العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

شرق و غرب

حروب أمريكا بالوكالة من ليبيا والعراق إلى أوكرانيا

الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬جيفري‭ ‬دي‭ ‬ساكس‭ ‬{

 

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬تمثل‭ ‬العدو‭ ‬الأكبر‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭. ‬فإذا‭ ‬انزلق‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬فإن‭ ‬آمالنا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬قد‭ ‬تتبخر‭ ‬لتزداد‭ ‬معها‭ ‬مخاوفنا‭. ‬قامت‭ ‬نشرة‭ ‬علماء‭ ‬الذرة‭ ‬بتحريك‭ ‬عقارب‭ ‬ساعة‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬ثانية‭ ‬فقط‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭.‬

كانت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الخاسر‭ ‬الأكبر‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬انهار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بنسبة‭ ‬35‭%‬‭ ‬وفقًا‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭. ‬قد‭ ‬تنتهي‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قريبًا،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لمأزقها‭ ‬كضحية‭ ‬لحرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭.‬

تقوم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتسليح‭ ‬وتمويل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬بهدف‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬وإضعاف‭ ‬روسيا‭. ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تحتدم‭ ‬حروب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالوكالة‭ ‬لسنوات‭ ‬وحتى‭ ‬عقود،‭ ‬تاركة‭ ‬بلدانا‭ ‬ساحات‭ ‬القتال‭ ‬مثل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭.‬

ما‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬الحرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬قريبًا،‭ ‬فإن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تواجه‭ ‬مستقبلًا‭ ‬رهيبًا‭. ‬فأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬المروعة‭ ‬لأفغانستان‭ ‬لتجنب‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬كارثة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬بالوكالة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬وكمبوديا‭ ‬وجمهورية‭ ‬لاوس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الشعبية‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وليبيا‭.‬

ابتداء‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬قامت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتسليح‭ ‬المقاتلين‭ ‬لمضايقة‭ ‬الحكومة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬السوفييت‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ومثلما‭ ‬أوضح‭ ‬زبيغنيو‭ ‬بريجنسكي،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬كان‭ ‬هدف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬استفزاز‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬للتدخل،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توريط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مكلفة‭. ‬لم‭ ‬يكترث‭ ‬القادة‭ ‬الأمريكيون‭ ‬بالأضرار‭ ‬الجانبية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬أفغانستان‭.‬

دخل‭ ‬الجيش‭ ‬السوفيتي‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تأمل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وخاضت‭ ‬حربا‭ ‬ضروسا‭ ‬هناك‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينيات‭. ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬أسس‭ ‬المسلحون‭ ‬المدعومون‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬وحركة‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬التسعينيات‭. ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الفخ‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬نصب‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬قد‭ ‬ارتد‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذاتها‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬غزت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أفغانستان‭ ‬لمحاربة‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬وحركة‭ ‬طالبان‭. ‬استمرت‭ ‬الحرب‭ ‬الأمريكية‭ ‬مدة‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬غادرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أخيرًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬استمرت‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتفرقة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬

أصبحت‭ ‬أفغانستان‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬خراب‭. ‬وبينما‭ ‬أهدرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬النفقات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬أفغانستان‭ ‬فقيرة،‭ ‬حيث‭ ‬يقل‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬لعام‭ ‬2021‭ ‬عن‭ ‬400‭ ‬دولار‭ ‬للفرد‭! ‬كهدية‭ ‬فراق‭ ‬لأفغانستان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬استولت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬أرصدة‭ ‬ومدخرات‭ ‬أفغانستان‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬شل‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭.‬

بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قبل‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬دعمت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فيكتور‭ ‬يانوكوفيتش‭. ‬كانت‭ ‬خطيئة‭ ‬يانوكوفيتش‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬محاولته‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حياد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رغبة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ليشمل‭ ‬أوكرانيا‭ (‬وجورجيا‭).‬

كان‭ ‬هدف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تطوق‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬دأبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تسليح‭ ‬وتمويل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الأطراف‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬والآن‭. ‬ففي‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬الرئيسي‭ ‬الممثل‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشأن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬هو‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬فيكتوريا‭ ‬نولاند،‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬اليوم‭ ‬منصب‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬كانت‭ ‬نولاند‭ ‬نفسها‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬جيك‭ ‬سوليفان،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬والذي‭ ‬لعب‭ ‬نفس‭ ‬الدور‭ ‬لنائب‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭.‬

تجاهلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬حقيقتين‭ ‬سياسيتين‭ ‬قاسيتين‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬تتمثل‭ ‬الحقيقة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬منقسمة‭ ‬بشدة‭ ‬عرقيًا‭ ‬وسياسيًا‭ ‬بين‭ ‬القوميين‭ ‬الكارهين‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والروس‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬روسي‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وشبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭. ‬

أما‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ليشمل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وهما‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تجاوزا‭ ‬للخط‭ ‬الأحمر‭ ‬الروسي‭. ‬ستقاتل‭ ‬روسيا‭ ‬حتى‭ ‬النهاية،‭ ‬وستعمد‭ ‬إلى‭ ‬التصعد‭ ‬حسب‭ ‬الضرورة،‭ ‬لمنع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬دمج‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭.‬

تؤكد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬أن‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬هو‭ ‬تحالف‭ ‬دفاعي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬عمد‭ ‬هذا‭ ‬الحلف‭ ‬العسكري‭ ‬إلى‭ ‬قصف‭ ‬صربيا‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬حليفة‭ ‬روسيا‭ ‬لمدة‭ ‬78‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فصل‭ ‬كوسوفو‭ ‬عن‭ ‬صربيا،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أقامت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬كوسوفو‭.‬

وبالمثل،‭ ‬أطاحت‭ ‬قوات‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بحليف‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬لن‭ ‬تقبل‭ ‬أبدا‭ ‬بأي‭ ‬وجود‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬قدم‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬ثلاثة‭ ‬مطالب‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬محايدة‭ ‬وخارج‭ ‬حلف‭ ‬الناتو؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬روسيا؛‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬إقليم‭ ‬دونباس‭ ‬مستقلاً‭ ‬ذاتيًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لاتفاقية‭ ‬مينسك‭ ‬الثانية‭.‬

رفض‭ ‬فريق‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬والمتكون‭ ‬من‭ ‬سوليفان‭ ‬ونولاند‭ - ‬المفاوضات‭ ‬بشأن‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬بعد‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬نفس‭ ‬المجموعة‭ ‬للإطاحة‭ ‬برئيس‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بيانوكوفيتش‭. ‬مع‭ ‬رفض‭ ‬مطالب‭ ‬بوتين‭ ‬التفاوضية‭ ‬رفضًا‭ ‬قاطعًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬غزت‭ ‬روسيا‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭.‬

في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬بدا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬يتفهم‭ ‬مأزق‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الرهيب‭ ‬باعتباره‭ ‬ضحية‭ ‬حرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭. ‬أعلن‭ ‬علنا‭ ‬أن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ستصبح‭ ‬دولة‭ ‬محايدة،‭ ‬وطالب‭ ‬بضمانات‭ ‬أمنية،‭ ‬كما‭ ‬اعترف‭ ‬علنًا‭ ‬بأن‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬ودونباس‭ ‬ستحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المعاملة‭ ‬الخاصة‭.‬

انخرط‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬نفتالي‭ ‬بينيت‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الوسيط‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تركيا‭. ‬اقتربت‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬بينيت‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬‮«‬أعاقت‮»‬‭ ‬عمدا‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭.‬

تصاعدت‭ ‬الحرب‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭. ‬وفقًا‭ ‬للمراسل‭ ‬الاستقصائي‭ ‬الأمريكي‭ ‬سيمور‭ ‬هيرش،‭ ‬فجر‭ ‬عملاء‭ ‬أمريكيون‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬نورد‭ ‬ستريم‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬وهو‭ ‬ادعاء‭ ‬نفته‭ ‬سلطات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الأمريكي‭. ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬التزمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬بإرسال‭ ‬دبابات‭ ‬وصواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬وربما‭ ‬طائرات‭ ‬مقاتلة‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا‭. ‬

إن‭ ‬أساس‭ ‬السلام‭ ‬واضح‭. ‬أوكرانيا‭ ‬ستكون‭ ‬دولة‭ ‬محايدة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭. ‬ستظل‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬موطنًا‭ ‬للأسطول‭ ‬البحري‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1783‭. ‬يمكن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬عملي‭ ‬لإقليم‭ ‬دونباس،‭ ‬مثل‭ ‬التقسيم‭ ‬الإقليمي،‭ ‬أو‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬أو‭ ‬خط‭ ‬الهدنة‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أن‭ ‬القتال‭ ‬سيتوقف،‭ ‬وستغادر‭ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وستضمن‭ ‬سيادة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭. ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021‭ ‬أو‭ ‬مارس‭ ‬2022‭.‬

قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ستقول‭ ‬حكومة‭ ‬وشعب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لروسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ترفض‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ساحة‭ ‬معركة‭ ‬لحرب‭ ‬بالوكالة‭. ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الانقسامات‭ ‬الداخلية‭ ‬العميقة،‭ ‬يسعى‭ ‬الأوكرانيون‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬الانقسام‭ ‬العرقي‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬قوة‭ ‬خارجية‭ ‬ستجنبهم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التسوية‭.‬

 

{ جيفري‭ ‬ساكس‭ ‬أستاذ‭ ‬جامعية‭ ‬ومدير‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بجامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬التي‭ ‬أدار‭ ‬فيها‭ ‬أيضا‭ ‬معهد‭ ‬الأرض‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2002‭ ‬إلى‭ ‬2016،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬مستشارا‭ ‬لدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمناء‭ ‬عامين‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬من‭ ‬مؤلفاته‭ ‬‮«‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الجديدة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاستثناء‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬و«بناء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬و«عصر‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭. ‬

 

كومونز

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا