬بالأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭. ‬ويتفاعل‭ ‬هنا‭ ‬عاملان‭ ‬متوازيان،‭ ‬أولاً‭ ‬إضعاف‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ومقدّراتها‭. ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التآمر‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬ومياه‭ ‬النيل،‭ ‬ودعم‭ ‬سد‭ ‬النهضة،‭ ‬والتخطيط،‭ ‬إذا‭ ‬سمحت‭ ‬الظروف،‭ ‬لإنشاء‭ ‬قناة‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬بديلة‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭. ‬

كذلك‭ ‬التآمر‭ ‬المتواصل‭ ‬لتكريس‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الأردن‭ ‬هو‭ ‬الوطن‭ ‬البديل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بعد‭ ‬ترحيلهم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تفتيت‭ ‬السودان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭. ‬وثانياً،‭ ‬محاولة‭ ‬الاجهاز‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ونضال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬حساب‭ ‬الحقل‭ ‬لا‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬حساب‭ ‬البيدر،‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬إذ‭ ‬تواجه‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأتباعها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها‭ ‬تحدّيات‭ ‬عديدة،‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والمقاومة،‭ ‬وأفشل‭ ‬بنضاله،‭ ‬رغم‭ ‬عظمة‭ ‬التضحيات،‭ ‬جميع‭ ‬أهداف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزّة،‭ ‬وأهمها‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لسكانه‭. ‬وبعد‭ ‬عام،‭ ‬تبدو‭ ‬إسرائيل‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬اقتلاع‭ ‬المقاومة،‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬أو‭ ‬استعادة‭ ‬أسراها‭ ‬بالقوة‭. ‬ويصنع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬هناك‭ ‬مآثر‭ ‬بطولية‭ ‬لا‭ ‬سابق‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬والثبات‭.‬

وتواجه‭ ‬إسرائيل‭ ‬ورطة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬اللبناني،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬أصرّت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجومها‭ ‬البرّي‭ ‬الواسع،‭ ‬فيبدو‭ ‬أنها‭ ‬ستغرق‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬مستنقعين‭ ‬عميقين‭ ‬في‭ ‬آن،‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وغزّة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحذر‭ ‬منه‭ ‬صحفيون‭ ‬ومسؤولون‭ ‬سياسيون‭ ‬سابقون‭ ‬كثيرون‭.‬

أما‭ ‬صورة‭ ‬الجبروت‭ ‬الاستخباري‭ ‬والعسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فقد‭ ‬مزّقها‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬موجّهاً‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭ ‬إهانة‭ ‬عميقة،‭ ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬تتجلّى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تضطر‭ ‬فيها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬التدخّل‭ ‬العسكري‭ ‬المباشر‭ ‬لحماية‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬الهجومين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬وكما‭ ‬يؤكد‭ ‬إرسال‭ ‬الأساطيل‭ ‬والطائرات‭ ‬والجيوش‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬لإسرائيل‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تتصاعد‭ ‬العزلة‭ ‬الشعبية‭ ‬العالمية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالتحوّل‭ ‬العارم‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الغربي،‭ ‬الذي‭ ‬اقتحم‭ ‬صفوف‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬شبابية‭ ‬يهودية‭ ‬أمريكية‭ ‬لم‭ ‬تعُد‭ ‬قادرةً‭ ‬على‭ ‬احتمال‭ ‬بشاعة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خروج‭ ‬دول،‭ ‬كإسبانيا‭ ‬وإيرلندا‭ ‬والنرويج‭ ‬وسلوفينيا،‭ ‬عن‭ ‬الإجماع‭ ‬والانحياز‭ ‬الغربي‭ ‬المعيب‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬حركة‭ ‬المقاطعة‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬وسحب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجدت،‭ ‬نتيجة‭ ‬فداحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أفضل‭ ‬فرصها‭ ‬للنمو‭ ‬والتوسّع‭.‬

ويمثل‭ ‬التحول‭ ‬الثيوفاشي‭ (‬الفاشي‭ ‬الأصولي‭) ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭ ‬محرّكا‭ ‬خطيراً‭ ‬لتفتّت‭ ‬إسرائيلي‭ ‬داخلي،‭ ‬ولارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الهروب‭ ‬والهجرة‭ ‬من‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ما‭ ‬يعقّد‭ ‬محاولات‭ ‬كسر‭ ‬المعادلة‭ ‬الديمغرافية‭ ‬مع‭ ‬الوجود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬فشل‭ ‬للحركة‭ ‬الصهيونية‭.‬

لن‭ ‬يتورّع‭ ‬حكام‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬أبشع‭ ‬المجازر‭ ‬والجرائم،‭ ‬كلما‭ ‬تعاظم‭ ‬شعورهم‭ ‬بالفشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ينجح،‭ ‬ولن‭ ‬ينجَح،‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المصمّم‭ ‬على‭ ‬نيل‭ ‬الحرية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحرّر‭ ‬من‭ ‬أوهام‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬وإمكانات‭ ‬الحل‭ ‬الوسط‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬ومن‭ ‬وهم‭ ‬الوساطة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأدرك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬هو‭ ‬منظومة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الإحلالي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬نكبة‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬الأوسع‭ ‬ضده‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬وهي‭ ‬منظومة‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للمهادنة‭ ‬معها‭ ‬ومع‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬وجود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بكامله‭.‬

عام‭ ‬ثقيل،‭ ‬قاسٍ،‭ ‬ملطخ‭ ‬بدماء‭ ‬آلاف‭ ‬الأبرياء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واللبنانيين‭ ‬وآلامهم،‭ ‬مضى،‭ ‬ولكنه‭ ‬عام‭ ‬عامر‭ ‬بروح‭ ‬الفخر‭ ‬والصمود‭ ‬والبسالة،‭ ‬وإرادة‭ ‬المقاومة،‭ ‬والتصميم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬كفاح‭ ‬مفعم‭ ‬بالأمل‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬الحرية،‭ ‬والحقّ‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬آمنة‭ ‬كريمة،‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬عذاباتٍ‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭.‬

{ الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحركة‭ ‬

المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا