العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الحرب العبثية في الشرق الأوسط

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مسرحا‭ ‬لصراعات‭ ‬أدى‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها‭ ‬بل‭ ‬والقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬أيضاً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬ومعروف‭ ‬أسبابها‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬استغرقت‭ ‬مدة‭ ‬زمنية‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬قصيرة‭ ‬أم‭ ‬طويلة‭ ‬والأهم‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬أطرافها‭ ‬دول،‭ ‬وقد‭ ‬رتبت‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬نتائج‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ومنها‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬وبشكل‭ ‬بالغ‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬التقليدي‭ ‬القائم‭.‬

فمنذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬مضمونه‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬توسع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬وصدور‭ ‬تصريحات‭ ‬رسمية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬حدا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬لوضع‭ ‬تعريفات‭ ‬لتلك‭ ‬الحالة‭ ‬منها‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬المفتوحة‮»‬،‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الخاطفة‮»‬،‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬المحدودة‮»‬،‭ ‬وجميعها‭ ‬توصيفات‭ ‬دقيقة‭ ‬وهي‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬الشاملة‭ ‬والمباشرة،‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬الأخيرة‭ ‬ستنتهي‭ ‬إلى‭ ‬إيضاح‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬الحقيقية‭ ‬للأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬حالياً‭ ‬وخصوصاً‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬المواجهة‭ ‬بعد‭ ‬تأكيد‭ ‬مقتل‭ ‬أمينه‭ ‬العام‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬عبثية‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭ ‬معلنة‭  ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬لو‭ ‬تحققت‭ ‬لانتهت‭ ‬الحرب‭ ‬ولكن‭ ‬الجميع‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬محددة‭ ‬ولكن‭ ‬ضمن‭ ‬معادلة‭ ‬صفرية‭ ‬أي‭ ‬أمنه‭ ‬يتحقق‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬وتلك‭ ‬مهمة‭ ‬مستحيلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬المواجهات‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬ليست‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬ولكن‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬وجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وهي‭ ‬أضحت‭ ‬سمة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬فلسطين،‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬أضحت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬معادلة‭ ‬الصراعات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬العلاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬عموماً‭ ‬وهي‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إجماع‭ ‬دولي‭ ‬عليها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬ترى‭ ‬أنها‭ ‬جماعات‭ ‬سياسية‭ ‬وأخرى‭ ‬تصنف‭ ‬بعضها‭ ‬بأنها‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية،‭ ‬وثالثها‭: ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭ ‬المزمنة‭ ‬في‭ ‬المدنيين‭ ‬سواء‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬أو‭ ‬الجرحى‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬النزوح‭ ‬الجماعي‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬الأساسية‭ ‬لكل‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬وقف‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭ ‬العبثية‭ ‬وإنما‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬وإن‭ ‬تعددت‭ ‬مظاهره‭ ‬ولكن‭ ‬يجمعه‭ ‬أمر‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬محاولات‭ ‬تغيير‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬لصالح‭ ‬أطراف‭ ‬معينة،‭ ‬وتدرك‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭ ‬إنما‭ ‬ينطلق‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬شامل‭ ‬وعادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفقاً‭ ‬للقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬إعلان‭  ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬بشأن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أعمال‭ ‬الأسبوع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬التاسعة‭ ‬والسبعين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وهي‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬تكتسب‭ ‬أهميتها‭ ‬البالغة‭ ‬مضموناً‭ ‬وتوقيتاً‭ ‬فالمملكة‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬للسلام‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬بنوداً‭ ‬استهدفت‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الدولي‭ ‬أيضاً‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬تضطلع‭ ‬بمسؤولية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬انفجاره‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬مصالح‭ ‬الجميع،‭ ‬فالحروب‭ ‬اللامتكافئة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الدول‭ ‬وتقدم‭ ‬المواجهات‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬والتي‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬حدت‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تنه‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬ولم‭ ‬توقفها‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬إغراق‭ ‬السفن‭ ‬والتهديد‭ ‬بكوارث‭ ‬بيئية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬جهودا‭ ‬مطلوبة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬ولكن‭ ‬وضعها‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬لمنع‭ ‬التصعيد،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ارتباطها‭ ‬بتوقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ولكن‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عمن‭ ‬سيصل‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المصلحة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬المنطقة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬الأمني‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬كل‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ستظل‭ ‬تحظى‭ ‬بأهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بالضرورة‭ ‬بالنفط‭ ‬والممرات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ولكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬مقدمة‭ ‬للأمن‭ ‬وليس‭ ‬ملتقى‭ ‬فقط‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬احتاجت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فيها‭ ‬لشركاء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وثانيها‭: ‬احتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬مجدداً‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬تصبح‭ ‬ضمن‭ ‬مساومات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القوي‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬قد‭ ‬ارتكز‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬ذاتيا‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية،‭ ‬ذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تدميره‭ ‬مع‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬فأنتج‭ ‬جماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بمفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة‭ ‬وإنما‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬مشروعها‭ ‬الخاص‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬مسؤولية‭ ‬جسيمة‭ ‬على‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المهام‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإصدار‭ ‬القرارات‭ ‬ولعل‭ ‬إصدار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬والعشرين‭  ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭  ‬وبالإجماع‭ ‬ودون‭ ‬تصويت‭ ‬قرارًا‭ ‬يتضمن‭ ‬اتفاقًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬ميثاق‭ ‬المستقبل‮»‬‭ ‬يعد‭ ‬خطوة‭ ‬عالمية‭ ‬مهمة‭ ‬ومضمونه‭ ‬باختصار‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬شهد‭ ‬تغيراً‭ ‬كبيراً‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬وهو‭ ‬بمثابة‭ ‬التزام‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬بالعمل‭ ‬معاً‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للبشرية،‭ ‬ويتضمن‭  ‬خمسة‭ ‬مجالات‭ ‬هي‭: ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليان،‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬الشباب‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬وإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭. ‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭  ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قدرة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬اغتيالات‭ ‬وتهديد‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬ومع‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الترويج‭ ‬لأيديولوجيتها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الحديثة‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لوقف‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات‭ ‬العبثية،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بدايتها‭ ‬معروفة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التكهن‭ ‬بنهايتها‭ ‬حتى‭ ‬أطرافها،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعضها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يمارس‭ ‬الردع‭ ‬بالشك‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬معرفة‭ ‬الأسلحة‭ ‬المستخدمة‭ ‬وطبيعة‭ ‬تلك‭ ‬المواجهات،‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬دولية‭ ‬شاملة‭ ‬الآن‭ ‬وقبل‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬فضبط‭ ‬النفس‭ ‬لن‭ ‬يدوم‭.‬

‭ ‬{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا