العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اللؤلؤ البحريني سفيرًا للسياحة من أعماق الطبيعة البحرية

بقلم: د. فاطمة ناصر

السبت ٢٠ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

لقد‭ ‬عرفت‭ ‬جزيرة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬التاريخ‭ ‬المختلفة‭ ‬بأسماء‭ ‬كثيرة،‭ ‬حيثُ‭ ‬اشتهرت‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬السومري‭ ‬باسم‭ ‬دلمون‭ ‬ومعناها‭ ‬أرض‭ ‬الحياة،‭ ‬وفي‭ ‬العصر‭ ‬الإغريقي‭ ‬والعصر‭ ‬الروماني‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ (‬ق‭.‬م‭) ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬تايلوس،‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬مؤرخي‭ ‬الرومان‭ ‬ويدعى‭ ‬‮«‬بليني‮»‬‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سماها‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬شهرتها‭ ‬في‭ ‬اللؤلؤ،‭  ‬وقد‭ ‬أُطلق‭ ‬الرحالة‭ (‬الريحاني‭) ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المملكة‭ ‬مسمى‭ ‬البحرين‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬امتدادها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬بحرين‭ ‬هما‭: ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخليج‭ ‬عمان‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭.‬

‭ ‬وهناك‭ ‬رأي‭ ‬يرجع‭ ‬أصل‭ ‬التسمية‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬جزيرة‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬المالح‭ ‬الذي‭ ‬يجثم‭ ‬فوق‭ ‬بحر‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬العذب،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬التسمية‭ ‬أطلقت‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬ينابيع‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يشبه‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬غزارة‭ ‬مياهه‭ ‬بحرًا‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬العذب‭ ‬الذي‭ ‬يجاور‭ ‬بحرًا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬المالح‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لدفء‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وصفائها‭ ‬وضحالتها‭ ‬وخاصة‭ ‬قرب‭ ‬سواحل‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬جعلها‭ ‬منطقة‭ ‬غنية‭ ‬بثروتها‭ ‬السمكية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬كذلك‭ ‬بيئة‭ ‬صالحة‭ ‬لنشوء‭ ‬وتطور‭ ‬مصائد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬واستخراجه،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬تصنيعه‭ ‬والاتجار‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي،‭ ‬وأصبح‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬البحريني‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬المداخيل‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬الأغنياء‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬البحرينيين‭ ‬كانوا‭ ‬يتحكمون‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بحكم‭ ‬ما‭ ‬يملكون‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬صيد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وتربيته‭.‬

إن‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬تصدر‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬أنواع‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬منافس،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬قرون،‭ ‬وقد‭ ‬اعتُبِرَت‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق‭ ‬عاصمة‭ ‬للؤلؤ‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وذلك‭ ‬لكونها‭ ‬أكثر‭ ‬المدن‭ ‬ازدهارًا‭ ‬واتّصالاً‭ ‬بهذا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العريق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬موطنًا‭ ‬لأكبر‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬الغوّاصين،‭ ‬كما‭ ‬يرسمها‭ ‬موقع‭ ‬مسار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬بالمحرق،‭ ‬وقد‭ ‬تميز‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬عن‭ ‬اللآلئ‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬بريق‭ ‬ولونه‭ ‬الأبيض‭ ‬المائل‭ ‬للوردي‭ ‬وشكله‭ ‬الكروي‭ ‬ولمعانه‭ ‬الطبيعي‭.‬

تعود‭ ‬صناعة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬قرون‭ ‬مضت،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬مصدرا‭ ‬رئيسيا‭ ‬للدخل‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قديمًا،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬تعرف‭ ‬بلقب‭ ‬‮«‬مملكة‭ ‬اللؤلؤ‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬إلى‭ ‬أسواق‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لموقع‭ ‬قناة‭ (‬CNN‭) ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬فقد‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬اللآلئ‭ ‬البحرينية‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬التفكير‭ ‬بأي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ينتج‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬منذ‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬عام،‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬اللآلئ‭ ‬البحرينية‮»‬‭.‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬ورؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الطبيعي‭ ‬واستدامته‭ ‬واستعادة‭ ‬أمجاد‭ ‬وسمعة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اللؤلؤ؛‭ ‬فقد‭ ‬وضع‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬دانات‮»‬‭ ‬منذُ‭ ‬تأسيسه‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬أهمها‭ ‬العمل‭ ‬على‭  ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للؤلؤ‭ ‬الطبيعي،‭  ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مركزًا‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬فحص‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وأصبح‭ ‬مختبر‭ ‬دانات‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬فحص‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والفعاليات‭ ‬العالمية‭ ‬للترويج‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كمهد‭ ‬استخراج‭ ‬وتجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي،‭ ‬كذلك‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬خدمات‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬والبرامج‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بفحص‭ ‬وتوثيق‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بتجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭.‬

ونتيجة‭ ‬للتقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬وتغيرات‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصناعي‭ ‬تراجعت‭ ‬صناعة‭ ‬إنتاج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭  ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتفظ‭ ‬بمكانتها‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المهرجانات‭ ‬والفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭.‬

وكذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصناعات‭ ‬الحرفية‭ ‬والمجوهرات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬كمادة‭ ‬خام‭ ‬في‭ ‬صناعتها؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬يلقى‭ ‬اهتمامًا‭ ‬ذا‭ ‬شعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬المهتمين‭ ‬بالأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬والمجوهرات‭ ‬الفاخرة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وتلعب‭ ‬صناعة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬دورًا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬السياحة‭ ‬واستدامتها،‭ ‬وخاصة‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ركائزها‭ ‬ومقوماتها‭.‬

توجد‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للسياح‭ ‬زيارتها‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬صناعة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وشراء‭ ‬المجوهرات‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬النادر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭  ‬منطقة‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬بو‭ ‬ماهر‮»‬‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق،‭ ‬والتي‭ ‬تعدُ‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بصناعة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ويمكن‭ ‬للسياح‭ ‬كذلك‭ ‬زيارة‭ ‬بيت‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬صيد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وتصنيع‭ ‬المجوهرات‭ ‬منه،‭ ‬كما‭ ‬يمكنهم‭ ‬القيام‭ ‬برحلات‭ ‬بحرية‭ ‬لزيارة‭ ‬المزارع‭ ‬الحديثة‭ ‬لتربية‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬عملية‭ ‬الاستزراع‭ . ‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬كذلك‭ ‬للسياح‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالتسوق‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المخصصة‭ ‬لبيع‭ ‬المجوهرات‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وخاصة‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬الأثري،‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬قوانين‭ ‬تنظم‭ ‬مهنة‭ ‬صيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬قرار‭ ‬رقم‭ (‬43‭) ‬لسنة‭ ‬2017م،‭ ‬وذلك‭ ‬بشأن‭ ‬تنظيم‭ ‬صيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬وكانت‭ ‬المادة‭ ‬الثانية‭ ‬منه‭ ‬تتعلق‭ ‬برخصة‭ ‬تنظيم‭ ‬رحلات‭ ‬الغوص‭ ‬لصيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬ونصت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬تنظيم‭ ‬صيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رحلات‭ ‬الغوص‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرخصة،‭ ‬وفيما‭ ‬عدا‭ ‬الملتحقين‭ ‬بالرحلات‭ ‬المنظَّمة‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬المراكز‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لأيِّ‭ ‬شخص‭ ‬الغوص‭ ‬لصيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الترخيص‭ ‬وفْقًا‭ ‬للأحكام‭ ‬والشروط‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرار‮»‬‭. ‬وكما‭ ‬ورد‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬رقم‭ (‬3‭) ‬والذي‭ ‬يشترط‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬صيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬نشاط‭ ‬تنظيم‭ ‬رحلات‭ ‬سّياحية‭ ‬داخلية‭ ‬بحرية،‭ ‬رحلات‭ ‬الغوص،‭ ‬وتشمل‭ ‬الغوص‭ ‬لاستخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والمَحَّار،‭ ‬والمسجَّل‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسّياحة،‭ ‬وأنْ‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬المركز‭ ‬سفينة‭ ‬مُرَخَّصة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬معدة‭ ‬لصيد‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رحلات‭ ‬الغوص‭.‬

إن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬حرفة‭ ‬صيد‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬القديمة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتراث‭ ‬البحريني‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬السّياحة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والسّياحة‭ ‬البيئية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬المدخولات‭ ‬المالية‭ ‬وتقوية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬ربطها‭ ‬بمؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬الاعتبارات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬حس‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعُا‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬وأفراد‭ ‬المشاركة‭ ‬بشكل‭ ‬فاعل‭ ‬للترويج‭ ‬وإكساب‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬شهرة‭ ‬محلية‭ ‬وعالمية‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬أعلى،‭ ‬ويمكننا‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إنشاء‭ ‬موقع‭ ‬إلكتروني‭ ‬أو‭ ‬صفحات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للتسويق‭ ‬وعرض‭ ‬صور‭ ‬للمصوغات‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬وتقديم‭ ‬عروض‭ ‬خاصة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إنشاء‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تسويقية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والترويج‭ ‬لزيارة‭ ‬المملكة‭ ‬واقتناء‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬الثمين‭.‬

ومن‭ ‬الرائع‭ ‬كذلك‭ ‬تنفيذ‭ ‬أفكار‭ ‬تسويقية‭ ‬تشجع‭ ‬السياح‭ ‬على‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬المملكة،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادرة‭ ‬ترويجية‭ ‬موسمية‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬انتظارك‮»‬‭ ‬ويفوز‭ ‬بها‭ ‬أحد‭ ‬المسافرين‭ ‬القادمين‭ ‬للمملكة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المواسم‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تنشيط‭ ‬سياحي‭.‬

كما‭ ‬قال‭ ‬الأديب‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جيران‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬سوى‭ ‬رأي‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬الصدف،‭ ‬وليس‭ ‬الماء‭ ‬سوى‭ ‬رأى‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬الفحم‮»‬‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬لعلماء‭ ‬النفس‭ ‬أراء‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وفوائده،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬يمنح‭ ‬الشخص‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬عبر‭ ‬ارتدائه،‭ ‬كما‭ ‬يمحو‭ ‬ما‭ ‬يوجد‭ ‬بداخل‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬سلبية،‭ ‬كذلك‭ ‬يُعطي‭ ‬الشخص‭ ‬ثقة‭ ‬داخلية،‭ ‬ويمنحه‭ ‬جاذبية‭.‬

وهناك‭ ‬رأي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬يُحفز‭ ‬الذاكرة،‭ ‬ويهدئ‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية،‭ ‬لما‭ ‬يحتوي‭ ‬عليه‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض‭ ‬الجلدية،‭ ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬الإنسان‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬ودائمًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬امتلاكه‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬الترف‭ ‬والثراء‭ ‬الشديد‭.‬

وعلى‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬اقتصاد‭ ‬اللّؤلؤ‭ ‬كنتيجةٍ‭ ‬للتّحوّلات‭ ‬الاقتصاديّة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬والمظاهر‭ ‬المتّصلة‭ ‬به‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة،‭ ‬كما‭ ‬بقي‭ ‬اللّؤلؤ‭ ‬كرمزيّة‭ ‬أساسيّة‭ ‬في‭ ‬الهويّة‭ ‬الثّقافيّة‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحرينيّ‭. ‬إنّ‭ ‬استمراريّة‭ ‬أثر‭ ‬تراث‭ ‬اللّؤلؤ‭ ‬بأبعاده‭ ‬المادّيّة‭ ‬واللّامادّيّة،‭ ‬تُعدّ‭ ‬اليوم‭ ‬شاهدًا‭ ‬فريدًا‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬والرّوابط‭ ‬الخليجيّة‭ - ‬الإقليميّة،‭ ‬الاجتماعيّة‭ ‬منها‭ ‬والاقتصاديّة،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬اكتشاف‭ ‬النّفط‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬كهدايا‭ ‬للملوك‭ ‬والأمراء‭ ‬والحكام،‭ ‬وبالأخص‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬اكتسب‭ ‬شهرته‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬خاصة،‭ ‬وذلك‭ ‬أثر‭ ‬ارتداء‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬وأيضا‭ ‬أميرة‭ ‬ويلز‭ ‬أقراط‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬امتداًدا‭ ‬لتقاليد‭ ‬بريطانية‭ ‬عريقة،‭ ‬وترويجًا‭ ‬للؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬البحريني‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬حيثُ‭ ‬يعد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الركائز‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬السمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬واستدامتها‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭. ‬

{ مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات‭ ‬

البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا