على مسؤوليتي
علي الباشا
الجماهير
} لا أعتقد أن الجاذب للحضور الجماهيري في الملاعب هو المستوى الفني؛ بقدر ما هو الانتماء ووجود النجوم، فالأندية الجماهيرية، وهي في كل بلد قلة؛ تُتابعها جماهيرها بأهازيج تبعث الحماس في النفوس، كما أن النجوم يكون لها دور استثنائي في جلب الجماهير للمباريات؛ لأن هذه الجماهير تكون عاشقة لإبداعاتهم.
} في مباراة المحرق الأخيرة؛ كان حضور جماهير «الملكي» استثنائيًّا، والكل يعرف أن الجمهور الحقيقي هو جمهور المحرق، منذ الستينيّات حتّى الآن. قد «تزعل» أحيانًا ولكنها لا يُمكن أن تتخلى عن الفريق في أوقات الشدّة، ولذا فهو الجمهور الحقيقي لدينا في ملاعب الكرة، وبالذات مع انكماش جماهير الأهلي لتردي النتائج!
} وأعتقد أننا جميعًا سعدنا بأن تقف جماهير الفريق في مباراته أمام السيب العماني، وسعدنا أكثر بتشجيعه حتّى بعد انتهاء المباراة، ولو كانت هناك جائزة محليّة للجماهير لِما ذهبت لغيرها، ولذا لا يُمكن لنادٍ آخر أن يستقطب ربع ما تأتي به جماهير المحرق من العدد؛ محليًّا و خليجيًّا وقاريًا.
} وكان لافتًا في بطولة الأندية الخليجية لكرة اليد أن يتمثّل نجاحها جماهيريًّا باستمرار الأهلي في المنافسة، أو هكذا الجماهير التي ساندته بقوة، لأن الجماهير الصفراء تظهر خلف فريقها في اللقاءات التنافسية، ولكن خروجه سحب منه جمهورًا عريضًا لا يمكن أن يعوضه وجود الفريق «المنظم» في المنافسة.
} جماهير الأهلي عاشقة للنسر الذهبي، ولكن حين نضع المقارنة بين أنديتنا المحليّة؛ فإنّهُ من الظلم أن نضعها مع جماهير «الملكي» حضورا وتشجيعًا، لأن جماهير «الملكي» تزداد بالانتماء، وهي رهينة أسرٍ وُلدت في عشق المحرق، بينما الأخرى فإنّها تُشكل حضورًا طارئًا وإن حاولت أندية أن تدفع لتحضر الجماهير.
} عُشق «الملكي» تتوارثه أجيال وأسر، ولا يُمكن أن يُسحب متى ظهر ناد مُنافس كحال جماهير النسور في أواسط الستينيّات وبداية السبعينيّات حين سحب «العربي» من الحورة كثيرا من جماهير «الأصفر» في مختلف المناطق؛ وإن بقيت له الأكثرية، ومن أسرار مثل هذا السحب وجود نجوم مهرة لدى النادي المستجد!
} وعلى أية حال أعتقد أن لاعبي المنامة في مباراتهم بالسودان فوجئوا بالشعبية الجارفة للهلال وحضور جماهيره المُتوقدة حُبًّا وعُشقًا فيه، وكانت من عوامل فوزه، لكن من الصعب على فريق محلي «باستثناء المحرق» أن يجمع حضورًا بمثل هذه الكثافة أو نصفها محليًّا في الدوري أو المسابقات الاقليمية والقارية!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك