بيروت –الوكالات: أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة «هروب» الرئيس بشار الأسد، و«بدء عهد جديد» لسوريا، بعد دخول قواتها دمشق.
وأعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداه لتسليم المؤسسات إلى أي «قيادة» يختارها الشعب السوري.
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن العاصمة السورية، وسط إطلاق نار كثيف معظمه في الهواء ابتهاجا، بينما انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أشخاصا يحتفلون ويهتفون في شوارع دمشق.
وأعلنت الفصائل المعارضة عبر حسابها «إدارة العمليات العسكرية» على «تلجرام» «الطاغية بشار الأسد هرب»، و«نعلن مدينة دمشق حرة».
وأضافت «بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا». ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى «سوريا الحرة».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «الأسد غادر سوريا عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن ينسحب عناصر الجيش والأمن» من المطار.
أفاد مصدر في الكرملين بأن بشار الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو، وقدمت لهم روسيا حق اللجوء.
وقال المصدر، في تصريحات لوكالة «تاس»: «وصل الرئيس السوري السابق بشار الأسد وأفراد عائلته إلى موسكو، وتم منحهم حق اللجوء بناء على اعتبارات إنسانية».
وبحسب المصدر، فإن روسيا تدعم دائما البحث عن حل سياسي للأزمة السورية. وبالإضافة إلى ذلك، ترى روسيا أن من الضروري استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأضاف أن «المسؤولين الروس على اتصال بممثلي المعارضة السورية المسلحة، التي ضَمِن قادتها أمنَ القواعد العسكرية الروسية والمؤسسات الدبلوماسية في سوريا».
وأكد المصدر في الكرملين أن روسيا تأمل في مواصلة الحوار السياسي باسم مصالح الشعب السوري وتطوير العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية وسوريا.
وفي شريط فيديو مسجّل نشر على حسابه على «فيسبوك»، قال رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي: «مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة».
ودعا زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) قواته إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيرا إلى أنها «ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميا».
وتتالت هذه الإعلانات بسرعة مذهلة بعد إعلان فصائل المعارضة التي بدأت منذ 27 نوفمبر هجوما واسعا سيطرت خلاله على مساحات واسعة من البلاد في الشمال والوسط، دخول دمشق.
وتحدث سكان في العاصمة السورية لوكالة فرانس برس عن سماع رشقات رصاص كثيفة ابتهاجا، وصيحات «الله أكبر» في شوارع العاصمة.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش والقوات الحكومية السورية أخلت مطار دمشق الدولي فجر أمس بعد «صدور أوامر لعناصر وضباط قوات النظام بالانسحاب من مطار دمشق الدولي».
وكان مصدر مقرب من حزب الله الداعم للنظام السوري قال لفرانس برس إن الحزب سحب عناصره الموجودين في محيط دمشق وفي حمص باتجاه لبنان ومنطقة الساحل السوري فجر أمس.
وقال المصدر: «الحزب أوعز لمقاتليه في الساعات الأخيرة بالانسحاب من منطقة حمص، بعضهم توجه إلى اللاذقية وآخرون إلى منطقة الهرمل في لبنان»، مشيرا إلى أن «مقاتلي الحزب أخلوا كذلك مواقعهم في محيط دمشق».
وأتى دخول العاصمة السورية بعد ساعات على تأكيد فصائل المعارضة سيطرتها على حمص ثالث مدن البلاد.
وأفادت فصائل معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان فجر أمس بفتح أبواب سجن صيدنايا العسكري الواقع قرب دمشق وهو من الأكبر في سوريا والذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرض المساجين فيه للتعذيب.
وقبل ساعات على دخول دمشق، وصف قائد هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني سيطرة قواته على كامل مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، بـ«الحدث التاريخي الذي سيفصل بين الحق والباطل»،
في حماة التي دخلتها فصائل معارضة السبت، أفاد مصور فرانس برس بأن سكانا أضرموا النار في صورة عملاقة للرئيس بشار الأسد عند واجهة فندق بالمدينة.
وتراجعت القوات الحكومية السورية بشكل كبير وغير متوقع خلال الأيام الماضية في الميدان. وخسرت الحكومة السبت سيطرتها على محافظة درعا بعد سيطرة مقاتلين من فصائل معارضة على مدينة رئيسية، حسب المرصد.
في وقت سابق السبت، سيطرت فصائل مسلحة معارضة سورية على مدينة القنيطرة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب حضر، حسب المرصد.
وسمحت السلطات العراقية بدخول «مئات» الجنود السوريين «الفارّين من الجبهة» إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي، على ما أفاد مصدران أمنيان فرانس برس السبت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك