على مسؤوليتي
علي الباشا
السياحة الرياضية
{ بطولات عالمية وقارية وإقليمية تحطّ في الأعوام الأخيرة بمنطقتنا الخليجية وننتظر أخرى في الأعوام القادمة وصولا إلى مونديال 2030؛ وهذا يعني ان المنطقة أصبحت واحة رياضية تستقطب المنتخبات والأندية من شتى أنحاء العالم، ليس فقط المستضيفة للأحداث الرياضية؛ ونخصّ هنا كرة القدم، ولكن حتّى تلك غير المستضيفة!
{ فمثلا مونديال 2022 لم تحط الفرق العالمية المشاركة فقط في البلد المستضيف؛ ولكن حتى دول الجوار ممن تملك البنية الرياضية التحتية (الاستادات والملاعب المزروعة) النموذجية والبنية الفندقية، كانت ملاذا للمنتخبات لتعسكر فيها وتلعب وديّا مع منتخبات اخرى زائرة، والجماهير أيضا تحط فيها قبل الانتقال الى وجهتها الأساس.
{ وهذا ما كان ليحصل لولا ان الدول الشقيقة أسست بشكل صحيح للسياحة الرياضية؛ والتي لا ينقصنا منها غير الملاعب النموذجية والمعشّبة على أسس علمية وتضاهي مثيلاتها عالميا، وتجد فيها المنتخبات على اختلافها واحة (للتعسكر)، وهو ما يطور من السياحة الرياضية؛ والتي يسندها التكامل في المجالات البنيوية الأخرى.
{ وحال تنمية السياحة الرياضية؛ ليس وليد الساعة لكنه تولّد مع أفكار رياضيين كبار في دول شقيقة حين تم استقطاب مباريات سوبر عالمية؛ ربما من تسعينيات القرن الفائت، بل ان أندية أوروبية تجد في فترة توقف دورياتها منتصف الموسم الكروي وحيث تساقط الثلوج؛ فرصة لأن تجد في بعض الدول الخليجية لإقامة تدريباتها حيث اعتدال الجو!
{ وصناعة السياحة الرياضية لا اظنها تقتصر على هيئة الرياضة؛ بل هي يفترض ان تدخل في شراكتها جهات وزارية أخرى، كالأشغال والإسكان والبلديات والسياحة، لأنه لا يفترض ان تكون الاستادات الرياضية فقط بعهدة هيئة الرياضة، بل ان البلديات يفترض ان تخصص لها مساحات من الأراضي يمكن ان تستثمر في بناء استادات لتؤجر.
{ والامر ليس بدعة في هذا الشأن فكثير من الدول العالمية ترى ان بلديات المدن هي التي تتعهد ببناء الملاعب وتؤجرها على الاتحادات والأندية، وحين يكون لنا ذلك الكم من الملاعب سيمكننا من استثمارها لبناء سياحة رياضية نستقطب فيها بطولات ومعسكرات، وتكون ملاعبنا وفنادقنا وأسواقنا محطّات للفرق قبل انتقالها إلى وجهات أخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك