على مسؤوليتي
علي الباشا
يا طابخ الفأس
} من الأمثال الشعبية الدارجة بالخليج «مسكين يا طابخ الفأس تبغي المرق من حديده!»؛ وهو يُقال للمحاولات اليائسة للحصول على الشيء المستحيل، وقصته أن لحّامًا يُقطِّع اللحم بالفأس؛ فجاء من سرق الفأس ووضعه بقدر ماء يغلي يبغي مرقه!
} استخدمنا هذا المثل غير مرة؛ وأعيد تذكاره وقعًا على اتصال من الصديق وزميل الدراسة النجم الدولي السابق مبارك طاهر، حيث كان محور الحديث قلة أو ندرة اللاعبين المُنتجين محليًّا في أنديتنا؛ بما يترك تأثيراته المستقبلية على المنتخبات.
} وهُنا أستذكر عتابًا رقيقًا من الصديق العزيز حسن سعيد؛ حول ضرورة الاعتماد الأساسي على مخرجات فرق الفئات بالأندية، كي لا يأتي يوم نرى أن هذه الأندية تبحث عن المواهب فلا تراهم؛ نتيجة السياسة الخاطئة التي تُماثِل المثل.
} أنديةٌ قليلة فقط حاليًّا تعتمد على مخرجاتها من لاعبي الفئات، وعلينا أن نفتح قوائم تسجيل الفرق في المباريات لنستكشف الأسماء، ولذا نفرح حين نرى في القمة الاستثنائية الأخيرة «المحرق والمنامة» الدفع بلاعبين من فئات الناديين.
} طبعًا استذكرت مع الصديق مبارك منتخب الشباب ثالث آسيا في طهران؛ والذي ضمّ نجوما تلعب في الفريق الأول بأنديتها، رغم وجود النجوم ولكن هؤلاء الشباب كانوا منافسين لهم، والمدربون يبقون حيارى في اختيار اللاعب الأنسب!
} لا يعني ذلك أن سياسة الاستقطاب بين الأندية غائبة؛ ولكنها موجودة وليست سهلة ولا مجانية، ويُمكن لمن واكب تلك الفترة أن يستعرض الانتقالات التي تمّت بين الأندية؛ من دون أن تترك تأثيرات كبيرة على مخرّجاتها التي هي الأساس.
} مشكلة الاعتماد على الاستقطاب من خارج أسوار النادي؛ وحتّى على مستوى الفئات، نرى تأثيرها على منتخباتنا بشكل واضح نقرأه في غيابنا عن النهائيات القارية، لأن البناء إداريًّا وفنيًّا صار يشابه عمل طابخ الفأس للحصول على المرق!
} قد يكون الوصول إلى دوري مشابه لدوري «يوشن» مستحيل ماديًّا، ولكن بالإمكان الوصول وفق استراتيجيات تُعيد «الهيبة» لمسابقات الفئات من خلال مخرجات الأندية، وأن تستعيد مسابقات المدارس فعاليات «صفوفها» وليس من خارجها!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك