بينما لا تزال الخبايا تتكشف عن فظائع السجون السورية، على ضوء شهادات المعتقلين الذين خرجوا منذ الأحد الماضي، إثر سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، أكد القيادي أحمد الشرع أن «إدارة العمليات العسكرية ستلاحق المتورطين بتعذيب المعتقلين».
وقال قائد «هيئة تحرير الشام»، المعروف سابقا بأبو محمد الجولاني: «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين السوريين وتصفيتهم».
كما شدد في بيان نشر على قناة تليجرام التابعة للتلفزيون السوري الرسمي أمس على أن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون لن ينال العفو.
كذلك أكد أنه ستتم ملاحقة هؤلاء داخل سوريا، وستتم مطالبة الدول الغربية أيضا بتسليم من فر إليها لتحقيق العدالة بحقهم.
وفي القرداحة بمحافظة اللاذقية، تجول مقاتلون وشبان داخل ضريح الرئيس السوري السابق حافظ الأسد حيث دفن بعد وفاته العام 2000، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو لفرانس برس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من فصائل معارضة أحرقوا الضريح.
من جانبه أكد رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير أمس أن تحالف الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام سيضمن حقوق جميع الأديان.
ودعا البشير نحو ستة ملايين سوري، يشكلون ربع السكان، فروا من البلاد منذ العام 2011 إلى العودة من أجل «إعادة البناء» وتحقيق الازدهار.
في دمشق، حيث ترفرف راية الفصائل بألوانها الأخضر والأبيض والأسود، تعود الحياة شيئا فشيئا إلى طبيعتها. في مقهى جلست فيه مع أصدقائها أعربت الطبيبة رانيا دياب البالغة من العمر 64 عاما عن الأمل «في أن نتمكن من العيش بشكل طبيعي في بلدنا، وأن يتم الحفاظ على حرياتنا».
لكن تبقى الأولوية لعدد كبير من السوريين هي البحث عن أحبائهم المفقودين على مدى عقود شهدت قمعا عنيفا.
في مشرحة أحد مستشفيات العاصمة، راح نبيل الحريري الآتي من درعا في الجنوب، يفحص صور الجثث، بحثًا عن شقيقه الذي اعتقل عام 2014 عندما كان عمره بالكاد 13 عاما.
وقال الرجل البالغ من العمر 39 عاما «الغريق يتعلق بقشة».
منذ عام 2011، قُتل أكثر من 100 ألف شخص في السجون السورية، بحسب تقديرات نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، في عام 2022.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك