العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التعاون الخليجي - الآسيوي قفزة نحو النمو الاقتصادي المشترك

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تتمتع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬ودول‭ ‬رابطة‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ (‬آسيان‭) ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجيوسياسية‭. ‬فكلتا‭ ‬المنظمتين،‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬أعضائهما‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬والمصالح،‭ ‬تسعيان‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تجارية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬لضمان‭ ‬مصالحهما‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭. ‬

ففي‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬شهدت‭ ‬دول‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬نموًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬اقتصاداتها،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬التعاون‭ ‬كـ‭ (‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬وقطر‭) ‬تُعتبر‭ ‬‮«‬قوى‭ ‬متوسطة‮»‬‭ ‬يمكنها‭ ‬التصرف‭ ‬باستقلالية‭ ‬عن‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وبالمثل،‭ ‬شهدت‭ ‬اقتصادات‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬تقدمًا‭ ‬ملحوظًا؛‭ ‬فذكرت‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬أصبحت‭ ‬سنغافورة‭ ‬نموذجًا‭ ‬للرخاء؛‭ ‬حيث‭ ‬تضاعف‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬كما‭ ‬أُطلق‭ ‬على‭ ‬إندونيسيا‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬صاعدة‮»‬‭ ‬بفضل‭ ‬استقرارها‭ ‬السياسي،‭ ‬ووفرة‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬بينما‭ ‬تحولت‭ ‬ماليزيا‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬زراعي‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬صناعي‭ ‬وخدمي،‭ ‬مما‭ ‬رفعها‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬إلى‭ ‬المتوسط‭ ‬الأعلى‭ ‬خلال‭ ‬جيل‭ ‬واحد‭.‬

ومنذ‭ ‬إنشاء‭ ‬رابطة‭ ‬آسيان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬10‭ ‬دول‭ ‬بإجمالي‭ ‬سكان‭ ‬يتجاوز‭ ‬660‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬وناتج‭ ‬محلي‭ ‬إجمالي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬2‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار،‭ ‬وتدشين‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬عملت‭ ‬الرابطة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬السوق‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬أعضائها،‭ ‬وإبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تجارية‭ ‬حرة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬كـ‭(‬الصين،‭ ‬والهند،‭ ‬واليابان،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وأستراليا،‭ ‬ونيوزيلندا‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬يسعى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدفاعي‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬نهجهم‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬نهج‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتجنب‭ ‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية‭.‬

وكتب‭ ‬‮«‬جون‭ ‬كالابريس‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬بمعهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بواشنطن،‭ ‬إن‭ ‬السعي‭ ‬المشترك‭ ‬للتنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والابتكار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وجنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا؛‭ ‬حيث‭ ‬توسعت‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭ ‬لتشمل‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭: ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والبناء،‭ ‬والتمويل،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭. ‬وسجلت‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬وآسيان‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬44%‭ ‬بين‭ ‬2021‭ ‬و2022،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬138‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

وكانت‭ ‬الإمارات‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيان؛‭ ‬حيث‭ ‬أبرمت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬شراكة‭ ‬اقتصادية‭ ‬مع‭ ‬إندونيسيا‭ ‬وكمبوديا،‭ ‬وتفاوضت‭ ‬مع‭ ‬ماليزيا،‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬تجارتها‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬السنوية‭ ‬مع‭ ‬الإمارات‭ ‬4‭.‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬بينما‭ ‬بلغت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الإماراتية‭ ‬220‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬وارتفعت‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬أبوظبي‭ ‬وجاكرتا‭ ‬بنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬50%‭ ‬بين‭ ‬2015‭ ‬و2023،‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬28‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬النمو‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بلغت‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬مع‭ ‬تصدير‭ ‬الإمارات‭ ‬لسلع‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬38‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬واستيراد‭ ‬سلع‭ ‬بقيمة‭ ‬2.41‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وفي‭ ‬الأشهر‭ ‬الثمانية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وصل‭ ‬إجمالي‭ ‬التجارة‭ ‬3‭.‬80‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سنغافورة‭ ‬ووفقًا‭ ‬لـمرصد‭ ‬‮«‬التعقيد‭ ‬الاقتصادي‭ (‬OEC‭) ‬‮«‬،‭ ‬بلغت‭ ‬الصادرات‭ ‬الإماراتية‭ ‬14‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬الصادرات‭ ‬النفطية‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬

بينما‭ ‬كانت‭ ‬الروابط‭ ‬الدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وماليزيا‭ ‬وجاكرتا‭ ‬هي‭ ‬السائدة‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب،‭ ‬لكن‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬‭ ‬أعطت‭ ‬الأولوية‭ ‬للشؤون‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وفي‭ ‬2023،‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬وماليزيا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مع‭ ‬ميل‭ ‬التجارة‭ ‬لصالح‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬عليها‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬كما‭ ‬تجاوزت‭ ‬تجارة‭ ‬سنغافورة‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مع‭ ‬تصدير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬الهيدروكربونات‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬كالابريس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬استثمرت‭ ‬حوالي‭ ‬67‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬مشترك‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭. ‬وتعد‭ ‬ماليزيا‭ ‬مركزًا‭ ‬محتملًا‭ ‬لتطوير‭ ‬موارد‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬لشركة‭ ‬أرامكو‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬أبدت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬أكوا‭ ‬باور‮»‬‭ ‬الماليزية‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬

وشهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ودول‭ ‬آسيان،‭ ‬مع‭ ‬توقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وآسيان‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬وإقامة‭ ‬قمة‭ ‬خليجية‭ ‬‭ ‬آسيانية‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭. ‬وعليه،‭ ‬وصف‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬آسيا‭ ‬هاوس‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬بأنها‭ ‬أظهرت‭ ‬عزمًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات،‭ ‬وقد‭ ‬تُفضي‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬مستقبلًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القوية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬تركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة،‭ ‬ولعل‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة‭ ‬لتوسيع‭ ‬التعاون‭ ‬تشمل‭ ‬النقل،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والزراعة،‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬للفترة‭ ‬بين‭ ‬2024‭-‬2028؛‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬نحو‭ ‬7%‭ ‬من‭ ‬واردات‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الأغذية‭ ‬والمشروبات،‭ ‬وتعد‭ ‬المنطقة‭ ‬مشهورة‭ ‬بإنتاج‭ ‬الأرز،‭ ‬وفول‭ ‬الصويا،‭ ‬والفواكه‭ ‬الاستوائية‭. ‬وهناك‭ ‬احتمال‭ ‬لاستكشاف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لمجموعة‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬لاستيرادها‭. ‬كما‭ ‬تركز‭ ‬الجهود‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الجيوسياسية؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬توسيع‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وآسيان‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬جيوسياسية‭ ‬كبيرة‭.‬

إن‭ ‬نتائج‭ ‬القمة‭ ‬الأولى‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬ورابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬التفاصيل‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الاتفاقيات‭ ‬الملزمة‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬مشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‮»‬،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬استعداد‭ ‬واضح‭ ‬لإبرام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصفقات‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬المستقبلية‭ ‬المحتملة‭.‬

وأشار‭ ‬‮«‬كالابريس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زعماء‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أنور‭ ‬إبراهيم‮»‬‭ ‬يعطون‭ ‬أولوية‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بسبب‭ ‬نمو‭ ‬اقتصاداتها،‭ ‬وأنه‭ ‬يوجد‭ ‬أساس‭ ‬قوي‭ ‬واهتمام‭ ‬مشترك‭ ‬بتعميق‭ ‬التعاون‭ ‬ببين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وآسيان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بينهم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قليلة‭ ‬مقارنة‭ ‬بحجم‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬وأسواق‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية؛‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬الصين‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الرئيسي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬و‭ ‬أكبر‭ ‬مشتر‭ ‬للنفط‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬بينما‭ ‬تُعتبر‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيوية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬سنغافورة‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬وماليزيا‭ ‬وتايلاند‭ ‬وفيتنام‭ ‬أقل‭ ‬تطورًا‭. ‬

وبينما‭ ‬يركز‭ ‬الاهتمام‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬العلاقات‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬كالابريس‮»‬‭ ‬أهمية‭ ‬عقد‭ ‬قمة‭ ‬نصف‭ ‬سنوية‭ ‬لتعزيز‭ ‬مشاركة‭ (‬عمان،‭ ‬والبحرين،‭ ‬والكويت‭) ‬في‭ ‬التوسع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تظهر‭ ‬العلاقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وجنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬نموًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬متزايد‭ ‬بتوسيع‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭. ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الحالية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬تغييرات‭ ‬جيوسياسية،‭ ‬فإن‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القوية‭ ‬والتطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬ستستمر‭ ‬القمم‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا