العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

متى تتم مساءلة المسؤولين عن كارثة الحرب في العراق؟

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

إنه‭ ‬لأمر‭ ‬مأساوي‭ ‬ومحزن‭ ‬للغاية‭ ‬حقا‭! ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال‭ ‬على‭ ‬الغزو‭ ‬العسكري‭ ‬الكارثي‭ ‬الذي‭ ‬شنته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2003،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بما‭ ‬اكتنف‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬جهل‭ ‬وأكاذيب‭ ‬ودمار‭ ‬وفظائع‭ ‬إنسانية‭.‬

لقد‭ ‬ذهب‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬اعتقاد‭ ‬المحافظين‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬أن‭ ‬أعداءنا‭ ‬قد‭ ‬نفذوا‭ ‬هجمات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭ ‬واستهدفوا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لأنهم‭ ‬نظروا‭ ‬إلينا‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬ضعفاء‭. ‬لقد‭ ‬افترض‭ ‬المحافظون‭ ‬الجدد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬السريع‭ ‬والحاسم‭ ‬سيتحقق‭ ‬منذ‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للغزو‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيظهر‭ ‬مدى‭ ‬قوة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وتصميمها‭. ‬لقد‭ ‬اعتقدوا‭ ‬أيضا،‭ ‬بل‭ ‬توهموا‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬ستضمن‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لعقود‭ ‬قادمة‭.‬

كنت‭ ‬قد‭ ‬خدمت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬برعاية‭ ‬مؤسسة‭ ‬فكرية‭ ‬مع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المؤيدين‭ ‬البارزين‭ ‬لهذه‭ ‬النظرة‭ ‬العالمية،‭ ‬وقد‭ ‬أذهلتني‭ ‬غطرستهم‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬جهلهم‭ ‬المدقع‭ ‬بواقع‭ ‬الأمور‭. ‬فهم‭ ‬لم‭ ‬يعرفوا‭ ‬أو‭ ‬يعتبروا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬معرفة‭ ‬العراق‭ ‬والإلمام‭ ‬بحقيقة‭ ‬واقعه‭.‬

لقد‭ ‬استرشدوا‭ ‬بأيديولوجية‭ ‬مانوية‭ ‬ذات‭ ‬مقاس‭ ‬واحد‭ ‬يناسب‭ ‬الجميع‭: ‬قوى‭ ‬الخير‭ ‬تقاتل‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الصدام‭ ‬بينهما‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭. ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬المواجهة‭ ‬يسود‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬النهاية‭. ‬أما‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬نبهوا‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬الأمر‭ ‬وأطلقوا‭ ‬التحذيرات‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الحط‭ ‬من‭ ‬شأنهم‭ ‬واعتبروا‭ ‬ضعفاء‭ ‬ويفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬العزيمة‭. ‬

لقد‭ ‬كثف‭ ‬هؤلاء‭ ‬‮«‬الخبراء‮»‬‭ ‬من‭ ‬حضورهم‭ ‬في‭ ‬المحطات‭ ‬الإذاعية‭ ‬والتلفزيونية‭ ‬وراحوا‭ ‬يخاطبون‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الصدمة‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الكبير‭. ‬في‭ ‬الشهادات‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬أمام‭ ‬الكونجرس‭ ‬وعلى‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون،‭ ‬قام‭ ‬أنصار‭ ‬الحرب‭ ‬بتلميع‭ ‬صورهم‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬الخير‭ ‬مقابل‭ ‬الشر‮»‬‭ ‬كما‭ ‬تعمدوا‭ ‬تضليل‭ ‬الكونجرس‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬الوشيكة‭.‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬‮«‬الكذبة‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬التي‭ ‬روج‭ ‬لها‭ ‬المحافظون‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بقيادة‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬بشأن‭ ‬العراق‭ ‬تتعلق‭ ‬بأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬الكذبة‭ ‬الكبرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالكذب‭ ‬وخداع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬حول‭ ‬تكاليف‭ ‬الحرب‭ ‬وشروط‭ ‬الاشتباك‭.‬

لقد‭ ‬زعم‭ ‬متحدثون‭ ‬باسم‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬شهاداتهم‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬ستنتهي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة،‭ ‬كما‭ ‬زعموا‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ستلقى‭ ‬كل‭ ‬الترحيب‭ ‬كقوات‭ ‬محررة‭ ‬وأن‭ ‬الحرب‭ ‬لن‭ ‬تكلف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬إلى‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وأن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الجديدة‭ ‬ستسود‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬العراق،‭ ‬الذي‭ ‬سيتحول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬منارة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭.‬

ردد‭ ‬الصحفيون‭ ‬والمعلقون‭ ‬تلك‭ ‬الادعاءات‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬السرد‭ ‬المهيمن،‭ ‬فيما‭ ‬خانت‭ ‬الجرأة‭ ‬والشجاعة‭ ‬معظم‭ ‬السياسيين‭. ‬ولأن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ (‬وفقًا‭ ‬لمسح‭ ‬أجري‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬الغزو‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬انجروا‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬الأكاذيب‭ ‬المضللة‭.‬

خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬كنت‭ ‬أنا‭ ‬وزوجتي‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬نورث‭ ‬كارولينا‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أدرس‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬ديفيدسون‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬ما،‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬واشنطن‭ ‬لمناقشة‭ ‬قرار‭ ‬قدمته‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لحث‭ ‬الحزب‭ ‬على‭ ‬معارضة‭ ‬إرسال‭ ‬شبابنا‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬تكاليفها‭ ‬وشروط‭ ‬المشاركة‭ ‬والعواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬تاريخ‭ ‬وثقافة‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرفها‭. ‬سمح‭ ‬لي‭ ‬قادة‭ ‬الحزب‭ ‬بتقديم‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يسمحوا‭ ‬بالتصويت‭ ‬عليه‭.‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كنت‭ ‬أستضيف‭ ‬برنامج‭ ‬اتصال‭ ‬تلفزيونيا‭ ‬مباشرا‭ ‬أسبوعيًا‭ ‬على‭ ‬تلفزيون‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬و‭ ‬Direct‭ ‬TV‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬بثت‭ ‬محطة‭ ‬تلفزيون‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬برنامجين‭ ‬مباشرين‭ ‬عبر‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬يربطان‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ديفيدسون‭ ‬بطلاب‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬عيون‭ ‬طلابي‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬العراقي‭ ‬والثقافة‭ ‬ومختلف‭ ‬الحساسيات‭ ‬والخصوصيات‭. ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬البرنامج‭ ‬أخبرني‭ ‬أحد‭ ‬طلاب‭ ‬جامعة‭ ‬ديفيدسون‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬العراقيين‭ ‬وهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أننا‭ ‬سنقوم‭ ‬بقصفهم‭.‬

بعد‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬نسينا‭ ‬تلك‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والترهات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬ولم‭ ‬تتم‭ ‬محاسبة‭ ‬أحد‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬وعن‭ ‬تلك‭ ‬الفظاعات‭.‬

أصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬قرارا‭ ‬بنشر‭ ‬المذكرات‭ ‬والتقارير‭ ‬عن‭ ‬التعذيب‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬سلفه‭ ‬جورج‭ ‬بوش،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬مبرر‭ ‬‮«‬قانوني‮»‬‭ ‬وتعريف‭ ‬الأساليب‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬لتعذيب‭ ‬السجناء‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬الآمال‭ ‬في‭ ‬المساءلة‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭. ‬كانت‭ ‬المذكرات‭ ‬مفصلة‭ ‬بشكل‭ ‬مرعب‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬ممارسات‭ ‬التعذيب‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭. ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬إصدار‭ ‬المذكرات،‭ ‬أعلن‭ ‬أوباما‭ ‬‮«‬أننا‭ ‬لن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‮»‬‭.‬

وها‭ ‬نحن‭ ‬هنا،‭ ‬بعد‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‭ ‬عن‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬خلفت‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ومئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العراقيين،‭ ‬وها‭ ‬هم‭ ‬نفس‭ ‬صقور‭ ‬المحافظين‭ ‬الجدد،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يُعتبرون‭ ‬‮«‬خبراء‮»‬،‭ ‬يظهرون‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬موجات‭ ‬الأثير‭ ‬وهم‭ ‬يروجون‭ ‬هراءهم‭ ‬المانوي‭ ‬عن‭ ‬صراعات‭ ‬وأعداء‭ ‬آخرين‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬يظل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬غير‭ ‬مطّلع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العراق،‭ ‬وما‭ ‬فعلناه‭ ‬هناك،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بأكمله‭ ‬بتاريخه‭ ‬وثقافته‭.‬

نواصل‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬أعمى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتزايد‭ ‬قلقه‭ ‬بشأن‭ ‬دورنا‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬بسبب‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬المساءلة‭ ‬وفهم‭ ‬التاريخ‭. ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المساءلة‭ ‬لن‭ ‬تجعلنا‭ ‬أضعف،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬ستجعلنا‭ ‬أذكياء‭ ‬وأقوى‭ ‬وأكثر‭ ‬احترامًا‭ ‬ومكانة‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا