طهران – الوكالات: شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس على أهمية إجراء «حوار سياسي» بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران والمعارضة، وذلك عقب اجتماع مع نظيريه الروسي والتركي في الدوحة لبحث الوضع في سوريا.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه لا يمكن السماح لـ «إرهابيين» بالسيطرة على الأراضي في سوريا.
وقال لافروف على هامش منتدى الدوحة في قطر: «من غير المقبول السماح لجماعة إرهابية بالسيطرة على الأراضي في انتهاك للاتفاقيات القائمة، بدءا من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (الصادر في عام 2015) الذي أكد بقوة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدتها».
وأتى الاجتماع في العاصمة القطرية في ظل هجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في عام 2011 تشنّه فصائل معارضة أتاح لها السيطرة على مناطق عدة في شمال البلاد ووسطها وجنوبها.
وتشارك إيران وتركيا وروسيا في صيغة أستانا التي أطلقت عام 2017 سعيا لإسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة؛ ففي حين وفرت دمشق وموسكو دعما مباشرا للرئيس السوري اتخذت تركيا موقفا معارضا له منذ بدء النزاع، وساندت بعض فصائل المعارضة.
وكان عراقجي قد التقى في وقت سابق أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن إجراء مباحثات «صريحة للغاية ومباشرة» مع نظيره التركي هاكان فيدان، وذلك على هامش «منتدى الدوحة» الذي يقام في العاصمة القطرية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوجان قد «تمنى» يوم الجمعة أن يتواصل «تقدم المتمردين من دون مشاكل» متعمدا ذكر هدفهم النهائي «دمشق» بعدما سيطروا على حلب وحماة، داعيا الأسد «إلى التصالح مع شعبه».
وفي الأشهر الأخيرة لم تلق سياسة اليد الممدودة التي انتهجها اردوجان مع الأسد وحتى دعوته لعقد لقاء أذانا صاغية، إذ اشترط الرئيس السوري مسبقا انسحاب القوات التركية من شمال غرب سوريا التي نشرت لمكافحة المقاتلين الأكراد.
وفي إسطنبول قال مصدر بوزارة الخارجية التركية إن الاجتماع في الدوحة أكد أهمية استئناف العملية السياسية السورية، وأضاف أن الاجتماع كان بناء. وأضاف المصدر أن الاجتماع أكد «الدعم لوحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية».
من ناحيته قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية خلال منتدى الدوحة إن الرئيس السوري بشار الأسد «لم ينتهز هذه الفرصة للبدء في التواصل واستعادة علاقته بشعبه، ولم نشهد أي تحرك جدّي، سواء فيما يتعلق بعودة اللاجئين أو المصالحة مع شعبه».
وقال رئيس الوزراء القطري إن العالم «فوجئ» بالتقدم السريع عقب هجوم مباغت ينفّذه تحالف من فصائل معارضة في سوريا، وحذر من أن «هذا الوضع قد يتطور ويصبح أكثر خطورة»، ما يهدد بالعودة إلى «دوامات العنف السابقة».
كذلك قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان يوم الجمعة ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم الوزارة في بيان: «شدد الوزير بلينكن على أهمية حماية المدنيين، بمن في ذلك الأقليات، في شتى أنحاء سوريا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك