على مسؤوليتي
علي الباشا
في ذكراه الخامسة
} مرّت أمس الذكرى الخامسة لرحيل الزميل العزيز المرحوم الصحفي الرياضي سلمان الحايكي؛ والذي غيبه الموت في (19 مايو 2019) ففقدت الساحة الإعلامية من رياضية وأدبية واحدا من عمالقتها؛ باعتباره واحدا من أبرز النقاد وكتاب الأعمدة في المجالين المشار إليهما، وكان قلمه محل احترام؛ حتّى مع أشد من اختلفوا معه، في الاتحادات أو الأندية وأصحاب القرار في المؤسسات الرسمية!
} وكان عموده الرياضي الذي يُعنونه بتوقيع (ساح) في الصفحة الرياضية بأخبار الخليج؛ منتظرا من قبل القراء على اختلاف انتماءاتهم ليقرأوا ما خطّت أنامله عن حدث ما مرّ على الساحة الرياضية، باعتباره صاحب قلم جريء (لا تأخذه في الله لومة لائم)، وصاحب طرح محايد؛ حتى مع أولئك الذين يرتبطون معه بعلاقات قوية، لأنه يقرأ الحدث من حيث ما يراه ضميره؛ ومصلحة الرياضة.
} وأعتقد أن قدراته الأدبية ميّزت عموده من حيث الترابط والقدرة على تحديد الهدف ونقله بديناميكية يحسده عليها الكثيرون، وأحيانا لا تُقرأ إلا من تحت السطور، فهو يجيد كيفية إيصال الفكرة للرجل المسؤول بعيدا عن السرد الممل؛ حتّى في وضعيته للعناوين أو إطلاق التشبيهات؛ تظل في ذاكرة القراء فترة طويلة، لدرجة أن كثيرا منها لا تزال متداولة بين النقاد والمتابعين إلى اليوم!
} وهذا النجاح يكمن سره في كونه جاء للساحة الإعلامية من الباب وليس من النافذة؛ فالأول على كونه مدرسا للتربية الرياضية، فقد كان لاعبا ونجما في لعبتي كرة القدم وكرة الطاولة ومثّل المنتخبات الوطنية فيهما، فضلا عن كونه إداريا في اتحاد الكرة الطائرة التي كان حكما دوليّا فيها، وله مؤلفات في تدريب كرة القدم، وكان يعتزم إصدار أعمدته في كتاب ليخلدها لمختلف الأجيال.
} ولا يختلف اثنان على قدرته في اكتشاف من يملكون القدرة على التحليل والنقد الصحفي؛ وليس غريبا أن يكون غالبية من عملوا في الصفحة الرياضية بأخبار الخليج هم من اكتشافاته، وهنا يسطر الشاعر يوسف الحايكي أبياتا مهداة إلى روحه:
سَأَلَ اَلْمَقَالُ مُتَشَوِقاً إِلْيكَ أَيا سَلْمَانُ، فَلَقَدْ رَحَلْتَ مُفَارِقاً عَنْهُ بِلَا اسْتِئذَانُ، وَغَدَا اَلْمَقَالُ فِي اَلْجَرِيدَةِ مُيَتَّماً أَحْرُفُهُ مُهْمُومَةً كَلِمَاتُهُ مُتْعَبَةً وَسْطُورُهُ تَنْتَابُها أَحْزَانُ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك