العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

محاكمة قائد سابق للجنجويد أمام الجنائية الدولية تدخل شوطها الأخير

الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

لاهاي‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أعلن‭ ‬مدعي‭ ‬عام‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬أن‭ ‬قائدا‭ ‬سابقا‭ ‬لمليشيا‭ ‬سودانية‭ ‬شارك‭ ‬‮«‬طوعا‭ ‬وعن‭ ‬دراية‮»‬‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬موجها‭ ‬إليه‭ ‬اتهامات‭ ‬بالاغتصاب‭ ‬والقتل‭ ‬والتعذيب‭. ‬ودخلت‭ ‬محاكمة‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المعروف‭ ‬باسمه‭ ‬الحركي‭ ‬علي‭ ‬كوشيب‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬شوطها‭ ‬الأخير،‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬بغرب‭ ‬السودان‭ ‬خلال‭ ‬النزاع‭ ‬الدامي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬قبل‭ ‬حوالى‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭. ‬

وتستمع‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬مقرا‭ ‬في‭ ‬لاهاي،‭ ‬إلى‭ ‬المرافعات‭ ‬الختامية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬القائد‭ ‬السابق‭ ‬لميليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬قوات‭ ‬رديفة‭ ‬لحكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬المخلوع‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭. ‬ويشتبه‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬علي‭ ‬كشيب‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬هجمات‭ ‬عنيفة‭ ‬على‭ ‬قرى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬وادي‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2003‭. ‬ويواجه‭ ‬31‭ ‬تهمة‭ ‬تتعلق‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬واغتصاب‭ ‬وتعذيب‭ ‬ونهب‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة،‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬2003‭ ‬و2004‭. ‬وأكد‭ ‬المتهم‭ ‬براءته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التهم‭. ‬

وقال‭ ‬المدعي‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬أمام‭ ‬القضاة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬المتهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬مسؤول‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬ميليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬وقائد‭ ‬شارك‭ ‬بنشاط‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬عن‭ ‬دراية‭ ‬وإدراك‭ ‬وبحماس‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬الحقيقة‭ ‬القاسية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عناصر‭ ‬متمردة‭ ‬بل‭ ‬مدنيين‭ ‬تم‭ ‬استهدافهم‭. ‬لقد‭ ‬عانوا‭ ‬وقتلوا‭ ‬وتعرضوا‭ ‬لآثار‭ ‬جسدية‭ ‬ونفسية‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‮»‬‭. ‬واندلع‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬عندما‭ ‬حمل‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬الأقليات‭ ‬الإتنية‭ ‬السلاح‭ ‬ضدّ‭ ‬نظام‭ ‬الخرطوم،‭ ‬فردت‭ ‬السلطات‭ ‬المركزية‭ ‬بإنشاء‭ ‬ميليشيات‭ ‬معظم‭ ‬أفرادها‭ ‬من‭ ‬البدو‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬عرفت‭ ‬بالجنجويد‭. ‬وتسبب‭ ‬النزاع‭ ‬بحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بمقتل‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬وتهجير‭ ‬حوالي‭ ‬2,5‭ ‬مليون‭. ‬

وقال‭ ‬خان‭ ‬إن‭ ‬شهودا‭ ‬تحدثوا‭ ‬خلال‭ ‬المحاكمة‭ ‬عن‭ ‬فظاعات‭ ‬ارتكبها‭ ‬الجنجويد‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬قدموا‭ ‬روايات‭ ‬مفصلة‭ ‬عن‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬والتعذيب‭ ‬والاغتصاب‭ ‬واستهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬وحرق‭ ‬قرى‭ ‬بأكملها‭ ‬ونهبها‮»‬‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬الميليشيات‭ ‬اغتصبوا‭ ‬أطفالا‭ ‬أمام‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهم‭ ‬مستخدمين‭ ‬العنف‭ ‬الجنسي‭ ‬‮«‬سياسة‮»‬‭ ‬متعمدة‭. ‬ومنذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬تطالب‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بتسليمها‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬السودان‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬قبل‭ ‬إطاحته‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مسؤولَين‭ ‬آخرَين،‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬‮«‬إبادة‮»‬‭ ‬وجرائم‭ ‬ضدّ‭ ‬الإنسانية‭ ‬خلال‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬دارفور‭. ‬

ولجأ‭ ‬علي‭ ‬كوشيب‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬افريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020،‭ ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬الجديدة‭ ‬عزمها‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬وبعد‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬سلم‭ ‬نفسه،‭ ‬ومحاكمته‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬إحالة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭. ‬ويأمل‭ ‬خان‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬مذكرات‭ ‬توقيف‭ ‬تتعلق‭ ‬بالوضع‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬السودان‭. ‬

منذ‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬يشهد‭ ‬السودان‭ ‬حربا‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬التابعة‭ ‬لنائبه‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬خصمه‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭. ‬وخلف‭ ‬النزاع‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬نازح‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحديثة‭ ‬وفقا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬واتُهم‭ ‬الجانبان‭ ‬باستهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬وقصف‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬عمدا‭. ‬الاثنين‭ ‬أسفرت‭ ‬ضربة‭ ‬جوية‭ ‬للجيش‭ ‬السوداني‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬دارفور‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬شخص‭ ‬وإصابة‭ ‬المئات،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬محامو‭ ‬الطوارئ‮»‬‭ ‬الثلاثاء‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا