على مسؤوليتي
علي الباشا
التلاعب في النتائج
} استوقفني الليلة قبل البارحة في أحد البرامج الرياضية العراقية تصريح لأحد مدربي الأندية بوجود تلاعب في نتيجة مباراة لفريقه والتي أدّت إلى فوز فريق منافس وصعوده إلى دوري المحترفين؛ ويدّعي بوجود وثائق على ذلك!
} الغرابة أن تأتي الشكوى من مدرب ويُطالب بالتحقيق في الأمر، بمعنى أنّها ليست عملية فحص وتتبع من قبل جهات قضائية متخصصة في هذا الشأن، وهو ما يتطلّب عدم إهمال هذا الدليل المادي؛ وإلّا لما كان لمدرب أن يتجرأ على ذلك.
} توجد تباينات حول ما صرح به المدرب المعني؛ تباينًا بحسب اختلاف الأهواء، ولكن على اتحاد اللعبة نفسه أن يلتقط مثل هذا الخيط للتحقيق في الأمر، ويترك للمتخصصين في مثل هذه الحوادث القيام بعملية بحث؛ لإثبات صحة ما قال من عدمه!
} والتلاعب في النتائج ظاهرة عالمية؛ قد لا تستكشف إلّا بعد مضي فترة طويلة، فهناك جهات قضائية متخصصة في هذا الشأن، وينطلقون من معايير فنية وإدارية، ويتتبعون الخيوط التي تقودهم إلى الحقيقة، وقد تتأخر العقوبات لتأخر نتائج التحقيق.
} ومثل هذا التلاعب لا يأتي إلّا في الجولات المتأخرة من الدوريات، قد يكون بطلها حكما باع ضميره، أو لاعبا في مركز مهم تمّ إغراؤه بمال سال له لعابه، وبالذات حين يأتي الإغراء أو الشراء من قبل مليونير أو مكاتب المافيا الخاصة بالمراهنات.
} وليس ببعيد علينا ما حصل في الدوري الإيطالي عام 1980 وتعرض ناديا ميلان ولاتسيو للهبوط مع إيقاف مسؤولين كبار من الناديين، ولاعبين نجوم على رأسهم باولو روسي الذي تم سجنه؛ قبل أن يخرج ويكون هدافًا لكأس العالم!
} وحتّى يوفنتوس لم يسلم حيث تورّط مع أندية ميلان وفيرونتينا ولاتسيو وريجينا، وحيث تمّ تجريد يوفنتوس من لقبه عام 2006 ومنحه للإنتر، وهبوطه للدرجة الثانية مع خصم 17 نقطة من رصيده الموسم التالي.
} هذه الخيوط التي تكون في الأغلب من مكاتب المراهنات والمتراهنين، ويتم مسك خيوطها عبر محادثات هاتفية مسجّلة تكتشف بعد أن يختلف المتراهنون حول نصيبهم من المكاسب، ولكن حين يتجرأ مدرب ويبوح بما حصل فالعملية أسهل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك