على مسؤوليتي
علي الباشا
لا يتكررون
} يعجبني في أي معلق كروي، إذاعيا كان أو تلفزيونيا؛ من يشعرني بالمتابعة الفعلية وكأنها من البداية، وإن لحقت بالاستماع والمشاهدة متأخرا فلديه التفصيل الفني، وإشعار من يتابعه بالوقت، وبالأحداث بتوقيتاتها، أي يشعرك بأنك تعيش الحدث ميدانيا بكل تفصيلاته، مع فارق الوضع بين الاستماع والمشاهدة.
} وأربعة أظنهم يشار لهم بالبنان على المستوى العربي؛ وهم المصري (محمد لطيف)، والفلسطيني (أكرم صالح)، والكويتي (خالد الحربان) والإماراتي (عدنان الحمادي)؛ والأربعة كقامات في التعليق على مباريات كرة القدم يمثلون مدارس؛ قل أن تتكرر، ولمن لم يسمعهم ويتابعهم؛ فهو لم يعش التعليق بفنونه وحلاوته.
} ويمتاز الأربعة بسرعة البديهة، والقدرة على استقطاب من يستمع إليهم؛ إن عبر الأثير أو عبر التلفاز، حيث إن لهم قدرات فنية تساعد المستمع لأن يعيش أحداث المباراة إن كان يستمع لهم من خلال المذياع؛ وكأنه يعيش الحدث من أرض الملعب، ويحترمون ثقافته عند مشاهدته عبر التلفاز!
} خفة الظل ميّزت الأربعة من دون الخروج عن أجواء المباراة، حتى في المعلومات التي يشعرون بأن المستمع أو المشاهد يحتاجها، ويعرفون أن هذا ليس بحاجة إلى كمية معلومات بعيدة عن أجواء الحدث، رغم أن اختيارهم للمعلومة آنذاك ليس بالأمر السهل؛ وليس كما هو حاصل بين بعض معلقي اليوم بخروجهم الدائم عن أجواء المباراة.
} وأعتقد أن (الطرفة) حين تحضر معهم، فإنها تستمر مع المستمع، وبالذات إنها تأتي بتلقائية نادرة، فالكابتن لطيف حتى اللحظة لم تخرِّج مصر مثله، لناحية الأسلوب في التعليق، والحال ينطبق على الحربان الذي يقلده أغلب المعلقين في الخليج، بينما أحدث أكرم نقلة نوعية على التعليق في التلفزيون السعودي وكذا كان الحمادي إماراتيا!
} وعلى المستوى المحلي (البحرين) لا يمكن لي أن (أبخس) معلقينا حقهم من الإشادة؛ وإن (ظلموا) في التعليق الدولي، باعتبار أن فضائيتنا ليست غائبة عن ذلك؛ بل هي غير مرافقة لمبارياتنا النخبوية دوليا، ولا هي منصفة في النقل المحلي كأولوية، وحتى على المستوى الإذاعي؛ فإنه بعد (المحروس) قلّ النقل المباشر ولم يعد له أثر!
} أعتقد أن معلقينا المحليين من مختلف الحقب، والذين يتباينون في قدراتهم بين جيل وآخر ؛ كان يمكنهم الإبداع لو توافرت لهم الإمكانات التي يعيشها نظراؤهم في الفضائيات الخليجية؛ الخاصة والحكومية، وبالذات أن الأغلب لم تتح لهم فرصة التدريب والاحتكاك على المستوى الخارجي، وكم هم بحاجة إلى الإنصاف على المستوى المادي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك